الشرطة المصرية حولت رحلت سياح أجانب إلى كابوس
شغل 4 سياح أجانب اهتمام الناشطين على منصات التواصل الاجتماعي في مصر، بعد أن قاموا بنشر تفاصيل زيارتهم السياحية إلى بلد الفراعنة والتي تحولت رغما عنهم إلى زيارة تحت رقابة أمنية محكمة.
الحكاية بدأت عندما اتفق 4 أجانب على بدء رحلة طويلة لمسافة 13 ألف كيلومتر بالدراجات، بحيث تنطلق من العاصمة المصرية القاهرة، وتنتهي في كيب تاون في جنوب أفريقيا، وخططوا لزيارة الأماكن السياحية المصرية واكتشاف الريف المصري على امتداد أكثر من ألف كيلومتر داخل مصر.
لكن الأمر لم يمض كما خطط له هؤلاء الأربعة، حيث لاحظوا منذ بدء رحلتهم أن الشرطة المصرية ترافقهم في كل خطوة يخطونها، وعندما كانوا يسيرون على طريق ضيق كان رجال الشرطة يتخلّون عن سياراتهم ويستأجرون توكتوك، وكذلك لا يمانعون -عندما يتطلب الأمر- مواصلة الرحلة في بعض مراحلها سيرا على الأقدام لإبقاء عيونهم على السياح، بل إن بعضهم قد يصيبه التعب من المشي فيستعير دراجة أحد السياح ليكمل عمله الرقابي.
ويبدو أن هذه المرافقة اللصيقة أزعجت السياح، خاصة أنهم اكتشفوا أن غايتها ليست حمايتهم، بل بهدف مراقبتهم ومراجعة كل اللقطات التي يلتقطونها بكاميراتهم وهواتفهم، وكذلك منعهم من التسجيل في أماكن أخرى.
وقد نشرت واحدة من السياح الأربعة مقطع فيديو وهي تبكي قهرا، وتعلن أنهم سيغادرون مصر بسبب هذه المتابعة الأمنية اللصيقة، وبعد أن صادرت الشرطة بعض أدواتهم.
هذه القصة أثارت اهتمام الشارع المصري، إذ إن السلطات المصرية تولي قطاع السياحة أهمية في دعم اقتصاد البلاد، وسبق لها أن أعلنت أن الأرباح التي دخلت خزينة الدولة في النصف الأول من العام الماضي بلغت 5 مليارات دولار، وأن رؤية 2030 ترمي إلى أن يكون عائد السياحة السنوي 30 مليار دولار.
ومن التغريدات التي رصدها برنامج “شبكات”، في حلقته بتاريخ 2023/3/6، تغريدة للناشط عمرو عادل قال فيها “فشل ما بعد فشل وعايزين السياحة تتطور ازاي في البلد ما شاء الله عليكم، ناصحين أووي”.
بينما نوّه حازم حسن إلى حجم الإنفاق الحكومي لتشجيع السياحة، فكتب “موكب الموميات الملكية بتكلفة فوق المليار، وافتتاح طريق الكباش بتكلفة فوق نص مليار، والمتحف المصري الجديد بتكلفة أكثر من 15 مليار، وبعدين بيجي يوتيوبر بكاميرا آيفون يهد كل الي أنت عملته”.
أما علي فكان له رأي آخر، فقال “أنا مش شايف أخطاء لتعامل الأمن مع السياح الأجانب خصوصا وأنهم ممكن يتعرضوا لمخاطر إحنا في غنى عنها”.
كما دافع بحر العقيلي عن تصرف الشرطة وقال “إيه يعني ممكن يكونوا جواسيس معهم تصريحات خاصة بيهم، الشرطة عندها حق إحنا في بلدهم مش حنقدر نعمل كدة”.