أهالي جرجيس التونسية يطردون مسؤولين حكوميين
تواصل الاحتقان في مدينة جرجيس التونسية عقب غرق 18 مهاجرا سريا، حيث قام محتجون غاضبون بطرد مسؤولين حكوميين عقب إدلائهما بتصريحات اعتبرها الأهالي مسيئة لهم، في وقت دعت فيه منظمات مدنية إلى تنظيم وقفة احتجاجية في العاصمة تضامنا مع عائلات الضحايا.
وتداولت صفحات اجتماعية فيديو لمحتجين في مدينة جرجيس يرشقون سيارة والي مدنين، حيث أشارت بعض المصادر إلى أن المحتجين طردوا الوالي ومعتمد (مدير منطقة) جرجيس من مقر المعتمدية، بعدما اعتبروا أن تصريحاتهما في وسائل الإعلام تسيء لأهل المنطقة.
وتشهد مدينة جرجيس حالة متواصلة من الغضب والاحتقان بعد غرق أحد مراكب الهجرة السرية وقيام السلطات بدفن الضحايا في مقبرة مخصصة لمجهولي الهوية، قبل أن تضطر لاحقا لإخراج جثث الضحايا وإخضاعها للتحليل الجيني تحت ضغط الشارع.
وأصدرت عشرون منظمة مدنية، بينها نقابة الصحافيين ورابطة حقوق الإنسان ومنتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، بيانا مشتركا للتضامن مع عائلات ضحايا فاجعة جرجيس، اعتبرت فيه أن التعاطي السلبي للدولة وأجهزتها وتعتيمها عن المعلومات ساهم في احتقان اجتماعي بالجهة واضطر الأهالي للتعويل على إمكانياتهم الذاتية للبحث عن المفقودين ومعرفة مصيرهم.
وأشار البيان إلى أن عائلات المفقودين لا تزال إلى اليوم تنتظر معرفة مصير أبنائها في غياب مخاطب وحيد من طرف الدولة يقدّم المعلومة الصحيحة والإجراءات الواجب اتباعها. كما أقدمت السلطات الجهوية على عمليات دفن سريع لجثث مهاجرين دون احترام التراتيب الواجبة أثناء هذه الأزمات وهو ما فاقم من معاناة العائلات وإحساسهم بمحاولة الدولة التعتيم على معاناتهم وإقفال الملف في أسرع وقت ممكن.
وأشادت المنظمات الموقعة على البيان بنضال بحارة جرجيس وأهلها ووقفتهم التضامنية المدنية إلى جانب أهالي المفقودين، منددة بسياسات الدولة وأجهزتها المحبطة والدعاية المضللة والتي لم تراع لا واجباتها تجاه مواطنيها ولا معاناة أهالي المفقودين وأهالي جرجيس.
كما طالبت بتعامل إنساني يحفظ كرامة ضحايا الهجرة غير النظامية يضمن دفن جثث المهاجرين بطريقة لائقة، وفي احترام للتراتيب التي تتيح لعائلاتهم من داخل تونس وخارجها التعرّف عليها واسترجاع الجثامين.
وحمّلت السلطات التونسية مسؤولية “وضع استراتيجية وطنية للهجرة إدماجية وضامنة للحقوق”، داعية التونسيين لوقفة تضامنية مع ضحايا فاجعة جرجيس وكل ضحايا الهجرة أمام المسرح البلدي في شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة التونسية.