هجوم موسكو يخلف143 قتيلا على الأقل
أعلنت روسيا السبت توقيف 11 شخصا، بينهم أربعة مهاجمين ضالعين في الهجوم الذي نفذ في صالة للحفلات الموسيقية الجمعة في ضاحية موسكو تبناه تنظيم “الدولة الإسلامية”، وأسفر عن مقتل 143 شخصا على الأقل، بحسب ما قالت مارجريتا سيمونيان مديرة قناة روسيا اليوم على تطبيق تيليغرام، دون ذكر مصدر المعلومة.
وكانت السلطات الروسية أعلنت عن سقوط 115 قتيلا، مشيرة إلى أن العدد سيستمر في الارتفاع على الأرجح.
ويعدّ هذا الهجوم الأكثر حصدا للأرواح في موسكو منذ عشر سنوات على الأقلّ.
وأفاد الكرملين في بيان نقلته وكالات الأنباء الروسية أن مدير جهاز الأمن الفدرالي (إف إس بي) أبلغ الرئيس فلاديمير بوتين بتوقيف 11 شخصا، بينهم أربعة إرهابيين ضالعين مباشرة في الهجوم.
وجاء في البيان أن مدير جهاز الأمن الفدرالي ألكسندر بورتنيكوف أبلغ الرئيس بتوقيف 11 شخصا، من بينهم أربعة إرهابيين متورطين في الهجوم الإرهابي على صالة كروكوس.
وأوقف هؤلاء الأربعة المشتبه في أنهم منفذّو الهجوم، في منطقة بريانسك الواقعة على الحدود مع أوكرانيا وبيلاروس، وفق لجنة التحقيق.
وأكّدت أجهزة الأمن الروسية السبت أن المشتبه بهم كانت لديهم “جهات اتصال” في أوكرانيا إلى حيث كانوا يعتزمون الفرار.
ولم تقدم السلطات أي دليل على هذه الصلات المفترضة التي لم تحدّد طبيعتها، في حين نفت أوكرانيا الجمعة أي ضلوع لها.
بوتين يدين “العمل الإرهابي الهمجي”
ودان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السبت الهجوم قائلا إنه “عمل إرهابي همجي” وأعلن الأحد يوم حداد وطني.
وقال في كلمة متلفزة للأمة أتحدث إليكم اليوم بشأن العمل الإرهابي الدموي الهمجي الذي راح ضحيته عشرات الأشخاص الأبرياء المسالمين… أعلن يوم 24 آذار/مارس يوم حداد وطني.
وكانت لجنة التحقيق عبر “تلغرام” أوضحت أن هناك أشخاصا توفوا متأثرين بإصابتهم بأعيرة نارية ومن استنشاق الدخان بعدما اشتعلت النيران في المبنى.
وأشارت في وقت سابق إلى أن المهاجمين المشتبه في تنفيذهم الهجوم استخدموا أسلحة أوتوماتيكية وأشعلوا المبنى بواسطة سائل قابل للاشتعال.
ونفّذ تنظيم الدولة الإسلامية الذي تحاربه روسيا في سوريا والذي ينشط أيضا في القوقاز، هجمات على الأراضي الروسية منذ نهاية العام 2010، لكنه لم يتبنّ أي هجوم بهذا الحجم في البلاد.
وأعلن التنظيم في بيان على تلغرام أنّ مقاتليه “هاجموا تجمّعا كبيرا (…) في محيط العاصمة الروسيّة موسكو”. وزعم التنظيم أنّ مقاتليه انسحبوا إلى قواعدهم بسلام.
والهجوم الذي بدأت وسائل الإعلام الروسيّة الإبلاغ عنه قرابة الثامنة والربع مساء (15,30 ت غ)، نفّذه عدد من المسلّحين في كروكوس سيتي هول، وهي قاعة للحفلات الموسيقيّة تقع في كراسنوغورسك عند المخرج الشمالي الغربي للعاصمة.
وقال أليكسي، وهو منتج موسيقي كان في غرفة تبديل الملابس وقت الهجوم، لوكالة فرانس برس قبل البداية مباشرة، سمعنا فجأة رشقات ناريّة من أسلحة رشّاشة وصراخ امرأة ثمّ الكثير من الصراخ.
وشاهد صحافيون مساء الجمعة المبنى يجتاحه حريق كبير، مع تصاعد أعمدة من الدخان الأسود من سطحه. وامتدت النيران إلى مسافة 13 ألف متر مربع قبل التمكن من السيطرة عليه، بحسب أجهزة الطوارئ.
وكانت السفارة الأمريكية في روسيا حذّرت مواطنيها قبل أسبوعين من أن متطرّفين لديهم خطط وشيكة لاستهداف تجمّعات كبيرة في موسكو، بما في ذلك حفلات موسيقيّة.
لكن الرئيس الروسي رفض تلك التصريحات التي اعتبرها “استفزازية” وقال يبدو كل ذلك كأنه ابتزاز محض ورغبة في تخويف مجتمعنا وزعزعة استقراره.
ورغم تبني تنظيم الدولة الإسلامية الهجوم، يبقى هناك العديد من الأسئلة التي ينبغي الإجابة عليها.
وبحسب وسائل إعلام روسية والنائب ألكسندر خينستين، فإن بعض المشتبه بهم من طاجيكستان.
وأوضحت سلطات طاجيكستان الواقعة في آسيا الوسطى أنها “لم تتلق تأكيدات من السلطات الروسية بشأن المعلومات الكاذبة المتداولة حاليا حول ضلوع مواطنين” من طاجيكستان في الهجوم.
ومنذ استقلالها عن الاتحاد السوفياتي في العام 1991، تواجه طاجيكستان العديد من الحركات الإسلامية المسلحة. وفي السنوات الأخيرة، اتُهم مواطنون طاجيكيون بضلوعهم في هجمات جهادية، خصوصا في إيران.
ونشرت قناتا “بازا” و”ماش” الإخباريتان المقربتان من سلطات إنفاذ القانون في روسيا، مقاطع فيديو تظهر مسلّحَين على الأقل يدخلان إلى القاعة ومشاهد أخرى تظهر جثثا ومجموعات من الأشخاص يهرعون للخروج.
والسبت، كانت عناصر من الشرطة والقوات الخاصة ما زالت منتشرة خارج القاعة حيث أصبح الجزء العلوي متفحما ومدمّرا جزئيا بسبب النيران التي اجتاحته في اليوم السابق.
وكان مئات من عناصر الإنقاذ يعملون على إزالة الأنقاض، وهي مهمة أعلن حاكم منطقة موسكو السبت أنها ستستغرق أياما عدة.
وكتب أندري فوروبيوف على تلغرام يعمل عناصر الإنقاذ 24 ساعة على 24 في الموقع (…) عثر على 20 جثة أخرى تحت الأنقاض. سيستمر العمل لأيام عدة.
ومنذ الصباح، اصطفت طوابير طويلة أمام بعض مراكز التبرع بالدم في موسكو، كما أظهرت صور نشرتها وسائل إعلام الحكومية.
كما ظهرت في بعض مواقف الحافلات في المدينة ملصقات تظهر شمعة مرفقة بجملة “نحن في حداد 22/03/2024” وهو تاريخ الهجوم.
وأثار هذا الهجوم إدانات المجتمع الدولي الذي أبدى وحدته مع الشعب الروسي.
وفي روسيا، شدّدت التدابير الأمنية وألغيت العديد من الفعاليات العامة.
وذكرت وكالة (تاس) الروسية للأنباء أن أشخاصا علقوا داخل القاعة حيث وقع إطلاق النار والانفجارات.
وأضافت الوكالة أن الحريق التهم ثلث المبنى وكامل السقف تقريبا.
مستشار للرئيس الأوكراني: لا علاقة لأوكرانيا بإطلاق النار في موسكو
من جانبه، قال ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني الجمعة إن كييف لا علاقة لها بالهجوم في موسكو.
وذكر بودولياك في رسالة بالفيديو على تطبيق تيليغرام بشكل صريح: أوكرانيا ليس لها أي علاقة على الإطلاق بهذه الأحداث.
وأضاف: لدينا حرب واسعة النطاق وشاملة مع الجيش النظامي الروسي ومع روسيا الاتحادية كدولة. وبغض النظر عن كل شيء، سيتم تحديد مصير كل شيء في ساحة المعركة.
بدوره، قدم البيت الأبيض تعازيه إثر سقوط ضحايا في إطلاق نار “مروع”، معلناً أنه لا يملك مؤشرات إلى ضلوع أوكرانيا في الهجوم الدامي.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي للصحافيين نبدي تعاطفنا مع ضحايا هذا الهجوم المروع. الصور مروعة ومن الصعب مشاهدتها.
وأضاف: ليس هناك مؤشر حتى الآن إلى أن أوكرانيا، أو أوكرانيين ضالعون في إطلاق النار.
وتابع: لا أستطيع تقديم مزيد من التفاصيل، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة تسعى للحصول على مزيد من المعلومات.
وقال: لا أنصح في مثل هذه المرحلة المبكرة بربط (الأمر) بأوكرانيا.
ولفت إلى أن هناك أشخاصا في موسكو وروسيا يختلفون مع الطريقة التي يحكم بها (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين، مضيفاً: لكنني لا أعتقد أنه من الممكن الربط بين الهجوم والدوافع السياسية في المرحلة الحالية.
ونفت مجموعة “فيلق حرية روسيا” المؤلفة من مقاتلين روس يحاربون إلى جانب أوكرانيا مسؤوليتها عن الهجوم. وقالت، في بيان، إن “الفيلق ليس في حالة حرب مع الروس المسالمين”، متهمة قوات الأمن الروسية بالتخطيط للهجوم.
ومن جهتها، أكدت أوكرانيا أن “ليس لها أي علاقة” بإطلاق النار، واصفة الواقعة بـ”العمل الإرهابي”.
وقال مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك عبر تلغرام لنكن واضحين، أوكرانيا ليست لها أي علاقة بهذه الأحداث.
رئيس صربيا: لدى واشنطن ولندن علم مسبق بهجوم موسكو
وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، إن الولايات المتحدة وبريطانيا كانتا على علم مسبق بالهجوم المسلح على قاعة الحفلات الموسيقية في العاصمة الروسية موسكو.
جاء ذلك في تقييمه الهجوم الإرهابي الذي استهدف مدنيين بموسكو، خلال مشاركته في برنامج تلفزيوني محلي.
وقدم فوتشيتش تعازيه للرئيس الروسي فلاديمير بوتين والشعب الروسي.
وأضاف: هذا شيء قلناه مرات عديدة، لكن قلة قليلة من الناس يريدون سماعه، وقليل جدا من الناس يريدون تصديقه، وقليل جدا من الناس يفكرون في النظر إلى الحقائق.
وتابع: السفارة الأمريكية بموسكو دعت مواطنيها في 7 مارس/ آذار (الجاري) إلى عدم الذهاب لمراكز التسوق، وفعل البريطانيون وغيرهم الشيء نفسه.
وأردف: هذا يعني أن أجهزتهم الاستخبارية الخاصة كانت تستمع إلى بعض المحادثات، وتحصل على معلومات، وكانوا يعلمون أن هذا سيحدث.
وأكد فوتشيتش أنه سيدعو مجلس الأمن القومي الصربي إلى الاجتماع غدا، لافتا أن الاجتماع سيتم لعدة أسباب، من بينها هجوم موسكو.
فيما لم يصدر تعليق فوري من واشنطن أو لندن على تصريحات الرئيس الصربي.