مجنون خلود ينهي حياة خطيبته ببورسعيد بدافع الانتقام
الرأي العام المصري اهتز مجددا على وقع حادثة مقتل فتاة مصرية على يد خطيبها في بورسعيد، خلّفت حالة من الحزن والأسى، كما ذكّرت بحوادث قتل مشابهة حصلت خلال الأشهر الأخيرة وسط تنديد بتكرار هذه الجرائم.
واهتمت مواقع إخبارية مصرية بالحادثة، كما سلّطت أمس الاثنين برامج تلفزيونية الضوء على تفاصيل القضية، في حين انتشر وسم (هاشتاغ) “فتاة بورسعيد” على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتشير المعلومات المنشورة إلى أن الفتاة، وهي تدعى خلود درويش، يتيمة الأم والأب، وتعيش مع عائلة أقربائها، وتعمل بأحد المصانع لتعيل شقيقها البالغ من العمر 9 سنوات.
وخلال عملها بالمصنع، تعرفت على زميل لها يدعى محمد سمير، وارتبطت به ظنا أن القدر سينصفها ويعوضها ما عاشته من حرمان ويتمٍ، إلا أنه بعد شعورها بعدم التوافق طلبت فسخ الخطبة، فأثار هذا الأمر غضب الشاب الذي أكد لها أنه لن يبتعد عن طريقها ولن يتركها.
محاولات وتهديدات
وبحسب جريدة “الدستور” المصرية، فإن الشاب الملقّب بـ”مجنون خلود” رفض كل محاولاتها للابتعاد عنها، وهدّدها أمام الجميع بالقتل إذا فكرت في الارتباط بغيره، إلا أن الفتاة ظنت أن تهديده لن يصل إلى التنفيذ.
في هذا السياق، قال موقع “المصري اليوم” إن “التحريات أشارت إلى أنه بعد غياب المجني عليها عن العمل أمس الاثنين، توجّه المتهم إلى مكان إقامتها وخنقها”.
وأضاف المصدر ذاته أن مستشفى النصر التخصصي استقبل خلود جثّة هامدة، بادعاء تعرضها للخنق من قبل أحد الأشخاص في ظروف غامضة.
وبمواجهته، اعترف المتهم بارتكابه الواقعة وأن المجني عليها “خطيبته”، مقرا بحدوث خلافات بينهما قام على إثرها بالتعدي عليها بدافع الانتقام.
على المنصات المصرية، تناقل الناشطون الخبر وصور الضحية والمتهم، متبادلين عبارت الأسى والتساؤلات بشأن الأسباب التي أدّت إلى حدوث مثل هذه الجرائم المفجعة.
جرائم ودوافع
وأعادت هذه الحادثة للأذهان جرائم أخرى مماثلة هزّت المجتمع المصري من بينها جريمة قتل نيرة أشرف، التي قتلها زميل لها أمام أبواب الجامعة فيما تعرف بقضية “فتاة المنصورة”، ومقتل أماني النجار رميا بالرصاص على يد جارها فيما تعرف بقضية “طالبة المنوفية”.
كما ذكّرت بمقتل الفتاة سلمى محمد بهجت التي لقت مصرعها طعنا وذبحا على يد زميلها بكلية الإعلام، وهي القضية المعروفة إعلاميا بقضية “فتاة الشرقية”.
ويربط بين هذه القضايا كلها دافع “الحب القاتل”، إذ إن كل فتاة أو ضحية كانت “معشوقة” من “حبيب تحوّل إلى قاتل”، وحوّل حياة الفتيات وعائلاتهن إلى مأساة.
وتعقيبا على الجريمة، حذرت رئيسة المجلس القومي للمرأة مايا مرسي -عبر صفحتها على فيسبوك- من أن الجرائم الأخيرة يمكن أن تنتشر على نطاق أوسع إذا استمر الدفاع عن مرتكبيها، لافتة إلى أن تبرير القتل يشجع الآخرين على القيام بجرائم مشابهة.
وطالبت “بتحمل المسؤولية الأخلاقية تجاه نشر الجرائم وتسهيلها والترويج لها، لتصبح شريكًا في مثل هذه الجرائم حتى لو تم ذلك من دون قصد”، لافتة إلى أهمية الدور المجتمعي ومنصات التواصل في التوعية تجاه الجرائم المشابهة.
وفي السياق، قالت مغردة تدعى “شيرين” في حسابها على تويتر لا تسستغربوا مما يحدث، كل يوم سنرى “نيرة جديدة بسبب غياب القصاص والعدل”، في حين قال حساب آخر إن “وأد النساء مستمر في ظل صمت الحكومات”.
يأتي ذلك في وقت استنكر فيه البعض تعوّد الكثيرين على هذا النوع من الجرائم، معتبرين أن هذه الحادثة لم تلق الاهتمام البالغ من وسائل الإعلام كما حدث مع جرائم سابقة وكأن الأمر أصبح “عاديا”.
عنف ومعدلات
وتشير الأرقام إلى ارتفاع معدلات العنف في مصر.
فوفقا لما نشرته جريدة الأهرام المصرية الرسمية، فقد سجلت القاهرة الكبرى (القاهرة والجيزة والقليوبية) عددا كبيرا من جرائم القتل خلال عام 2021 بلغت نحو 322 جريمة، وذلك بحسب ما أعلنته الأجهزة الأمنية.
في حين بلغ إجمالي عدد المتهمين في هذه الحوادث 449 متهما، بينهم طفلان و52 سيدة.
وشهد عدد الجرائم خلال عام 2021 تراجعا طفيفا بنسبة لم تتجاوز 5% مقارنة بالعام 2020 الذي شهد وقوع 338 جريمة ارتكبها 489 متهما، من بينهم طفلتان و55 سيدة.
وتنوعت دوافع الجرائم وشملت أسبابا مختلفة:
الخلافات الزوجية والأسرية والعائلية: 105 جرائم
الخلافات المالية: 36 جريمة
المرض النفسي والمخدرات: 7 جرائم لكل منهما
الخيانة الزوجية والعلاقات غير الشرعية: 6 جرائم
الثأر: 5 جرائم
كما تنوعت الأدوات والوسائل التي استخدمها الجناة في القتل، من بينها:
الأسلحة البيضاء والنارية
التعذيب
الخنق بالأيدي والوسادة
الضرب بحجر على الرأس
السيخ الحديدي
السقوط من مكان مرتفع
محاولة الحرق
التعذيب بالسجائر