أقوى الزلازل التي ضربت المنطقة خلال العقود الماضية
استيقظت تركيا وسوريا -فجر اليوم الاثنين- على زلزال مدمر ضرب محافظات عدة في الجنوب التركي والشمال السوري، ومع انبلاج خيوط الفجر الأولى تبين أن حجم الدمار كان كبيرا، وسط تصاعد في أعداد القتلى والجرحى في البلدين، بينما لا تزال المئات من العائلات تحت الأنقاض.
ووصف المختصون في علم الزلزال ما حدث بأنه أكبر زلزال في تاريخ المنطقة منذ عقود، ولا يقترب منه سوى زلزال عام 1939 شمال شرق تركيا، والذي تسبب في أضرار كبيرة.
ولا يتوقع أن تتضح الصورة الكاملة للخسائر البشرية والمادية قريبا، بفعل قوة الزلزال واتساع دائرته الجغرافية (10 ولايات تركية، وعدد من المحافظات السورية) كما شعر به سكان في كل من لبنان والأراضي الفلسطينية واليونان وقبرص وأرمينيا وجورجيا والعراق وبعض المناطق في مصر.
وتركيا من بين أكثر الدول المعرضة للزلازل في العالم، وهي محل تقاطع لعدد من خطوط الصدوع الجيولوجية الرئيسية، وهو يؤدي إلى وقوع زلازل صغيرة بشكل مستمر ومتقارب، فضلا عن الزلال الكبيرة التي يسقط جراءها قتلى وجرحى، وتحدث أضرارا هائلة في البنية التحتية.
ويعتبر هذا الزلزال الأكبر في تركيا منذ زلزال أغسطس/آب 1999 الذي تسبب في مقتل 17 ألف شخص، ويعيد إلى الأذهان سلسلة من الزلازل المدمرة التي ضربت المنطقة خلال العقود الأخيرة.
حلب في صدارة الدمار
ويعدّ الزلزال الذي ضرب مدينة حلب في سوريا عام 1138 رابع أخطر زلزال ضرب الكرة الأرضية على مرّ التاريخ، وثالث أكثر الزلازل دمويّة وتدميرا، وقد قدرّت الدراسات الحديثة شدته بـ 8.5 درجات على مقياس ريختر.
وقد أسفر هذا الزلزال المدمر عن سقوط أكثر من 230 ألف شخص، في حين لا تتوفر معلومات حول مساحة المنطقة التي دمّرها أو عدد المصابين.
كما شهدت منطقة داغمان شمالي إيران عام 856 الميلادي أحد أبرز الزلازل في التاريخ، والذي أسفر عن مقتل 200 ألف شخص، وبلغت قوته 7.9 درجات حسب التوقعات، مما جعل منه الزلزال الأكثر حصدا للأرواح في تاريخ البلاد.
وشهدت مدينة أردبيل شمالي إيران، عام 893، زلزالا لم تُعرف مدى قوته، إلا أنه أسفر عن مقتل ما يزيد على 150 ألف شخص، وفقا التوقعات.
وخلال العقود الماضية، شهدت المنطقة عددا من الزلازل التي أحدثت قتلا وخرابا واسعا في المنطقة، ومن أبرزها ما يلي:
ففي تركيا، شهدت منطقة أزميت جنوب شرقي إسطنبول، فجر 17 أغسطس/ آب 1999، زلزالا أسفر عن مقتل أكثر من 17 ألف شخص، وجرح ما يزيد على 23 ألفا آخرين، فضلا عن دمار حوالي 300 ألف مسكن، و43 ألف مكان عمل.
وقد تضرر منه نحو 20 مليون شخص، واعتبر أقوى زلزال تعرضت له تركيا منذ عام 1939.
وفي 23 أكتوبر/تشرين الأول 2011 سقط أكثر من 600 قتيل و4150 جريحا في زلزال بقوة 7.2 درجات ضرب مقاطعة وان شرقي تركيا.
أعنف الزلازل في إيران
وبالإضافة إلى الزلازل التي شهدتها تركيا وسوريا، فإن إيران تعتبر منطقة زلازل معروفة تاريخيا، وقد شهدت عبر تاريخها عددا أكبر من الزلازل المدمرة من بينها:
زلزال 1972، الذي وقع بمحافظة فارس جنوبي البلاد، في العاشر من أبريل/نيسان 1972، وبلغت قوته 7.1 درجات على مقياس ريختر، وأدى إلى مقتل 5374 شخصا.
وفي 16 سبتمبر/أيلول 1978، ضرب زلزال مدمر مناطق شرق إيران، بلغت قوته 7.5 درجات على مقياس ريختر وأدى لمقتل 25 ألف شخص، بينهم 15 ألفا بمدينة طبس وحدها التي دمرت كليا.
في 11 يونيو/حزيران 1981، ضرب زلزال بلغت قوته 6.8 درجات على مقياس ريختر محافظة كرمان جنوبي شرقي البلاد، وأدى لمقتل 1027 شخصا.
وفي 21 يونيو/حزيران 1990، ضرب زلزال عنيف مدينة رودبار شمالي البلاد، وبلغت قوته 7.7 درجات على مقياس ريختر، وأدى لمقتل 35 ألف شخص، وجرح نحو 60 ألفا آخرين.
وفي 10 مايو/أيار 1997: ضرب زلزال مدينة بيرجند شرقي البلاد، بلغت قوته 7.1 درجات على مقياس ريختر، وأدى إلى مقتل 1560 شخصا.
وفي 22 يونيو/حزيران 2002: ضرب زلزال محافظة قزوين شمالي البلاد، بلغت قوته 6.3 درجات على مقياس ريختر، وأدى إلى مقتل 229 شخصا.
وعام 2003 وقع أحد أعنف الزلازل في تاريخ البلاد، في مدينة بام التاريخية جنوب شرق إيران، وقد بلغت قوته 6.6 درجات، وأدى لمقتل 26 ألف شخص.
زلازل بدول أخرى
وبالإضافة إلى الزلازل التي شهدتها تركيا وإيران وسوريا، فقد أسفرت زلازل بدول أخرى في المنطقة عن خسائر بشرية ومادية كبيرة من بينها:
زلزال مدينة ذمار شمال اليمن بتاريخ في 13 ديسمبر/كانون أول 1982 وكانت قوته 6.0 درجات، وأدى إلى مقتل 2800 شخص وإصابة نحو ألف و500 آخرين جروح.
زلزال 1992 الذي وقع قرب العاصمة المصرية القاهرة، في 12 أكتوبر/تشرين الأول 1992، وتسبب وفق وسائل إعلام محلية بوفاة 545 شخصا وإصابة 6512 آخرين وشرد حوالي 50 ألف شخص، واعتبر أحد أقوى الكوارث الطبيعية في تاريخ مصر الحديث.
زلزال بومرداس شمالي الجزائر، الذي وقع في 21 مايو/أيار 2003، وبلغت قوته 7.3 درجات، وأسفر عن سقوط أكثر من ألفي قتيل، وقرابة 12 ألف جريح، فضلا عن تشريد نحو 170 ألف مواطن، بالإضافة إلى الخسائر المادية الكبيرة.
زلزال الحسيمة المغربية، وقد وقع يوم 24 فبراير/شباط 2004، وأدى لمقتل نحو 600 شخص، وجرح مئات آخرين، وخلف خسائر مادية كبيرة، واعتبر أحد أقوى الكوارث الطبيعية التي شهدها المغرب.