الحكومة السودانية تؤكد رصدها هبوط 400 طائرة في تشاد تحمل إمدادا عسكريا الدعم السريع
قالت قوات «الدعم السريع» إنها تملك معلومات موثوقة عن استعانة الجيش السوداني بقوات من جبهة تحرير تيغراي المعارضة للحكومة الأثيوبية.
يأتي ذلك بالتزامن مع اتهامات يوجهها قادة الجيش لقوات الدعم بتجنيد وحشد المرتزقة بمساندة من دولة الإمارات العربية المتحدة وعدد من دول جوار السودان.
وأشار المتحدث باسم قوات الدعم السريع الفاتح قرشي إلى رصدهم وجود قوات من جبهة تحرير تيغراي ـ غير موقعة على اتفاق السلام مع الحكومة في أديس أبابا ومتهمة بارتكاب فظائع وأعمال إجرامية في أثيوبيا ـ تقاتل إلى جانب قوات الجيش السوداني.
وذكر أن منسوبي تلك المجموعات يتواجدون داخل معسكرات الجيش إلى جانب مجموعات مسلحة أخرى.
وقال إن الجيش ومنذ بداية الحرب استعان بجهات وقوات أجنبية من دول مختلفة للقتال ضد قوات «الدعم السريع»، وشاركت تلك القوات في مهام عسكرية وفنية، في سلاح الجو والمهندسين وسلاح المدفعية، إلى جانب الطائرات الحربية المسّيرة، وإدارة المعلومات الحربية.
يأتي ذلك في وقت انتقدت فيه الحكومة السودانية تصريحات وزير الخارجية التشادي محمد صالح النظيف نفى خلالها تقديم بلاده الدعم لقوات الدعم السريع.
وفي رده على تصريحات نظيره التشادي، قال وزير الخارجية السوداني حسين عوض إن محاولات إنكار الحقائق لا جدوى منها، مضيفا: أن الدعم التشادي لقوات الدعم السريع واضح وضوح الشمس.
وكان الوزير التشادي قال بشكل قاطع في مقابلة تلفزيونية بأن بلاده لم تدعم قوات (حميدتي) مطالبا الحكومة السودانية بتقديم الدليل على ذلك.
في المقابل لفتت الحكومة السودانية إلى مواقف الإدانة التي صدرت من جانب عدد من القيادات التشادية السياسية والاجتماعية والدينية، لما وصفته بـ «الدور المشين» للحكومة التشادية.
واتهم وزير الخارجية السوداني تشاد بالعمل لحساب قوى إقليمية ودولية تطمع في موارد أفريقيا عبر فتح أراضيها ومطاراتها لإمدادات السلاح لقوات الدعم السريع والسماح بدخول الممتلكات المنهوبة من المواطنين السودانيين والإتجار فيها علنا.
وقال إن الحكومة التشادية تخصص مطاري «ام جرس» و«أبشي» لاستقبال الرحلات الجوية التي تنقل الأسلحة والعتاد العسكري لقوات الدعم السريع من دولة الإمارات.
وبلغت هذه الرحلات حسب الوزير أكثر من 400 رحلة رصدتها الأجهزة المحلية والدولية المتخصصة، وفق تفاصيل الطائرات الناقلة والمسارات التي اتخذتها، وتواريخ وصولها وتفريغها، معززة بصور الأقمار الصناعية.
وأشار إلى توثيق فريق الخبراء المستقلين المكلف َمن مجلس الأمن الدولي بمتابعة القرار 1591 الخاص بإمداد السودان بالعتاد العسكري، في تقريره الأخير أمام المجلس، طُرقَ وصول الأسلحة والمعدات من دولة تشاد إلى قوات (حميدتي).
وأكد أن القوات المسلحة السودانية تعاملت مع بعض القوافل التي تنقل الأسلحة من تشاد بعد دخولها الأراضي السودانية، مشيرا إلى ورصد الأجهزة المختصة خلال الأيام الماضية، وصول مركبات عسكرية إلى تشاد عن طريق ميناء «دوالا» الكاميروني، وكانت وجهتها النهائية مناطق سيطرة الدعم عبر الأراضي التشادية.
وأتهم الحكومة في تشاد بترتيب وتنسيق مشاركة «المرتزقة» التشاديين ومن الدول التي لا يمكن الوصول منها إلى السودان إلا عبر تشاد، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من هؤلاء المجندين التشاديين أو الذين دخلوا للسودان عبر تشاد لقوا حتفهم أثناء قتالهم إلى جانب قوات الدعم في مناطق مختلفة من البلاد.
وألقت السلطات السودانية القبض على عدد من منسوبي تلك القوات، حسب وزير الخارجية السوداني الذي أضاف أن تشاد أصبحت مقرا لقيادات الدعم السريع، مستنكرا سماح السلطات هناك بعقد الاجتماعات واللقاءات التي تتم فيها عمليات التجنيد واستلام الأموال، فضلا عن علاج المصابين من عناصر قوات الدعم في مستشفياتها، أو الترتيب لهم للسفر خارج الاقليم للعلاج.
ورأى أن بعض ما ورد في حديث الوزير التشادي نفسه يؤكد تدخل بلاده في الشؤون الداخلية للسودان، مشيرا إلى أنهم ما يزالون يعتبرون محمد حمدان دقلو (حميدتي) نائبا لرئيس مجلس السيادة السوداني، على الرغم من إقالته من ذلك المنصب بعد أن اعتبرت الحكومة السودانية متمردا على الدولة.
واعتبر حديث الوزير التشادي تدخلا سافرا في شؤون السودان وخروجا على الأعراف الدولية، مضيفا: أنه يشكل أيضا استخفافا بضحايا الإبادة الجماعية التي ارتكبت في مدينة الجنينة عاصمة ولاية شمال دارفور على بعد أميال قليلة من الحدود مع تشاد، وفي أنحاء مختلفة من البلاد.