لمنع نشاط تضامني مع غزة.. أمن مدينة تطوان المغربية يطوق الكلية والطلاب يواصلون الاحتجاج
عاشت جامعة عبد المالك السعدي القاضي، بمدينة تطوان، في المغرب، صباح الخميس، على إيقاع احتجاجات مُتواصلة، رفضا لمنع تنظيم “ملتقى القدس” وهو نشاط تضامني سنوي، مع فلسطين؛ فيما طوّق الأمن جوانب الكلية، وانطلق في تطبيق قرار توقيف الدراسة وإغلاق جميع مرافق كليات تطوان ومرتيل، أيام 20 و21 و22 و23 مارس الجاري.
وأصرّت الكتابة الوطنية للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، وهي الجهة المعلنة للنشاط التضامني، والتي يسيرها فصيل طلبة العدل والإحسان، على التوافد أمام بوّابة كلية العلوم من أجل تنظيم النشاط، على الرغم من التطويق الأمني الذي يُصرّ بدوره على منعهم من الولوج للكلية.
وفي السياق نفسه، رفع عدد من الطلاب جُملة من الشعارات التي تُندّد بما يعتبرونه “استمرارا لمسلسل قمع الأنشطة الداعمة لفلسطين والرافضة للتطبيع”، من قبيل: “الطالب يريد.. تنظيم الملتقى”، “كلنا فدا فدا.. فلسطين الصامدة”، “سدوا سدوا الكليات.. غلقوا غلقوا الجامعات.. ما مفاكينش ما مفاكينش.. على غزة ما مفاكينش”.
واستنكر الطلاب قرار المنع الذي طال نشاطهم السنوي، وهو “ملتقى القدس” في نسخته السادسة، التي أتت بشعار: “طوفان الأقصى.. شرف الأمة وعزتها، عنوان نصرها وسبيل تحررها”؛ قبل أن يتّفق المحتجّون على قراءة سورة الفاتحة ترحما على كافة أرواح شهداء غزة، ثم الانسحاب من أمام الكلية.
تجدر الإشارة إلى أن رئاسة جامعة عبد المالك السعدي بتطوان، أوضحت في بلاغ لها، أن “مجموعة من المؤسسات الجامعية بتطوان ومرتيل، توصلت أمس الإثنين بإشعار من فصيل طلابي يخبر عن عزمه تنظيم نشاط طلابي أيام 21 و22 و23 مارس برحاب الجامعة”.
وتابع البلاغ نفسه، “بعد الاطلاع على ملصق هذا النشاط، اتضح بأن الأمر يتعلق بملتقى وطني، ويتجاوز نشاطا طلابيا موجها إلى طلبة جامعة عبد المالك السعدي، كما اتضح بأن الجهة المنظمة لهذا النشاط غير مرخص لها”، فيما قرّرت رئاسة جامعة عبد المالك السعدي بتطوان، عقب ذلك، عدم الترخيص بتنظيم الملتقى، ومنع تنظيمه بجميع مؤسسات الجامعة، بحسب البلاغ.
واعتبرت الرئاسة أن قرارها أتى “استحضارا لمصلحة طلبة جامعة عبد المالك السعدي في ضمان ظروف سليمة للتحصيل العلمي والأكاديمي”، مردفة بأن من بين أسباب المنع: “تفادي ما يمكن أن يخلقه هذا الملتقى من توترات داخل الساحة الطلابية”، مشيرة إلى أنها اتخذت القرار “بعد تدارس هذا المستجد مع رؤساء المؤسسات الجامعية المعنية”.
إلى ذلك، أعرب عدد من رواد منصات التواصل الاجتماعي، عن استنكارهم لقرار منع ملتقى الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، ومنع تنظيمه بجميع مؤسسات جامعة عبد المالك السعدي، مع توقيف الدراسة، خاصة بالتزامن مع حملات التضامن الواسعة مع ما يعيشه الأهالي في قطاع غزة المحاصر من ويلات عدوان الاحتلال الإسرائيلي عليهم.
وفي سياق متصل، تُواصل شرائح واسعة من الشعب المغربي الاحتجاج اليومي، بعد صلاة التراويح، بالخروج في عدد من المسيرات والمظاهرات الاحتجاجية؛ للمطالبة بوقف العدوان على غزة، وإدخال المساعدات.