قطر تعلن أن كل إمكانياتها تحت تصرف تركيا
قال مستشار وزير الخارجية القطري والمتحدث باسم الوزارة ماجد الأنصاري إن بلاده “وضعت كل إمكانياتها تحت تصرف الأشقاء في تركيا لدعمهم في ظل كارثة الزلزال المدمر”، مشدداً على أن العالم أمام “كارثة إنسانية كبرى في تركيا وسوريا وهي بمثابة اختبار حقيقي للإنسانية جمعاء”.
وفي مقابلة مع الأناضول، أوضح الأنصاري أن “أولويات الدعم في الوقت الحالي جرى تحديدها من قبل الجانب التركي، و هو دعم جهود البحث والإنقاذ وتقديم الإغاثة العاجلة للمتضررين”.
وشدد على أن “الدور القطري سيستمر خلال المراحل المختلفة لهذه الأزمة طالما وُجدت الحاجة.. العالم الآن أمام كارثة إنسانية كبرى في تركيا وسوريا وهي بمثابة اختبار حقيقي للإنسانية جمعاء”.
وفي 6 فبراير/شباط الجاري، ضرب زلزال بقوة 7.7 درجة جنوب شرقي تركيا وشمالي، وأعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجة ومئات الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلَّف خسائر بشرية وأضراراً مادية كبيرة.
تضامن عالمي
ومشيداً بالاستجابة الدولية السريعة والمكثفة، قال الأنصاري إن “هذا التضامن العالمي الواسع دلالة على أن دول العالم بإمكانها وضع التعقيدات السياسية والتحديات الاقتصادية جانباً للتعامل مع كارثة بهذا الحجم”.
وتابع: نؤكد أننا في قطر ندعم جميع الجهود الدولية لمساعدة المتضررين والتخفيف من وطأة الكارثة التي ألمّت بهم.
ودعا جميع الدول والمؤسسات لتقديم أكبر قدر ممكن من الدعم والمساعدات لرفع المعاناة عنهم (المنكوبين).
مشدداً على ضرورة الإسراع بتقديم الدعم، كما حذر من أن “كل دقيقة تمضي دون وصول المزيد من المساعدات قد تعني فقدان حياة غالية وخسارة لا يمكن تعويضها”.
استجابة سريعة
ومنذ الساعات الأولى لهذه “الكارثة المؤلمة”، وفق الأنصاري، “كانت الاستجابة القطرية سريعة حيث اتصل أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان وعبَّر عن التضامن الكامل مع تركيا وشعبها في هذه الأزمة”.
وأردف أن الأمير وجّه بتسيير جسر جوي تضمن فريق بحث وإنقاذ يتكون من 120 شخصاً و12 سيارة ومعدات متكاملة و3 مستشفيات ميدانية وفريقاً طبياً متكاملاً للإسعافات الأولية.
كما أرسلت الدوحة مساعدات إنسانية وغذائية وملابس شتوية وخياماً عائلية ومساعدات طبية، ويستمر الجسر الجوي بمعدل طائرتين إلى ثلاث يومياً محملةً بمساعدات لضحايا الزلزال في تركيا وسوريا.
وأضاف أنه بدأ عبر البحر شحن 10 آلاف منزل متنقل تليها دفعات متتابعة، كما قدّم صندوق قطر للتنمية الدعم للخوذ البيضاء (الدفاع المدني السوري) لتسهيل عمليات البحث والإنقاذ وتوفير الإمكانيات اللوجستية اللازمة”.
زيارة الأمير
وحول زيارة الشيخ تميم لتركيا الأحد، قال الأنصاري إن “زيارة أمير البلاد ولقائه الرئيسَ أردوغان جاءت بدافع إظهار التضامن الكامل من دولة قطر على جميع المستويات مع المتضررين من كارثة الزلزال”.
واستطرد: كما جاءت الحملة الوطنية لإغاثة المتضررين بعنوان “عون وسند”، والتي جمعت في يومها الأول أكثر من 168 مليون ريال قطري (نحو 46 مليون دولار) تعبيراً عن تضافر الجهود الشعبية والرسمية في تقديم الدعم للضحايا.. وشهدت الحملة تفاعلاً واسعاً من المواطنين والمقيمين من الجنسيات المختلفة.
وتابع: حجم المأساة جعل هذه الكارثة تلامس جميع شعوب المنطقة وتؤثر عليهم، ولاشك أن ما يجمعنا من أخوة في الدين وتاريخ مشترك يحتم علينا جميعاً أن نكون يداً واحدة وبنياناً يشد بعضه بعضاً، والاستجابة العربية كانت على المستويين الشعبي والرسمي شاملة وسريعة وهي أقل ما يمكن تقديمه في ظل هذه الظروف.
وختم بتأكيد أن الجرح الذي خلّفته هذه الكارثة في جسد الأمة كبير ونشعر بألمه جميعاً، ولا شك أن كل شعوب المنطقة الخيّرة وقياداتها ستسارع إلى المساهمة في علاج هذا الجرح بكل السبل.