أخبار عالميةالأخبار

المستشفيات الإسرائيلية لا نعالج المرضى العرب

بين فتك ما وآخر، يطلق الورم القومجي الفائق الخبث فروعه في جسم الدولة وفي كل صوب، ويعدي المزيد من الأعضاء السليمة. وتبدو بوادره حتى في جهاز الصحة.

في الأسبوع الماضي، كشفت “هآرتس” النقاب عن أن مستشفى سوروكا في بئر السبع بلغ الشرطة عن وصول مريضات بلا مكانة. فقانون حقوق المريض وقواعد الأخلاقيات المهنية الطبية تستوجب من المستشفيات العامة معالجة كل شخص يحتاج لعلاج طبي عاجل. كل شخص، دون فرق ديني أو عرقي أو جنسي. فمهمة المستشفى معالجة المرضى. غير أن في إسرائيل التي يحكمها اليمين المتطرف مستشفيات تثبت أن هذه غايتها، وتعتقد أن مهمتها هي الاهتمام بإنفاذ القانون. فلماذا الاكتفاء بأن تكون طبيباً في الوقت الذي قد تكون شرطي هجرة أيضاً، أو مجرد واشٍ عند الحاجة؟

حنان (اسم غير حقيقي)، من سكان رهط، كانت في الأسبوع الـ 36 من حملها حين بدأت تشعر ببوادر المخاض. سافرت مع زوجها إلى “سوروكا” ونقلت إلى قسم طوارئ النساء. وبينما كانت تنتظر كتاب التسريح مع زوجها الإسرائيلي (لها منه ثلاثة أطفال إسرائيليين)، وصل شرطي إلى هناك وطلب منها مرافقته. قال الشرطي لزوجها إنه يقتادها إلى محطة الشرطة، لكنها نقلت إلى حاجز “ميتار” جنوب جبل الخليل، وأبقيت هناك وحدها. بكلمات أخرى، امرأة في حمل متقدم وصلت إلى مستشفى في إسرائيل، وبعد بضع ساعات طردت إلى الضفة الغربية بعد أن بلغ المستشفى الشرطة بوصولها إليه. جريمتها أن مكانتها القانونية غير مرتبة. وحتى حقيقة أن زوجها وأطفاله إسرائيليون لم تحمها أمام “سوروكا” بصفته شرطة هجرة.

لا يدور الحديث عن حالة فردية؛ ففي السنة الأخيرة بلغ “سوروكا” الشرطة ثلاث مرات على الأقل بوصول مريضات عديمات المكانة، وأحياناً حتى قبل أن يعالج المرأة. يقوض “سوروكا” دوره كمكان يقدم المساعدة للمرضى، دون أن يعمل كمساعد للشرطة. الناس سيفكرون مرتين قبل أن يصلوا إلى “سوروكا” لتلقي المساعدة الطبية حتى لو كانت الحالة عاجلة. وبالفعل، ثمة عاملة اجتماعية من أحد المجالس المحلية في النقب، توجهت إليها في السنة الأخيرة ما لا يقل عن ثلاث نساء بلا مكانة اضطررن لعلاج عاجل وتخوفن من التوجه إلى سوروكا.

إن محاولة المستشفى تعليق سلوكه بتعليمات الشرطة لإبلاغها “عن كل حالة لا تعرف فيها هوية المريض” لم تجد إسناداً لها من الشرطة التي أفادت بأنه لا توجد تعليمات كهذه. كما أن وزارة الصحة أوضحت بأنها لا تعرف بتعليمات كهذه.

على وزير الصحة، اوريئيل بوسو، أن يذكّر “سوروكا” ومديره د. شلومي كودش، بدور مستشفى عام في إسرائيل.

زر الذهاب إلى الأعلى