أخبار عربيةالأخبارالأردن

أغنية شعبية عارمة عشية تشييع مهيب لجنازة شهيد الكرامة

استبق المزاج الشعبي الأردني استقبال جثمان الشهيد ماهر الجازي بأغنية وطنية من طراز خاص توسع بثها عبر منصات التواصل الاجتماعي مثل النار في الهشيم، وتبادلها عشرات الآلاف من الأردنيين.

تقول الأغنية في مطلعها: واهجم عليهم يا جازي.. و3 طلعوا جنازة.

الأغنية حماسية بامتياز ويردد المطرب فيها مع موسيقى صاخبة عبارة: “عفية يا ابن الحويطات”. وتم تداولها بدون معرفة المطرب الذي ينشدها باللهجة البدوية، وإيقاع الموسيقى فيها واضح أنه يستند إلى ألحان الثورة الفلسطينية المبكرة مع انطلاق حركة فتح في ستينيات القرن الماضي.

وقد تكون الأهزوجة الشعبية الأولى التي لامست وجدان الشارع الأردني عموما بعد عملية الجازي الاستشهادية الشهيرة، وهو سائق شاحنة أردني قتل 3 جنود إسرائيليين على معبر الكرامة بمسدس صغير، قبل أن تقيم قبيلة الحويطات التي ينتمي إليها سرادق عزاء وعرس شهيد كبيرين، ثم تعلن أنها لن تقبل إلا باستلام جثة الشهيد ودفنه على أرض المملكة.

تبادل الأردنيون بكثافة تلك الأهزوجة، فيما كانت وزارة الخارجية تعلن صباح الثلاثاء عن التمكن بعد مفاوضات معقدة مع الإسرائيليين من استلام جثمان الشهيد وتسليمه لعائلته، ثم المبادرة للصلاة عليه في مسجد الحسينية الكبير بمدينة معان جنوبي المملكة، وبحضور آلاف من المواطنين وأبناء قبيلة الحويطات.

عكس الحضور الشعبي الكبير لأبناء جنوب الأردن عند تشييع الشهيد، روحَ الخط المقاوم خصوصا في البنية العشائرية الأردنية، فيما رفضت الحكومة الالتزام بما وصفته تقارير بشروط إسرائيلية لتسليم الجثمان، حيث لاحظ الجميع بأن عملية الدفن سارت بسرعة وبدون قيود، وحضرها عدة آلاف من المشيعين.

عملية الشهيد الجازي كانت قد لفتت الأنظار أصلا، ودخلت في إطار الترميز السياسي الأردني العميق في مربع مساندة أبناء القبائل والعشائر الأردنية لخطوط المقاومة الفلسطينية والتضامن مع غزة، مما دفع باتجاه تشييع شعبي مهيب لجثمان الشهيد الجازي، بعدما تمكنت عمليته من إعادة إنتاج الموقف الشعبي المضاد لإسرائيل في إطار الزوايا المعقدة للعلاقة الأردنية الإسرائيلية.

زر الذهاب إلى الأعلى