حفيدة السلطان عبد الحميد الثاني: الرئيس أردوغان أعاد الاعتبار لعائلتي
روت حفيدة السلطان عبد الحميد الثاني ما حدث لعائلتها بعد خروجها من تركيا إلى المنفى، وقالت إن الرئيس رجب طيب أردوغان كنز لتركيا وأعاد الاعتبار لعائلتها ولمّ شملها عام 2018.
وأمل عدرا وهي في العقد السابع من عمرها، متزوجة من محمد كريمة ولديها ثلاثة أولاد، هي حفيدة الجيل الرابع من سلالة السلطان عبد الحميد الثاني، ويعود نسبها إلى جدها الأمير العثماني محمد سليم أفندي، وهو الابن الأكبر للسلطان عبد الحميد الثاني من زوجته الثالثة بدر فلك قادين.
وُلِدَ محمد سليم في قصر دولمة باهجة في مدينة إسطنبول عام 1870 خلال حكم والده الخليفة عبد الحميد الثاني، وكان لديه ابن هو محمد عبد الكريم أفندي وابنة هي أمينة نميكا أسين جدة أمل.
ومع انهيار الدولة العثمانية وقيام الجمهورية التركية في 1923، تم نفيه إلى لبنان وتحديدا مدينة جونية (شمال بيروت) وظل فيها إلى أن توفي عام 1937، وجرى نقل جثمانه ودفنه في مسجد السلطان سليم بمدينة دمشق.
وقالت أمل إن “العائلة وصلت إلى بيروت عام 1924، ومن ثم انتقلت الى منطقة جونية بسبب ضغط الزائرين، خاصة أننا لم نكن في حالة تسمح لنا بالتحدث عن أوضاعنا”، مبينة أن جدتها أمينة سافرت بعد ذلك إلى باريس، حيث حصل جدها على عمل في فرنسا واستطاع أولادهما إكمال تعليمهم هناك.
وأضافت: عندما بلغت أمي (فادية ابنة أمينة) سن الـ18 من العمر تخوفت العائلة من أن تتزوج من غير المسلمين فعادوا إلى لبنان حيث انتقلوا إلى مدينة طرابلس (شمال) للبحث عن مدرسة، مشيرة إلى أن الكثير من العائلات العريقة في العاصمة اللبنانية أمثال آل الداعوق دعونا إلى الإقامة في بيروت لأننا من سلاسة العثمانيين، إلا أننا رفضنا وذهبنا إلى طرابلس لأنها من المدن المحافظة وأكثريتها مسلمين، لذا من السهل أن تجد أمي زوجا من دينها.
وفي 1952، كما تتابع أمل، “لم يسمحوا لأحد بالذهاب إلى تركيا سوى للنساء، فسافرت جدتي أمينة، ولكن لم تسطيع رؤية أولادها حتى 1972، حيث عاشوا في منزل بسيط جدا”.
وآنذاك تشبثت الأسرة بلغتها، إذ تقول أمل: عندما كنا أطفالا كانت جدتي تعلمنا اللغة التركية للتحدث في ما بيننا ليعلم الزائرون لمنزلنا في طرابلس أننا أتراك رغم أنها كانت تتحدث اللغتين الفرنسية والعربية.
وأشادت أمل بأردوغان قائلة إنه “كنز لتركيا وافتخر به وهو بعشرين رجلا وأعاد الاعتبار لعائلة السلطان عبد الحميد الثاني وجمع شملها في إسطنبول عام 2018” مشددة على أن “الرئيس أردوغان عمل على تطوير تركيا وعمله منتشر في كل زاوية، وغيره لم يقدم شيئا لتركيا، خاصة أنني زرت تركيا عدة مرات بين 1955 و1957 ولم تكن كما هي اليوم”.
وأعربت عن حزن شديد لعدم وجود والدتها وجدها بينهم أثناء تكريمهم من قِبل أردوغان عام 2018 في إسطنبول، “فقد ماتوا مكسوري الخاطر” مضيفة: “استعدت وعائلتي الجنسية التركية منذ 6 سنوات بعد أن زارنا أحد موظفي السفارة سائلا عن حالنا وإذا كنا بحاجة إلى أي شيء عارضا علينا استعادة جنسيتنا”.
ولفتت إلى أنه بعد ذلك قدمت الأوراق أنا وعائلتي وفورا حصلنا عليها (الجنسية)، وفي سفارة أنقرة ببيروت استقبلونا استقبالا لائقا واستثنائيا بمحبة وتقدير لم نكن نشعر بها من قبل.