إعلان أبو عبيدة عن أسر جنود إسرائيليين يشعل منصات التواصل
حفلت منصات التواصل الاجتماعي بتعليقات تحتفي بالخطاب الـ27 لأبو عبيدة المتحدث العسكري باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة (حماس) والذي أعلن فيه عن أسر وجرح وقتل مجموعة من الجنود الإسرائيليين في عملية مركبة جرت أمس السبت في مخيم جباليا الواقع شرقي غزة.
ولكن هذا الإعلان لم يكن كل شيء في جعبة القسام، فبعد إعلان “أبو عبيدة” نشرت الكتائب فيديو آخر يظهر جر ما يبدو أنه جندي إسرائيلي داخل نفق، واختتمت القسام المقطع بعبارة “هذا ما سمح بنشره وللحديث بقية”.
ومع إعلان “أبو عبيدة” ونشر كتائب القسام للمقطع سارع الجيش الإسرائيلي إلى نفي الخبر، وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي “نوضح أنه لا يوجد حادث لاختطاف جندي”.
وتصدر وسم #أسر_جنود منصات التواصل في عدة دول عربية ابتهاجا بإعلان “أبو عبيدة” وكذلك بفيديو جر الجندي الإسرائيلي، حيث أبدى مغردون إعجابهم بالمنظومة المتكاملة التي تمتلكها القسام من الناحية العسكرية والإعلامية معلقين بالقول “نجد أن المقاومة تمتلك منظومات عظيمة تكاد تتفوق على جيوش عظمى، أبرزها المنظومة الإعلامية، وكذلك وحدات القنص، ومنظومة الرصد والاستخبارات، هذه ملفات المقاومة متفوقة جدا فيها وتفاجئ الجميع يوما بعد يوم”.
وقال مغردون إن مفاجأة غزة عن أسر جنود وتحييد آخرين، يعني أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يخسر الحرب فقط، ولكنه في طريقه لخسارة المفاوضات، بعد أشهر من التحايل والتضليل حسب قولهم، وأن هناك خيارين أمام نتنياهو.. حرب تنتهي بمزيد من الخسائر، أو مفاوضات تنتهي بصفقة تبادل وتحفظ قليلا من ماء الوجه للكيان وجيشه المرهق.
وعلق أحد المدونين على المقطع قائلا “بالرغم من أن القسام منذ بداية الحرب وهي توثق عملياتها، لكن أن تعلن القسام أسر جنود “وأي جنود” قوات خاصة “هذا أمر يصعب تصديقه لدى كثير أيضا” صحيح قد تملك القسام توثيقا لعملية الأسر، وأن حكومة إسرائيل تعرف الحقيقة جيدا “لكني أنتظر بشغف كيف سيكون رد نتنياهو وغالانت”.
وسخر ناشطون من العبارة التي كان يقولها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وبعض وزرائه بأن الضغط العسكري سيساعد في تحرير الأسرى، ولكن ما حدث هو العكس وإذ بعدد الأسرى يزداد بعد 8 أشهر من العدوان.
وأشار بعض المدونين إلى لحظة الصمت القصيرة لأبو عبيدة عندما قال عبارة “بعد أن أوقعوا”، واجتهدوا في الشرح والتفسير معتبرين أن هذا “السكوت الخفيف يُسمّى في الخطابة “سكتة”، وغرضها هو جذب الانتباه لأهم ما سيُقال في الكلمة.
ولفت متابعون الانتباه إلى بعض الملاحظات التي ظهرت في الفيديو والمتعلقة بالجندي الإسرائيلي بالقول إن “بنطال الجندي المسحول ليس بنطال عسكري، وإنما هو بنطال شبه مدني، وكذلك الحذاء ليس حذاء لواء المظليين (البني ذو الرقبة الطويلة)، وليس حذاء يتبع لمقاتلين من لواء آخر”.
وأضاف أحدهم أنه لا توجد وحدة عسكرية تضع كواتم صوت على أسلحة مقاتليها في قلب ميدان القتال، ومع نفي المتحدث باسم جيش العدو أن يكون أيّ من جنودهم مختطفين، فإنه من المرجح أن الوحدة لا تتبع للجيش، وإنما وحدة تتبع للشاباك أو وحدة خاصة أخرى.
وتفاعل مدونون مع الصورة التي ظهر فيها المقاتل القسامي، وهو يجر جنديا إسرائيليا بكامل عتاده، واستشهدوا بأجزاء من أنشودة أناديكم لأحمد قعبور “أناديكم أشد على أياديكم وأبوس الأرض من تحت نعالكم وأقول أفديكم”.
وسخر ناشطون من نفي الجيش الإسرائيلي لاختطاف أي جندي إسرائيلي في غزة، وأعادوا نشر نفي سفير إسرائيل في الأمم المتحدة بعد إعلان الملثم خبر الجندي شاؤول آرون عام 2014، لتعترف تل أبيب بعد يومين بعملية أسر آرون، وأشاروا إلى أن التاريخ يعيد نفسه، وأن إسرائيل سوف تعلن عن عملية الأسر الجديدة للمقاومة، ولن تستطيع إخفاء الأمر.
وطرح آخرون سؤلا ساخرا بالقول “الآن يبقى السؤال نتنياهو سيسعى ليعيد أسرى 2014 أم أسرى 7 أكتوبر أم أسرى 25 مايو؟”.
وعلق آخر، فقال إنها “أعمال أهل غزة يعرفون كيف يدافعون عن أرضهم، ويعيدون ما اغتصبه العدو منهم إرادة وتصميم وخبرة فاقت كل التوقعات وشجاعة نادرة يغلفها إيمان قوي بالله، وتوكل عليه وفنون قتالية مبتكرة أذلت العدو وأعجب بها العالم وخيبت آمال مؤيدي إسرائيل”.
وهذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها كتائب القسام أسر جنود إسرائيليين في غزة منذ معركة طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.