أردوغان يكرّم طيار سوري بجائزة لرفضه قصف المدنيين في حماة

كرّم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الطيار السوري أحمد الططري بجائزة اللطف الدولية، التي يمنحها وقف الديانة التركي، وذلك تقديرًا لموقفه الإنساني ورفضه تنفيذ أوامر قصف المدنيين خلال مذبحة حماة عام 1982.
وخلال حفل التكريم الذي أقيم في أنقرة، أشاد أردوغان بشجاعة الططري، معتبرًا أن قراره التاريخي أنقذ أرواح الأبرياء، لكنه دفع ثمنه بقضاء 43 عامًا في السجون السورية، واصفًا إياه بأنه رمز للضمير الإنساني والوفاء للمبادئ الأخلاقية رغم القمع والاضطهاد.
كان الططري ضابطًا في سلاح الجو السوري عندما اندلعت الأحداث الدامية في حماة عام 1982، حيث رفض تنفيذ أوامر عسكرية بقصف الأحياء السكنية، وهو ما أدى إلى اعتقاله وسجنه مدى الحياة في ظروف قاسية. وبعد أكثر من أربعة عقود من الاعتقال، أُطلق سراحه مؤخرًا، ليحظى بتقدير واسع من الأوساط الحقوقية والإنسانية.
وفي كلمته خلال الحفل، قال الرئيس التركي: أحمد الططري لم يكن مجرد طيار، بل كان إنسانًا صاحب ضمير حي، فضّل السجن على أن يكون شريكًا في مجزرة ضد الأبرياء. تكريمه اليوم هو رسالة واضحة بأن التاريخ لا ينسى المواقف النبيلة.
وأعرب الططري عن امتنانه لهذا التكريم، مؤكّدًا أن تمسكه بقيمه الإنسانية كان الخيار الصحيح رغم الثمن الباهظ، مشيرًا إلى أن العدالة والإنسانية يجب أن تبقى فوق أي حسابات سياسية أو عسكرية.
ويُعتبر وقف الديانة التركي من أبرز المؤسسات الإنسانية في تركيا، حيث يقدّم جائزة اللطف الدولية سنويًا تكريمًا للأفراد الذين أظهروا مواقف إنسانية استثنائية في مختلف أنحاء العالم.