قوات الدعم السريع السودانية التي تدعمها الإمارات تقتل رجلا وابنه
قالت لجان المقاومة في ولاية الجزيرة وسط السودان إن قوات «الدعم السريع» قتلت رجلا وابنه خلال إطلاق نار استهدف الأهالي في مدينة رفاعة، وأغلقت سوق المنطقة الواقع في الناحية الجنوبية.
بالتزامن أعلنت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين رصد 20 حالة وفاة بسبب سوء التغذية والجوع وسط دارفور في الفترة ما بين 20 إلى 30 أبريل الماضي
يأتي ذلك في وقت تتصاعد الاضطرابات في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، حيث تتواصل التحذيرات من تفاقم الأوضاع الكارثية.
وفي ظل استمرار حصار قوات «الدعم السريع» للمدينة التي تعد آخر معاقل الجيش السوداني في إقليم دارفور، تحتدم الصراعات في الداخل.
مصادر تحدثت لـ«القدس العربي» قالت إن المدينة تشهد توترا حادا بين الجيش وحلفائه في القوة المشتركة للحركات المسلحة، بعد اتهامات وجهتها الأخيرة لقيادة الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش، بقتل اثنين من منسوبيها.
إلى ذلك حذرت منظمة أطباء بلا حدود من تصاعد العنف في الفاشر، مشيرة إلى أن فريقها عالج أكثر من 100 جريح حرب، من بينهم 11 طفلاً، كان العديد منهم مصابا بطلقات نارية.
وفي الوقت نفسه، لفتت إلى تفاقم أزمة سوء التغذية التي تهدد الحياة في مخيم زمزم للنازحين شمال دارفور، مؤكدة أنها تعمل على توسيع نطاق استجابتها.
وذكرت في تقرير نشرته أمس الأربعاء أنه بعد فحص أكثر من 46 ألف طفل، وجدت أن 30٪ منهم يعانون من سوء التغذية الحاد.
وقالت رئيسة الاستجابة الطارئة لمنظمة أطباء بلا حدود في السودان كلير نيكوليه: «في مخيم زمزم، هناك كارثة حادة ممتدة على نطاق واسع» داعية إلى
بذل المزيد من الجهود لمساعدة الأشخاص الذين يكافحون من أجل البقاء. وحثت الأمم المتحدة على بذل المزيد من الجهود لمنع الوضع من الانزلاق إلى مزيد من الكارثة.
وحذر المتحدث باسم منسقية النازحين واللاجئين «آدم رجال» من أن الأطفال والنساء يموتون جوعاً في معسكر «رونقتاس» وسط دارفور، وحصلت 20 حالة وفاة بسبب سوء التغذية والجوع في الفترة ما بين 20 إلى 30 أبريل/ نيسان الماضي.
وقدرت المنسقية عدد الأسر التي تعاني أوضاعا حرجة بسبب الجوع الشديد في معسكر «كلمة» للنازحين جنوب دارفور بحوالي 36581 أسرة، يصل عدد أفرادها إلى 142956) شخصاً.
وقال «آدم رجال» إن مجموعات مسلحة متحالفة مع قوات الدعم السريع تفرض جبايات على النازحين في معسكر «رونقتاس» وسط دارفور، داعيا إلى مواصلة الضغط على أطراف النزاع للتخلي عن استخدام الغذاء والدواء وسلاح التجويع في مواجهة المدنيين العالقين في مناطق العمليات العسكرية.
وكانت عدة منظمات دولية وإقليمية وحكومات حذرت تباعا من هجوم وشيك لقوات الدعم السريع على مدينة الفاشر قد يقود إقليم دارفور المضطرب إلى أوضاع كارثية تعيد سيناريو الحرب الطاحنة التي اندلعت في العام 2003.
وفي ولاية الجزيرة وسط السودان، توالت نداءات الاستغاثة، بينما تواصلت الهجمات العسكرية والانتهاكات ضد المدنيين.
وقالت لجان المقاومة إن قوات الدعم السريع أطلقت الرصاص الحي على المدنيين في المدينة، الأمر الذي أسفر عن مقتل المواطن «مصطفى أبو كدوس» و ابنه «محمد مصطفى» وإغلاق سوق رفاعة.
وفي تقرير حول الأوضاع في ولاية الجزيرة، اتهمت لجان مقاومة « ود مدني» قوات الدعم السريع بمواصلة عمليات سرقة ونهب المواطنين واقتحام المنازل من قبل عناصر مليشيا الدعم السريع، كما تتواصل عمليات ترويع الأطفال والنساء والإطلاق العشوائي للذخائر.
ونددت باستمرار عمليات اعتقال المواطنين بواسطة عناصر قوات الدعم السريع مشيرة إلى أنها تمارس عليهم كل انواع التعذيب وترفض الإفراج عنهم الا مقابل مبالغ مالية باهظة.
وأشارت إلى تزايد عمليات نهب المحاصيل والمواشي التي تقول إن عناصر تابعة لقوات الدعم السريع تقوم بها مما زاد معاناة الأهالي.
وتابع تقرير لجان المقاومة: «شهدت مدينة «ود مدني» مؤخرا غارات جوية نفذها سلاح الجو التابع للقوات المسلحة مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى بين المواطنين وتدمير المنازل والبنية التحتية في المدينة.
وتنتشر كذلك مجموعات مسلحة (قُطّاع طرق) تنفذ عمليات سطو مسلح في الطرق وتقوم بنهب ما تبقى من ممتلكات المدنيين الفارين من نيران مليشيا الدعم السريع.
وبشأن تداعيات الأوضاع المعيشية في الجزيرة، لفتت لجان المقاومة إلى شح وغلاء المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية وصعوبة الحصول على أي إمدادات غذائية من خارج الولاية. واتهمت قوات الدعم بنهب كل ما يدخل إلى الولاية من إمداد غذائي.
وحذرت من أن أغلب الأسر لا تملك قوت يومها بسبب توقف عجلة العمل والإنتاج بعد استيلاء قوات الدعم السريع على الولاية في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، الأمر الذي عرقل كل سبل كسب الرزق.
ومنذ أشهر يعاني المواطنون من ضعف وانقطاع في خدمات المياه والكهرباء على نطاق واسع من الجزيرة، فضلا عن تعطيل شبكات الاتصال والإنترنت منذ قرابة ثلاثة أشهر. وأدى ذلك إلى تعثر وصول التحويلات عبر التطبيقات البنكية.
ووفقا للجان المقاومة فإن قوات الدعم السريع تقوم بفتح أجهزة الإنترنت (استارلينك) في الأسواق والقرى بمبالغ باهظة، مستغلة حاجة المواطنين لها، مع توارد أنباء عن احتمالية تعطل الخدمة وخروج ولاية الجزيرة عن التغطية بشكل كامل. وكشفت عن فرض القوات التي يقودها محمد حمدان دقلو «حميدتي» ضرائب باهظة على تذاكر السفر، وحركة نقل البضائع والمواد التموينية داخليا.
وبخصوص التداعيات الصحية، بينت أن مستشفى «ود مدني» لأمراض النساء والتوليد يعمل بوجود اخصائي واحد فقط وعدد من القابلات والممرضين.
وتشارف مستلزمات الغسيل الكلوي على النفاذ في مستشفى الجزيرة لجراحة وأمراض الكلى. وما يزال قسم جراحة المسالك البولية متوقفا عن العمل، بينما يعمل قسم أمراض الكلى بدون اخصائي.
وقالت لجان المقاومة أن قوات الدعم السريع قامت بسرقة أجهزة التنفس الصناعي من قسم العناية المكثفة وأجهزة عملية قسم العظام في مستشفى الجزيرة.
وحذرت من شح الإمداد الدوائي خاصة أدوية الأمراض المزمنة (الضغط والسكري) مشيرة إلى أن قوات الجيش تمنع ادخال اي إمدادات دوائية قادمة من الولايات الأخرى إلى ولاية الجزيرة كما تقوم قوات الدعم السريع بنهب كل ما يستطيع المواطنين تهريبه من دواء.
وقالت إن قوات الدعم السريع قامت بنهب المخزون الدوائي من المستشفيات والصيدليات منذ الأسابيع الأولى لاستيلائها على الولاية.
ويؤثر عدم استقرار التيار الكهربائي ونقص خدمات المياه ،على مسار عمل المستشفيات المتعثرة بالأساس، مما يزيد من معاناة المرضى.