عشرات الجرحى وصدامات مع الشرطة الباكستانية.. عمران خان يتهم “مجرمين” بمحاولة اختطافه
استخدمت الشرطة الباكستانية الغاز المسيل للدموع في اليوم الثاني من الاشتباكات مع أنصار رئيس الوزراء السابق عمران خان بمدينة لاهور شرق البلاد، وسط محاولات مستميتة من الشرطة لاعتقاله.
وقال مصدر حكومي لمراسل الجزيرة إن 50 من أفراد الشرطة و14 مدنيا أصيبوا في مصادمات يوم أمس بمحيط منزل عمران خان.
وقال المتحدث باسم الحكومة الباكستانية أمير مير وشهود عيان إن معارك ضارية وقعت بين الشرطة وأنصار رئيس الوزراء السابق عمران خان أمام منزله في مدينة لاهور قبل اعتقاله المحتمل، أدت إلى إصابة عدة أشخاص من الجانبين.
ونقل مراسل الجزيرة عن مسؤول حكومي أن التدافع بين الطرفين بدأ حين اعترض مؤيدو خان رجال شرطة كانوا يحاولون تسليمه مذكرة جلب لحضور جلسة استماع في المحكمة.
وتصاعد الخلاف بين رئيس حزب إنصاف رئيس الحكومة المقال من منصبه عمران خان، والسلطات، حيث قال وزير الداخلية إنه سيجري اعتقال خان وتقديمه للعدالة.
وبينما يواصل أنصار خان التجمع خارج منزله لمنع اعتقاله، أغلقت قوات الأمن الباكستانية جميع الطرق المؤدية إلى الحي السكني الذي يقيم فيه خان في مدينة لاهور عاصمة إقليم البنجاب.
وجاء الإغلاق لمنع مؤيدي خان من الوصول إلى منزله، وبعد ساعات من تدافع وقع بين مؤيديه وعناصر الشرطة أثناء محاولتهم تسليمه استدعاء للمثول أمام محكمة تنظر في مدى قانونية تصرفه بهدايا قيمة تلقاها خلال فترة ترؤسه الحكومة من عدد من الدول.
وتنتظر سلطات الأمن حاليا إعلانا من محكمة لجأ إليها محامو خان لاعتماد تعهده بالمثول أمام القضاء قبل فتح الطرق المؤدية للحي السكني حيث يقيم.
خان يتهم “مجرمين” بمحاولة اختطافه
وأعرب عمران خان عن استغرابه من الإجراءات الأمنية ضد أنصاره، مؤكدا في كلمة مسجلة بثها حزبه فجر الأربعاء استعداده للمثول أمام المحكمة يوم 18 مارس/آذار الجاري.
وأضاف أنه لمحاولة تجنب أي مصادمات بين أتباعه والشرطة، حاول التقدم بتعهد رسمي لفريق الشرطة الذي حاول اعتقاله، بالمثول أمام القضاء يوم 18 مارس/آذار الجاري، غير أن الشرطة رفضت تسلم التعهد.
واعتبر خان أن رفض الشرطة لتسلم التعهد يمثل تصرفا مخالفا للقانون.
وفي تغريدات على موقع تويتر اتهم عمران خان من وصفهم بالمجرمين بمحاولة اختطافه.
وقال إنه تم استخدام الغاز المسيل للدموع والمواد الكيميائية وخراطيم المياه والرصاص المطاطي ضد عناصره وقادة حزبه.
ودعا خان أنصاره إلى “الدفاع عن سيادة القانون والنضال من أجل الاستقلال الحقيقي”.
وقال في بيان مصور على حسابه على تويتر “جاءت الشرطة لاعتقالي واقتيادي إلى السجن.. إذا حدث لي شيء ما أو زجوا بي في السجن أو قتلوني فعليكم إثبات أن هذه الأمة ستستمر في النضال حتى دون عمران خان”.
وطالب خان في تجمعات احتجاجية في أنحاء البلاد بإجراء انتخابات مبكرة، وهي خطوة رفضها خلفه شهباز شريف، قائلا إن الانتخابات ستجرى في موعدها المقرر في وقت لاحق من العام.
ويعتبر خان رئيس الوزراء الوحيد الذي أطيح به بتصويت على حجب الثقة في تاريخ باكستان السياسي المتقلب منذ 75 عاما، ويواجه عددا كبيرا من القضايا المرفوعة ضده، تتراوح بين الإرهاب ومحاولة القتل وغسل الأموال.
وتم رفع معظم القضايا، التي يصفها خان بأنها صورية، بعد الإطاحة به.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، نجا خان من محاولة اغتيال استهدفته أثناء وجوده بين أنصاره في مسيرة نظمها بمنطقة وزير آباد بإقليم البنجاب، ويقيم حاليا في مقر إقامته بمدينة لاهور، ويغيب عن جلسات المحاكمة لأسباب صحية وأمنية.