ليلة خشنة بين الأمن الأردني وحراكات غزة في محيط “سفارة العدو
لا أحد يعلم بصورة محددة ما الذي أعاد الخشونة فجأة إلى العلاقة بين السلطات الأردنية وقوى الشارع في محيط مقر السفارة الإسرائيلية في عمان العاصمة بعد مظاهر عنف أمنية واحترازات استمرت حتى فجر الاثنين أعقبها بيانات خشنة بالمقابل من الملتقى الشعبي لدعم المقاومة فكرتها مطالبة الشعب الأردني بمحاصرة مقر سفارة العدو مجددا.
ليلة الأحد على الإثنين كانت ساخنة في عمان والملتقى الشعبي قال إن الجمهور الأردني تحرك بعفوية لإقامة فعالية احتجاجية بعد صلاة التراويح تضامنا مع غزة.
وإزاء العدد الكبير وغير المألوف للمحتشدين في منطقة ضاحية الرابية، حيث توجد مكاتب السفارة الخالية، تواجد عدد ضخم وغير مسبوق أيضا من رجال الأمن وعناصره وحتى ما بعد الساعة الثانية عشرة وفجر الاثنين أغلقت السلطات الأمنية لسبب مجهول كل الطرق المؤدية إلى مقر السفارتين الأمريكية والإسرائيلية.
المظاهر الأمنية المبالغ فيها جذبت المزيد من الجمهور وفي الوقت الذي حذر فيه الأمنيون من المساس بالملكيات وحاولوا السيطرة على تلك التظاهرة العفوية رصدت احتكاكات وانتهى الأمر بخشونة أمنية تخللها استعمال الغاز المسيل للدموع والهراوات أحيانا ثم اعتقال بعض المشاركين قبل أن يفض الاعتصام بالقوة وهو ما لم تفعله السلطات سابقا علما بأن تظاهرات وتجمعات ما بعد صلاة التراويح كانت متوقعة بكل حال لا بل دائمة.
ورغم أن وزارة الخارجية الأردنية لم تعلن عن عودة طاقم سفارة إسرائيل للعمل داخل المكاتب الفارغة، إلا أن معلومة تسربت عبر منتديات الحراك الشعبي المتضامن مع غزة بعنوان “عودة سفارة الكيان للعمل” هي التي تسببت بجذب مئات المواطنين للاحتجاج والهدف إيصال رسالة بأن الشعب الأردني لا يريد التطبيع مجددا.
لكن يعتقد أن معلومة إضافية ساهمت في التوتر وهي تلك التي تضمنت شهادة لإحدى النساء في محيط مستشفى الشفاء في غزة تعلقت بقيام جنود إسرائيليين باغتصاب فلسطينيات وقتلهن.
المعلومتان تسربتا ودفعتا أنصار الملتقى الشعبي للتضامن مع غزة للتجمع عفويا وبدون ترتيب بعد صلاة التراويح وبدا للمراقبين أن عدم الإعلان مسبقا عن تجمع مساء الأحد حتى فجر الإثنين أربك الأجهزة الأمنية ودفعها للتواجد بكثافة والتصرف بخشونة.
الملتقى أصدر بيانا صباح الاثنين اعترض فيه على الإجراءات الأمنية لكنه طالب الأردنيين مجددا وبلهجة خشنة أيضا أو غير مسبوقة بالتجمع بعد صلاة تراويح الإثنين لمحاصرة سفارة الكيان وهو تعبير لم يستخدمه الملتقى في وقت سابق في إطار فعالياته.