لماذا ألغى الرئيس بوتين زيارته إلى تركيا؟
نشرت صحيفة “برافدا” الروسية تقريرا، تحدثت فيه عن العوامل التي دفعت بوتين لإلغاء زيارته إلى أنقرة، ومن بينها انسحاب تركيا من قائمة حلفاء روسيا في الالتفاف على العقوبات الأمريكية، ومضاعفتها المساعدة العسكرية الموجهة لأوكرانيا.
قالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته “عربي21″؛ إنه تم تأجيل زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تركيا المقررة خلال الأيام المقبلة إلى موعد لاحق، في شهر نيسان/ أبريل أو أيار/ مايو المقبل.
وذكرت الصحيفة أن إلغاء الزيارة مثّل مفاجأة لأنقرة، حيث صرّح وزير الخارجية هاكان فيدان هذا الأسبوع بأن الزعيمين اتفقا على جدول الأعمال، الذي سيتضمن مواضيع مركز الغاز والحرب في أوكرانيا وصادرات الحبوب عبر البحر الأسود.
فسّرت روسيا إلغاء الزيارة بعبء العمل الذي يتحمله بوتين عشية الانتخابات الرئاسية. وبشكل غير رسمي، لم يتم الاتفاق على جميع القضايا مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وفي هذا الصدد، قال رئيس مجلس إدارة مركز الأبحاث “إدام” في إسطنبول؛ إن “العمل الأكثر واقعية الذي يتم تنفيذه بين البلدين، هو مشروع إنشاء مركز للغاز الطبيعي، وربما لم يتم إحراز أي تقدّم في هذه القضية”.
مع ذلك، ذكر الجانب الروسي أن المفاوضات جارية بشأن رحلة ألكسندر نوفاك إلى أنقرة، حيث إن كل شيء جاهز للتوقيع وإطلاق مشروع مركز الغاز. وفيما يتعلق بصفقة الحبوب وقرار جعل تركيا مركزا للحبوب، الخطوة التي أبدت روسيا الاستعداد لتنفيذها؛ نظرا لاعتبار تركيا حليفا في التحايل على العقوبات، فإن الأحداث التي وقعت أحبطت هذه الجهود.
أشارت الصحيفة إلى أن تركيا أغلقت حسابات الشركات الروسية قبل أسبوع وشددت القيود على استخدام البنوك التركية، بدعوى الضغط الأمريكي على العقوبات الثانوية. وينطبق هذا على الشركات التي استخدمت تركيا كولاية قضائية للمدفوعات والتسليم، وكذلك تجار النفط والغاز. وهذه قضايا مهمة للغاية بالنسبة لروسيا، وفي الواقع، قضت تركيا على مكانتها كحليفة لروسيا بسبب ضغوط العقوبات. فلماذا إذن تحتاج تركيا إلى روسيا والتنازلات لها؟
بدأت شركة بايكار في بناء مصنع لإنتاج طائرات بيرقدار دون طيار في أوكرانيا، ومن المتوقع بدء الإنتاج خلال عام، وسيضمن المصنع إنتاج 120 طائرة دون طيار مقاتلة سنويا. بخصوص هذا، أشاد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ بتركيا قائلا: هذا مثال على كيفية دعم حلفاء الناتو أوكرانيا بإمدادات مباشرة من الأسلحة والذخيرة، وكذلك الاستثمار في زيادة قدراتهم على إنتاج الأسلحة.
إلى جانب ذلك، يرى الخبراء أن تركيا تعمل مع متطرفين داخليين لزعزعة استقرار المناطق التركية والإسلامية في روسيا، وأنها المسؤولة عن الأحداث الأخيرة التي شهدتها داغستان. كما تقدم تركيا الدعم المالي للجزء الموالي لأوكرانيا من تتار القرم.
ومن خلال هذه الممارسات، تسعى تركيا لحماية مصالحها الوطنية. في المقابل، لدى روسيا أيضا مصالحها الخاصة، وقد أخبرت أردوغان أن مصنع بيرقدار الذي يملكه صهره سيكون إحدى أهدافها في أوكرانيا.
ونوهت الصحيفة إلى أن تركيا تريد أن تكون مع المنتصرين في إعادة تقسيم العالم بما في ذلك مع روسيا. وقد اكتسبت روسيا خبرة ممتازة في العمل مع تركيا.