ثلاثة قتلى وثمانية مصابين بجروح بالغة في هجوم بسكين في ألمانيا
قُتل ثلاثة أشخاص وأصيب ثمانية آخرون بجروح خطرة جراء هجوم بسكين وقع مساء الجمعة خلال مهرجان في زولينغن بغرب ألمانيا بحسب أحدث بيانات أعلنتها الشرطة، مشيرة إلى فرار المشتبه به.
وكانت الشرطة أعلنت في وقت سابق أن خمسة أفراد أصيبوا بإصابات خطيرة في الهجوم الذي وقع خلال احتفال المدينة بذكرى تأسيسها في ساعة متأخرة من مساء الجمعة.
وتجري حاليا “عملية كبيرة” لمحاولة العثور على المشتبه به، وفق ما قالت متحدثة باسم شرطة دوسلدورف لوكالة فرانس برس.
وتم “تطويق جزء كبير من المكان” بحسب المتحدثة، بعد الهجوم الذي وقع خلال الاحتفال بالذكرى الـ650 لتأسيس هذه المدينة في شمال الراين وستفاليا.
وانتشرت الشرطة في المكان مدعومة بمروحيات وسيارات طوارئ، وطلبت من الناس تجنب المنطقة، وفقا لمحطة زي دي إف.
وكتب رئيس البلدية تيم-أوليفر كورزباخ على الموقع الإلكتروني للمدينة “الليلة نحن جميعا في حالة صدمة ورعب وحزن شديد في زولينغن”، مضيفا: أردنا جميعا الاحتفال بالذكرى السنوية لمدينتنا معا والآن لدينا قتلى وجرحى نأسف لسقوطهم.
وتابع: ينفطر قلبي لوقوع هجوم في مدينتنا. عيناي تدمعان لدى تفكيري في من فقدناهم. أصلي من أجل جميع من يواصلون النضال من أجل حياتهم.
وشكر كورزباخ خدمات الطوارئ على عملها في مكان الواقعة، مبديا تعاطفه مع من كانوا شاهدين على الهجوم.
تقع زولينغن التي يزيد عدد سكانها عن 150 ألف نسمة، قرب دوسلدورف شمالي كولونيا.
وكان الناس قد تجمعوا في المدينة مساء الجمعة في اليوم الأول من “مهرجان التنوع” الذي يستمر ثلاثة أيام، وفق ما جاء على الموقع الإلكتروني لهذا الحدث. ومن المقرر أن يضم المهرجان عروضا موسيقية ومسرحية وعروضا أخرى يشارك فيها كوميديون.
وكان متوقعا حضور ما يصل إلى 75 ألف زائر على مدار الأيام الثلاثة.
وذكرت صحيفة “سولينغر تاغبلات” المحلية أنه بعيد الساعة 22,00 (20,00 ت غ)، صعد أحد المنظمين على خشبة المسرح لمقاطعة الحفل الذي بدأ مساء الجمعة بعرض ضوئي مصحوب بحفلات موسيقية في ساحة بوسط المدينة.
وقال المنظم إن ثمة مسعفين يحاولون إنقاذ حياة عدد من الأشخاص. واستجاب آلاف الزوار لدعوته إلى مغادرة المكان بهدوء، حسب الصحيفة.
برك دم
ونقلت الصحيفة عن فيليب مولر وهو أحد المنظمين قوله إن الناس غادروا الميدان في حالة صدمة لكن بهدوء.
كما قال شاهد عيان للصحيفة إنه كان موجودا على بعد أمتار قليلة من الهجوم، ليس بعيدا من مسرح الحفل، وإنه فهم من تعبير وجه المغنية أن ثمة خطبا ما.
وأضاف الشاهد لارس بريتزك “من ثم، سقط شخص على بعد متر واحد مني”. وروى أنه اعتقد في بادئ الأمر أن الأمر يتعلق بشخص مخمور، لكن عندما استدار، رأى أشخاصا آخرين ممددين أرضا وشاهد بركا من الدماء.
وظلت السلطات الألمانية في حالة تأهب خلال السنوات الأخيرة في مواجهة تهديد إرهابي مزدوج ذي توجه جهادي ويميني متطرف.
ويعود الهجوم الجهادي الأعنف حتى الآن على الأراضي الألمانية إلى كانون الأول/ديسمبر 2016 حين قتل 12 شخصا صدما بشاحنة في سوق لعيد الميلاد في وسط برلين. وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الاعتداء.
وفي نهاية أيار/مايو الماضي أدى هجوم بسكين في مدينة مانهايم (غرب) واستهدف تجمعا معاديا للإسلام إلى مقتل شرطي وإصابة خمسة أشخاص آخرين.
وفي 19 آذار/مارس، أوقف في تورينغن بشرق ألمانيا جهاديان أفغانيان يشتبه بأنهما كانا يخططان لاعتداء.
وفي نهاية كانون الأول/ديسمبر 2023، اعتقل ثلاثة رجال يشتبه بأنهم إسلاميون كانوا يعتزمون تنفيذ اعتداء بواسطة “سيارة” ليلة رأس السنة ضد كاتدرائية كولونيا (غرب).
وثمة تهديد آخر للبلاد يمثله اليمين المتطرف، بعد هجمات دامية عدة سجلت خلال السنوات الأخيرة.