مسؤول بارز بالخارجية الأميركية ينضم إلى المستقيلين من إدارة الرئيس بايدن
ذكرت مصادر أميركية أن أندرو ميلر نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون الإسرائيلية الفلسطينية استقال من منصبه، في أحدث حلقة من سلسلة الاستقالات من الإدارة الأميركية على خلفية موقفها من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وكشفت المصادر أن ميلر كان يعتزم الاستقالة منذ فترة على خلفية موقف الإدارة الأميركية من حرب غزة.
وذكرت المصادر أن ما عزز قرار ميلر هو موقف الإدارة الأميركية من الهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح وإخفاقها في معالجة موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المتعنت.
ووفقا للمصادر، فإن ميلر هو أعلى مسؤول في الدبلوماسية الأميركية على اتصال بسياسة الحرب يستقيل من منصبه.
وكان ميلر يأمل في تحول ملموس في موقف إدارة الرئيس جو بايدن، وسعى لاعتدال السياسات من داخل الحكومة.
ووفقا للمصادر، فقد قدّم ميلر أسبابا عائلية مبررا خروجه من منصبه وتقديم استقالته.
خسارة للخارجية
وميلر لديه فهم وإدراك عميق للملف الفلسطيني الإسرائيلي، وبالتالي فخروجه رسميا من ملف غزة وفلسطين بشكل عام بهذا الوقت، يعد تحديا جديدا للخارجية الأميركية.
وأكد فقرا أنه رغم عدم وجود ردود فعل رسمية حتى الآن، إلا أن هناك إجماعا كبيرا في وسائل الإعلام الأميركية على أن استقالة ميلر بمثابة خسارة كبيرة للخارجية وللأصوات التي توصف بأنها متزنة ولها مواقف إيجابية من الحق الفلسطيني.
وقال فقرا إن هذه هي المرة الأولى في تاريخ الإدارة الأميركية التي تظهر فيها الخلافات للعلن وتُتوج بالاستقالات من عدة مواقع.
وأوضح فقرا أن الولايات المتحدة تشهد انقسامات كبيرة تُوصف أحيانا بأنها غير مسبوقة تجاه مواقف الإدارة الأميركية ودعمها المطلق لإسرائيل، مشيرا إلى أن استقالة ميلر تمثل إشكالية للدبلوماسية الأميركية في الوقت الذي تواجه فيه أيضا تحديات كبرى أبرزها التصعيد مع نتنياهو بشأن إمداد تل أبيب بالأسلحة.
من جانبه، قال المسؤول السابق في الخارجية الأميركية وليام لورانس إن ميلر عزا استقالته إلى أسباب عائلية حتى لا يتسبب في إحراج للخارجية الأميركية، مؤكدا أنه هو المسؤول الأهم في متابعة القضية الفلسطينية.
وأكد لورانس أن ميلر كان معارضا لما يحدث في غزة وأن هناك آخرين سيحذون حذوه، معتبرا أن هذه الاستقالات أمر غير مألوف في الإدارة الأميركية، ويعكس في الوقت نفسه عدم رضا تجاه مواقف الإدارة من الحرب على غزة.
استقالات سابقة
وفي أواخر مايو/أيار الماضي، اختار ألكسندر سميث، أحد المقاولين لدى الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (يو إس إيه آي دي)، الاستقالة بعد أن تم تخييره بينها وبين الفصل بعد إعداد عرض تقديمي حول وفيات الأمهات والأطفال بين الفلسطينيين.
وفي استقالة أخرى، أرسلت مسؤولة وزارة الخارجية من مكتب السكان واللاجئين والهجرة، ستايسي غيلبرت، رسالة بالبريد الإلكتروني إلى زملائها توضح فيها أنها ستغادر بسبب تقرير رسمي للوزارة بأن إسرائيل لم تعرقل الغذاء أو المساعدات الأخرى إلى غزة.
وفي 8 مايو/أيار أيضا، استقالت لِيلي غرينبرغ، وهي مسؤولة يهودية شغلت منصب مساعد خاص لرئيس الأركان بوزارة الداخلية الأميركية، احتجاجا على دعم إسرائيل.
وفي 26 أبريل/نيسان الماضي، أعلنت المتحدثة الناطقة بالعربية باسم وزارة الخارجية الأميركية هالة غريط استقالتها، اعتراضا على سياسة واشنطن تجاه الحرب على غزة، لتكون الاستقالة الثالثة على الأقل في الوزارة بسبب هذه القضية.
وقبل ذلك بشهر تقريبا، أعلنت أنيل شيلين من مكتب حقوق الإنسان بوزارة الخارجية استقالتها، كما استقال المسؤول بوزارة الخارجية جوش بول في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
واستقال طارق حبش، المسؤول الكبير في وزارة التعليم الأميركية، وهو أميركي من أصل فلسطيني، من منصبه في يناير/كانون الثاني الماضي.
وقبل أيام، قالت شبكة “سي إن إن” الأميركية إن مجموعة من المسؤولين في إدارة بايدن الذين استقالوا بسبب تعاملها مع العدوان الإسرائيلي على غزة، يعملون معا لدعم المعارضة والضغط على الحكومة لتغيير مسارها.
وقال هؤلاء إنهم شعروا بأن وجهات نظرهم وخبراتهم ومخاوفهم لم يتم الالتفات إليها، وإن الإدارة تتجاهل الخسائر الإنسانية الناجمة عن الحرب الإسرائيلية. وتحدثوا عن عدم انتباه الإدارة لتأثير الحرب على مصداقية واشنطن.