التضامن الموريتاني مع غزة
واصلت لجان جمع التبرعات المالية في موريتانيا نشاطاتها لتحصيل أكبر مبلغ ممكن يساعد الأهالي في غزة الصامدة في مواجهة الحرب العدوانية الإسرائيلية المتواصلة أرضاً وجواً وبحراً.
وأكد الرباط الوطني الموريتاني لنصرة الشعب الفلسطيني أن التبرعات التي تسلّمها تشمل عشرات ملايين الأوقية الموريتانية (الدولار= 48 أوقية)، تُضاف إلى تبرعات بالعقارات والسيارات وحلي النساء، سيجري عرضها للبيع، حيث قدرت قيمتها الأولية بـ 30 مليون أوقية موريتانية.
وقد نظم في نواكشوط مهرجان ضخم خاص بجمع التبرعات لمساعدة سكان قطاع غزة في مواجهتهم للعدوان الصهيوني المتواصل، بحضور القياديين في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) سامي أبو زهري، ومحمد أبو صقر.
وإضافة إلى تقييد وجمع التبرعات العامة، تمكن المشرفون على الحملة من جمع مبلغ 16 مليون أوقية موريتانية ستخصص لاقتناء جهاز مساعد في عمليات انتشال الأشخاص من تحت الأنقاض.
وأثنى القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) سامي أبو زهري، في ختام زيارته لموريتانيا، على حجم التضامن مع سكان قطاع غزة، وقال: وقفنا خلال وجودنا في موريتانيا على حجم الشراكة وحجم التضامن الكبير من طرف الجهات الرسمية والأحزاب والمواطنين مع القضية الفلسطينية.
وأضاف: نتقدم بالتحية والاعتزاز لهذا البلد، ولرئيسه وقادة الأحزاب السياسية وأبناء الشعب على موقفهم اتجاه القضية الفلسطينية.
وأكد أن ما يجري في قطاع غزة حالياً معركة مصيرية، وقد دخلتها كتائب عز الدين القسام وهي مدركة لأبعادها ودلالاتها، فنحن أمام احتلال أوشك أن يدمر كل تفاصيل القضية الفلسطينية، وأن تصبح هذه القضية جزءاً من الماضي.
وأكد أن «المعركة الحالية سيكون لها ما بعدها، وإن ظن الاحتلال أن الشعب الفلسطيني أو حماس أو المقاومة ستنكسر فهو واهم، ومن خلفه من حلفائه واهمون أيضاً»، وفق تعبيره.
هذا وخصصت وكالة «الوئام» الإخبارية المستقلة افتتاحيتها للحديث عن وثبة التضامن الرسمية والشعبية الموريتانية مع الأهالي في غزة، وذلك تحت عنوان: فلسطين تجمعنا، شعار المرحلة الراهنة في موريتانيا.
وأكدت الوكالة أنه منذ أن بدأ العدوان الصهيوني الجديد على قطاع غزة الصامد والصابر، والساحة الموريتانية تعج بالمواقف والمبادرات الداعمة للشعب الفلسطيني، سواء تعلق الأمر بالمواقف الدبلوماسية التي دشنها رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني بتغريدته الشهير عبر حسابه على منصة أكس (تويتر سابقا)، والتي عبرت بكل وضوح عن الموقف الثابت والأصيل للشعب الموريتاني من قضية الأمة المركزية، أو تعلق بموقف وزارة الخارجية المتمثل في بيان أصدرته سريعاً وعبرت فيه عن دعم الحكومة لصمود المجاهدين في غزة، وذكرت بأسباب اندلاع المواجهة الجديدة التي سببها الكيان الغاصب بسياساته الخرقاء المتمثلة في توسيع الاستيطان وتدنيس المقدسات وتشديد الحصار على القطاع، وطالبت فيه بضرورة الوقف الفوري للعدوان الصهيوني.
وأضافت «الوئام» تقول: لقد شملت مبادرات الشعب الموريتاني ومواقفه الشجاعة والمعلنة توافق الطيف السياسي، بكافة توجهاته الموالية والمعارضة والمستقلة، على تنظيم مهرجان جماهيري موحد للتنديد بالعدوان على قطاع غزة خلال الأيام الأولى للحرب، كما أن المبادرات الداعمة لصمود أهلنا في فلسطين لم تتوقف، ومن أبرزها مبادرة الرباط الوطني التي استطاعت حتى الآن جمع مئات الملايين لصالح أهل غزة، فضلاً عن مبادرات اجتماعية أخرى تقوم بتسليم مساعداتها للرباط بين الفينة والأخرى، وذلك باعتباره أحد أهم الجهات التي لديها قنوات توصيل مباشرة لأهلنا في غزة.
«وعلى المستوى السياسي، تقول الوئام، تتنافس أحزاب موريتانيا على جمع التبرعات، حيث تصدرها حتى اللحظة حزب الإنصاف الحاكم، وكذلك فعلت العديد من مؤسسات الدولة، وعلى رأسها المؤسسة التشريعية.
وعلى الصعيد الميداني، لا يخلو الشارع المار من أمام السفارة الأمريكية، قرب دوار القدس، من محتجين على مدار الساعة، وتستقبل بعثة الأمم المتحدة وبعض السفارات الغربية بين الفينة والأخرى آلاف المتظاهرين المطالبين بوقف المجازر في غزة.
وتابعت: «لقد أعاد العدوان الهمجي على أهالينا في فلسطين التذكير بالمواقف الموريتانية الداعمة لحق العودة والاستقلال واستعادة القدس عاصمة للدولة الفلسطينية، وهي المواقف التي تظهر الانسجام التام بين القيادة والنخبة والشعب، حتى بات شعار المرحلة الراهنة في موريتانيا فلسطين تجمعنا.