الكشف عن منطاد تجسس صيني يحلق فوق مواقع أميركية حساسة
ردت بكين اليوم الجمعة رسميا على تصريحات أميركية عن رصد منطاد تجسس صيني يحلق في سماء الولايات المتحدة، وتحدثت كندا عن رصد منطاد آخر في أجوائها.
فقد قالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ إن الصين تتحقق من موضوع المنطاد الذي أثاره مسؤولون أميركيون.
وأضافت ماو أن التخمين لا يفضي إلى الحل المناسب، داعية إلى أن يعمل الجانبان معا بهدوء وحذر في مسألة المنطاد.
وأكدت الخارجية الصينية أن الصين دولة مسؤولة وتلتزم بالقوانين الدولية، وليست لديها النية لانتهاك أراضي أي دولة أو مجالها الجوي.
وفي نفس الوقت، أعلنت بكين أنه لا تغيير في موعد زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للصين والتي من المقرر أن تتم الأسبوع المقبل.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية أعلنت في وقت سابق أنها تتعقب منطاد تجسس صينيا يحلق على ارتفاع عال فوق الولايات المتحدة، بينما بحث مسؤولون عسكريون إسقاطه فوق ولاية مونتانا.
وصرّح المتحدث باسم البنتاغون الجنرال باتريك رايدر للصحفيين بأن الولايات المتحدة اكتشفت وتتابع بالون مراقبة يحلق على ارتفاع شاهق فوق الولايات المتحدة حاليا.
وأوضح مسؤول أميركي أن المنطاد حلق فوق شمال غرب الولايات المتحدة حيث توجد قواعد جوية حساسة وصواريخ نووية إستراتيجية في منشآت تحت الأرض.
وفي تطور لاحق، نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” (The Wall Street Journal) عن مسؤول أميركي أن وزارة الخارجية استدعت القائم بالأعمال الصيني في واشنطن بشأن منطاد التجسس.
كما نقلت شبكة (CNN) عن مسؤول عسكري أميركي أن بلاده جهزت مقاتلات “إف-22” (F-22) بولاية مونتانا في حال اتخاذ قرار بالتعامل مع منطاد التجسس الصيني.
من جانبه، قال مسؤول دفاعي كبير للصحفيين إنه بناء على طلب الرئيس الأميركي جو بايدن، بحث وزير الدفاع لويد أوستن وكبار المسؤولين العسكريين إسقاط المنطاد، لكنهم قرروا في نهاية المطاف أن ذلك قد يعرّض الكثير من الأشخاص على الأرض للخطر.
لكن البنتاغون لا يعتقد أن المنطاد يشكل تهديدا استخباريا خطيرا، وقال المسؤول “نحن نقدّر أن هذا المنطاد له قيمة مضافة محدودة من منظور جمع المعلومات الاستخبارية”.
ويأتي الإعلان الأميركي عن رصد المنطاد الصيني في وقت وصف فيه وليام بيرنز مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي آي إيه” (CIA)؛ الصين بأنها أكبر تحد جيوسياسي تواجهه الولايات المتحدة في الوقت الحالي.
وقال بيرنز في كلمة بجامعة جورج تاون بواشنطن إن التحدي الذي تشكله الصين مختلف عن التحدي الذي شكله الاتحاد السوفياتي لبلاده خلال الحرب الباردة.
بدورها، أعلنت كندا اليوم الجمعة أنها تعمل مع الولايات المتحدة على تعقب منطاد تجسس يحلق على ارتفاع عال وتتابع “حادثا ثانيا محتملا”.
وقالت وزارة الدفاع الوطني الكندية في بيان “رُصد منطاد تجسس على ارتفاع عال ونتعقب تحركاته بنشاط”، بدون أن تأتي على ذكر الصين.
وأوضحت الوزارة أن “الكنديين في أمان وتتخذ كندا التدابير لضمان أمن مجالها الجوي بما يشمل تتبع حادث ثان محتمل”.
وأضاف البيان أن وكالات الاستخبارات الكندية تعمل مع شركائها الأميركيين وتواصل اتخاذ كل التدابير اللازمة لحماية كندا من تهديدات تجسس أجنبي.