حزب كردي يعلن دعم أردوغان و36 حزب مؤهل للمشاركة بانتخابات مصيرية
بدأ السباق الانتخابي في تركيا بعد توقيع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على مرسوم يقضي بتقديم الانتخابات إلى 14 أيار/ مايو، وسط حراك من الأحزاب لتوسيع تحالفاتها.
والسبت أعلن حزب “الدعوة الحرة” الكردي انضمامه إلى “تحالف الجمهور”، وسط ترقب بشأن القرار الذي سيتخذه حزب الرفاه الجديد الذي يقوده فاتح نجل رئيس الوزراء الراحل نجم الدين أربكان بشأن التحالف.
وقال زعيم الحزب الكردي زكريا يابجي أوغلو، إن حزبه قرر دعم الرئيس رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية، بعد مشاورات أجراها في مجالسه التنفيذية، لافتا إلى أنه بالنسبة للانتخابات البرلمانية فإن المفاوضات مازالت مستمرة.
يشار إلى أن “الدعوة الحرة” هو حزب كردي بطابع إسلامي، وتأسس عام 2012، وأعضاؤه من أنصار “حزب الله التركي” الذي خاض صراعا مع منظمة العمال الكردستاني، وتأثر بالثورة الإيرانية.
وينشط الحزب الكردي في مناطق جنوب شرق وشرق الأناضول، ولاسيما في ولايات أغري، وباطمان، وبينغول، وبيتليس، ديار بكر، ماردين، وموش، وسيرت وشرناق، وفان.
ومع إعلان حزب الدعوة الحرة الكردي انضمامه إلى “تحالف الجمهور”، يسود الترقب بشأن القرار الذي سيتخذه حزب “الرفاه الجديد” والذي سيعلن عن موقفه الاثنين المقبل.
وأجرى رئيس الوزراء التركي السابق بنعلي يلدريم، زيارة إلى مقر حزب “الرفاه الجديد”، واجتمع مع زعيم الحزب فاتح أربكان الذي أعلن سابقا عزمه الترشح للانتخابات الرئاسية.
وقال أربكان إن “العدالة والتنمية” عرض على حزبه الانضمام إلى “تحالف الجمهور” في انتخابات 14 أيار/ مايو، مشيرا إلى أنه سيجري مشاورات بهذا الشأن وسيرد بأقرب وقت ممكن.
رئيس فرع الشباب في حزب “الرفاه الجديد” مليح قونر، كشف في تغريدة على حسابه في “تويتر”، أن حزبه وضع 30 شرطا من أجل الانضمام إلى “تحالف الجمهور”.
وأوضح قونر، أن من شروط الحزب، إغلاق الجمعيات الخاصة بـ”المثليين”، ودعم القطاع الزراعي والمزارعين، وإزالة بند النفقة إلى أجل غير مسمى في القانون التركي، وبناء نظام تعليمي قائم على الأخلاق الروحية.
في سياق آخر، أعلن رئيس اللجنة العليا للانتخابات، أحمد ينار، أن 36 حزبا سيتمكن من المشاركة في الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي ستجرى في 14 أيار/ مايو.
وأوضح أنه تقرر خلال الاجتماع أن 36 حزبا (مستوف الشروط المطلوبة) يحق له المشاركة في الاستحقاق الانتخابي.
ولفت إلى أن الانتخابات ستجرى في عموم البلاد في 14 أيار/ مايو، وعملية الاقتراع ستكون ما بين 08:00 صباحا حتى 17:00 مساء.
والأحزاب المشاركة في الانتخابات هي: “حزب العدالة الموحد”، “العدالة”، “العدالة والتنمية”، “الوطن الأم”، “تركيا المستقلة”، “الاتحاد الكبير”، “تركيا العظمى”، “الشعب الجمهوري”، “الديمقراطية والتقدم” (ديفا)، “الحرية والتضامن”، “الحزب الديمقراطي”، “العمال التركي”، “المستقبل”، “الشباب”، “اتحاد القوى”، “الحقوق والحريات”، “التحرير الشعبي”، “الشعوب الديمقراطي”، “الدعوة الحرة”، “الجيد”، “البلد”، “الأمة”، “الحركة القومية”، “الطريق الوطني”، “السعادة”، “التغيير”، “الكادحين التركي”، “الحركة الشيوعية”، “الشيوعي التركي”، “الوطن”، “الرفاه الجديد”، “الابتكار”، “تركيا الجديدة”، “الخضر واليسار المستقبل”، و”النصر”.
التقويم الانتخابي
وبعد التوقيع على مرسوم رئاسي بشأن إجراء الانتخابات في 14 أيار/ مايو، ونشره في الجريدة الرسمية أمس الجمعة، عقدت اللجنة العليا للانتخابات اجتماعا لتحديد التقويم الانتخابي خلال الشهرين.
ونشرت الجريدة الرسمية قرارات اللجنة العليا للانتخابات بشأن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وتاريخ استقالة الراغبين بالترشح للبرلمان.
ووفقا للتقويم الانتخابي، ستقدم الأحزاب والتحالفات التي ستدخل الانتخابات البرتوكولات الخاصة بها إلى اللجنة العليا للانتخابات في الفترة ما بين 11 إلى 17 أذار/ مارس.
ويشير التقويم الانتخابي إلى قيام الراغبين في الترشح للبرلمان تقديم استقالتهم من وظائفهم حتى تاريخ 16 أذار/ مارس.
في الفترة ما بين 21 إلى 26 أذار/ مارس ستستقبل اللجنة العليا للانتخابات طلبات المرشحين للرئاسة.
في 30 أذار/ مارس ستنشر اللجنة العليا للانتخابات القائمة الأولية لمرشحي الرئاسة.
في 2 نيسان/ أبريل، ستنشر اللجنة العليا للانتخابات القائمة النهائية لمرشحي الرئاسة التركية.
8 إلى 10 نيسان/ أبريل سيتم تقديم قوائم المرشحين للانتخابات البرلمانية إلى اللجنة العليا للانتخابات.
64 يوما من سباق الماراثون.. من الذي سيحصد أعلى الأصوات؟
الكاتب التركي برهان الدين دوران في تقرير على صحيفة “صباح”، ذكر أنه رغم ترقب قرار حزب الشعوب الديمقراطي الكردي بشأن مرشحه للرئاسة، فالجميع يعلم بأن أردوغان وكليتشدار أوغلو هما المرشحان اللذان سيحصلان على أكبر عدد من الأصوات في 14 أيار/ مايو.
ورأى الكاتب دوران، أنه رغم قرار المرشحين بإجراء حملات دون موسيقى، لكن الـ64 يوما من جولة الماراثون التي استمرت نحو 13 شهرا، مليئة بالجدل والمفاجئات، وستكون مليئة بالتوترات.
وتابع بأن المعارضة التي أعادت أكشنار إلى الطاولة من خلال انتقادها تثق بنفسها حاليا، وتصاعدات البروباغندا التي سمتها استطلاعات الرأي بشأن ارتفاع الأصوات لصالح كليتشدار أوغلو، وستكون هناك تعبئة نفسية عالية داخل “الشعب الجمهوري”، إذا حصل زعيمه على الدعم المتوقع من حزب الشعوب الديمقراطي الكردي.
ومع تحديد تحالفي “الجمهور” و”الأمة” مرشحيهما للرئاسة، بدأت الأحزاب بالنزول إلى الميدان والتعبئة الانتخابية، كما يشير الكاتب الذي قال إن مصر الانتخابات سيكون لصالح التحالف الذي يتمكن من إجراءات التعبئة بطرق أكثر فاعلية، واستطلاعات الرأي من الشركات البحثية غير دقيقة على صعيد التحالفين.
وأضاف أن “تحالف الجمهور” سيتنافس مع كليتشدار أوغلو الذي تمكن من إعادة زعيمة حزب الجيد ميرال أكشنار إلى الطاولة وكسر جناحيها.
ورغم أن الناخب التركي، يستمع إلى تصريحات المتحدثين باسم “الشعب الجمهوري” و”الشعوب الديمقراطي”، إلا أن أجندة المفاوضات السرية أو العلنية بين الحزبين وتفاقهما ستكون حاضرة حتى موعد الانتخابات.
وسيتذكر الناخب التركي ما قالته أكشنار وفريقها بشأن ترشح كليتشدار أوغلو الذي سيواجه معضلة كبيرة في كسب ثقة الناخبين الذين سيستحضرون ما قاله سابقا بشأن وجوب عدم ترشح قادة الأحزاب للانتخابات الرئاسية سابقا، وأن الرئيس يجب ألا يكون يقود حزبا، لكنه أعلن أنه سيبقى متزعما حزبه حتى مرحلة الانتقال إلى النظام البرلماني إذا فاز بالانتخابات.
ورأى الكاتب أنه رغم بروز العديد من القضايا مثل المشاركة في التحالفات، ومسألة “القوائم البرلمانية”، فإن السؤال الأكبر هنا “من سيحمل تركيا إلى قرنها الثاني.. أردوغان أم كليتشدار أوغلو؟”.
وأوضح أنه في هذه الانتخابات حيث تجري بمفهومي “تغيير النظام” و”إعادة الإعمار”، يعلم جميع السياسيين أنهم في وضع يتيح لهم تحديد مستقبل البلاد، والمرجع الوحيد لذلك هو صندوق الاقتراع.