الحرب في غزة لا تمضي كما تشاء إسرائيل
قالت صحيفة “إندبندنت” البريطانية إن الحرب في قطاع غزة لا تسير على ما يرام بالنسبة لإسرائيل، رغم تفوقها “الساحق” في الأسلحة التقليدية، وما تعتبره قضية “عادلة”.
وأفادت في مقال افتتاحي بأن الخطأ الذي ارتكبه الجيش الإسرائيلي بقتله 3 من الأسرى يعد -من الناحية التكتيكية- أحدث دليل على أن أسلوب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في التعامل مع الحرب يؤدي إلى نتائج عكسية تتمثل في تقويض الدعم الدولي، ودفع الشباب في غزة نحو “التطرف” والمخاطرة بإثارة الاضطرابات في الشرق الأوسط.
وأوضحت أن آخر أخطاء الجيش التي قُتل فيها الأسرى الإسرائيليين، “وهم عراة الصدور ويرفعون راية بيضاء”، هو بمثابة تذكير “قاسٍ” يكشف إلى أي مدى يتوق الجنود لإطلاق النار.
مؤشر على العجز
ووفقا للافتتاحية، فإن فشل إسرائيل حتى الآن في القبض على كبار القادة في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أو “إبطال مفعول” كثير من بنيتها التحتية، يعد مؤشرا آخر على عجزها “فقد بدت الأنفاق التي اكتُشفت خالية”.
ومن الناحية الإستراتيجية، فإن الحرب ثبت أنها غير مجدية. واستشهدت الصحيفة بتصريح لوزير الدفاع البريطاني السابق بن والاس، أشار فيه إلى أن “القتل بدافع الغضب العارم” ردا على “الفظائع” التي حدثت يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، تقوض الآن بالفعل أمن إسرائيل.
وقالت الصحيفة إنها تدرك تماما أن “القتل الجماعي الفظيع” الذي ارتكبته حماس هو الذي تسبب في رد الفعل هذا، لكن هناك حاجة إلى “لفتة عظيمة” لضمان عدم إثارة رد فعل جديد و”ألا يتسرب السم ليصيب الجميع بالعدوى”.
مرحلة خطيرة
وتنقل الافتتاحية عن والاس قوله: “نحن ندخل مرحلة خطيرة الآن، فإسرائيل تضعف بأفعالها الحجة القانونية الأصلية في الدفاع عن النفس. إنها ترتكب خطأ يفقدها مصداقيتها الأخلاقية إلى جانب فقدانها الذريعة القانونية”.
وتعليقا على تصريح الوزير البريطاني السابق، تؤكد الصحيفة أن أصدقاء إسرائيل وحلفاءها في الغرب يشاطرونه النظرة نفسها، مشيرة إلى أن الضغوط التي تتعرض لها تل أبيب لإنهاء الحرب تزداد ضراوة.
وتمضي إندبندنت في افتتاحيتها إلى أنه ما لم تُبدِ الحكومة الإسرائيلية “تعنتا” غير عادي، فإن التغيير قادم بشكل ما، وربما يكون تغييرا في التكتيكات العسكرية، بدلا من توقفها.
ليست هناك ضمانة
إن الإشكالية في وقف دائم لإطلاق النار تكمن -برأي الصحيفة- في أنها تتوقف على مدى التزام الطرفين بها، “ولم تكن هناك قط ضمانة على استعداد حماس لتعليق حربها على إسرائيل ونزعتها “المميتة” تجاه الشعب اليهودي.
وربما إذا أنهت إسرائيل، في الظروف الحالية، قصفها المتواصل واستخدامها الدروع الثقيلة والتحركات الجماعية لجنودها، فإن حركة حماس قد لا تستفيد من فترة الهدوء تجنبا لـ “انتقام وحشي هائل” آخر.
وإذا استمرت القوات الإسرائيلية في دخول غزة وشن غارات محدودة على أهداف محددة، فإن حماس سترد بالتأكيد على ذلك، بحسب الافتتاحية.
وتستطرد الصحيفة بالقول إن أيا من الاحتمالين لا يعني -بأي معنى من المعاني- أن إسرائيل ستكسب.