إشفاقا على أم القاتل التي اعتكفت لأيام بالمقبرة.. شيخ قبيلة يمنية يعفو عن قاتل ابنه
سادت حالة من التقدير والإكبار على منصات التواصل في اليمن لأحد شيوخ القبائل المعروفة بعد أن قرر العفو عن قاتل ابنه قبيل تنفيذ حكم الإعدام بحقه، وذلك إكراما لوالدة القاتل وشفقة عليها من الحال الذي وصلت إليه.
القصة التي رصدها برنامج “شبكات” بتاريخ 2023/2/21 تعود بداياتها لأكثر من 8 أعوام، وذلك عندما أقدم الشاب ربيع الدماسي على قتل صديقه صدام القحاطي عمدا.
وبعد 8 سنوات من التقاضي كان من المنتظر أن يصدر حكم المحكمة بحق ربيع في أي لحظة فما كان من الأم المكلومة إلا أن لجأت للاعتكاف بالمقبرة، ونصبت خيمة بالقرب من قبر المغدور صدام، وأقامت فيها لعدة أيام متواصلة برفقة طفلها الصغير، وذلك من قبيل استجداء أهل القتيل للعفو عن ابنها.
وظلت الأم مقيمة في المقبرة تنتظر صدور الحكم وقرار عائلة القتيل، فإما أن تستقبل جثمان ابنها بعد تنفيذ حكم الإعدام بحقه أو تستقبل بشرى العفو.
وبعد تلاوة حكم المحكمة النهائي بحضور والد القتيل وعدد من شيوخ وأعيان القبيلة -الذي نص على تنفيذ حكم الإعدام بحق ربيع رميا بالرصاص- فاجأ الشيخ عبد الله القحاطي (والد القتيل) الجميع بإعلانه العفو عن قاتل ابنه إكراما لوجه الله تعالى، ثم توجه فورا برفقة أقاربه وشيوخ القبيلة إلى المقبرة مبشرا أم القاتل بالعفو عن ابنها.
ووفقا لقانون الجرائم والعقوبات في اليمن، فإن من يملك القصاص يملك العفو، وإذا صدر العفو ممن يملكه قبل الحكم في الدعوى أسقط القصاص، وإذا صدر بعد الحكم في الدعوى بالقصاص أوقف تنفيذ عقوبة القصاص.
موقف شيخ القبيلة عبد الله القحاطي لقي أصداء واسعة لدى أبناء المجتمع اليمني الذين غرد الكثير منهم مشيدين بموقفه ومروءته، فكتب ناجي شفلوت “حبست مأرب أنفاسها في انتظار رد الشيخ عبد الله القحاطي وقبائل مراد في العفو عن قاتل ابنه إلا أنه أصر على خروج القاتل للإعدام، وقبيل لحظات من الإعدام عفا عنه”.
كما أشاد عامر بن خريص بموقف والد القتيل، فغرد “هذه مواقف الأقوياء والأنقياء ومن القيم والعادات والصفات الأصيلة التي تستحق الوفاء والعرفان والشكر لكل من قام والتزم بها”.
بدوره، هنأ حميد صالح والدة ربيع وأشاد بكرم أخلاق الشيخ القحاطي، فكتب “فلتنهضي يا أم ربيع، فحاجات الكرام عند الكرام مقضية”.
وأثنى خليل العمري على موقف قبيلة القتيل، فقال “موقف عظيم من قبيلة مراد ومن مأرب، هذا اليمن وهذه قبائله الأصيلة والمتسامحة”.
يشار إلى أنه بعد تنازل أولياء الدم -وهو الحق الخاص- يبقى حينها الحق العام للدولة، والذي يكون أكثر من 3 سنوات ويحدده القاضي، لكن القاتل ربيع أمضى نحو 8 سنوات في السجن لينتهي بذلك الحق العام، أي من المفترض أن يخرج بعد أيام بعد إنهاء الإجراءات الإدارية.