شاب سوداني ساهم بحفظ الجثامين والممتلكات اعتقلته قوات الدعم السريع في الخرطوم
دشن نشطاء سودانيون حملة إلكترونية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، للمطالبة بالإفراج عن أحد أبرز النشطاء في العاصمة الخرطوم الذي اعتقلته قوات الدعم السريع، مع تثمين دوره في الحرص على تقديم دور إنساني للمتضررين منذ بدء تداعيات المعارك الدائرة.
وندد ناشطون باعتقال تاجر الملبوسات حسن عبد الرؤوف، صباح الاثنين، أثناء قيامه بدور إنساني في عملية تسليم جثمان مجتبى الجزولي، والذي قُتل إثر قذيفة كانت قد سقطت عليه رفقة آخرين بالسوق العربي وسط الخرطوم منتصف أبريل/ نيسان الماضي.
وكانت الكاتبة نمارج الجزولي قد استغاثت -في تدوينة سابقة عبر حسابها بفيسبوك، أرفقتها بصورة لشقيقها للتعرف عليه- وطالبت بمساعدة أسرتها لاستلام ودفن جثمانه.
ونقلت مبادرة “سلامة” عن شهود من طاقم الإسعاف قولهم “عبد الرؤوف اعتقل أثناء قيامه بدور إنساني في تسليم جثمان أحد الضحايا” في حين كشفت أن الناشط حرص على حفظ وتغطية عدد من الجثامين التي سقطت منذ بدء الاشتباكات، في ظل صعوبة في تحرك المدنيين والكوادر الطبية.
وذكرت المبادرة المختصة بالحاجيات الإنسانية -عبر صفحتها بفيسبوك- أن أفرادا من الدعم السريع اعترضوا عملية التسليم واعتقلوا عبد الرؤوف وطلبوا من طاقم الإسعاف أخذ جثمان المتوفى والمغادرة رغم محاولات طاقم الإسعاف ثني أفراد الدعم عن اعتقاله، إلا أنهم أصروا على ذلك، وفق تعبيرهم.
وقد لقي بيان المبادرة رواجًا واسعا، وحمل قوات الدعم السريع مسؤولية أمن وحياة الناشط السوداني البارز، بينما حرصت المبادرة على الإشادة بدوره الإنساني قائلة “كان حسن يساعدنا في المبادرة على توصيل المتوفيين بذويهم والتعرف عليهم وحفظ جثامينهم، ليتسنى لهم استلام الجثامين ودفنها”.
وكان الشاب نشر -عبر حسابه بفيسبوك قبل نحو أسبوع- صورة لأحد الجثامين الملقاة بين القمامة وسط الشارع بمنطقة السوق العربي، وعلق عليها بالقول: المشهد مؤلم من الصعب أن ترى كلبا ينهش جثة إنسان.
وبثّ الناشط -على مدار الأسابيع الأخيرة- سلسلة مقاطع فيديو عبر حسابه بفيسبوك، وثق خلالها سرقة بعض محلات الذهب بمجمع الذهب وسط العاصمة، كما تجول بواسطة “كاميرا الهاتف المحمول” على عدد من المتاجر، بعد أن أغلقت أبوابها أمام الزبائن تأثرا بالأوضاع الأمنية والإنسانية الصعبة.
ورصد الشاب في مقاطع فيديو -لقت رواجا واسعا- نهب وفتح سارقين عددا من المحلات بعد كسر أقفال أبوابها، في مشهد قوبل باستنكار رواد المنصات، بينما طالب أصحاب المتاجر للعودة سريعًا لتفقد محتويات متاجرهم قبل سرقتها.
وعبر المنصات الرقمية السودانية، طالب ناشطون وصحفيون ومؤسسات تطوعية بسرعة الإفراج عن الناشط، كما انتهزوها فرصة للإشادة بدوره الإنساني البارز منذ اندلاع الاشتباكات واحتدامها بالخرطوم.
وقالت الصحفية داليا الطاهر “منذ بداية هذه الحرب لم يشرق بها اسم كاسم حسن، كان حاضرًا في غياب الأمن لتطمين الناس ودليلا للتائهين والمحتجزين لإخراجهم لبر الأمان، كما كان مسعفًا يخاطر بحياته لأجل إنقاذ السودانيين”. وأكدت أن حسن ليس فردا بل يمثّل جيشا من الإنسانية.
يُذكر أن الناشط السوداني اشتهر من خلال وسائط التواصل الاجتماعي منذ بداية المعارك، بتقديم المساعدة ويد العون في حفظ الجثامين التي كانت ملقاة بالشوارع، كما عمل على حفظ المحال التجارية بمحيط السوق العربي، في ظل تكرار عمليات النهب والسرقة.