حضور تركي لافت في أمريكا اللاتينية
بدأت خطوات وزارة التجارة التركية الهادفة لزيادة العلاقات الاقتصادية مع دول أمريكا اللاتينية تؤتي ثمارها، فتوسعت العلاقات الثنائية لتشمل مختلف القطاعات، من التجارة حتى المسلسلات التلفزيونية.
ووفقًا لمعلومات وزارة التجارة التركية، انعكس تطور العلاقات بين تركيا ودول أمريكا اللاتينية خلال السنوات الأخيرة على العلاقات الاقتصادية وحجم التبادل التجاري، الذي ظل دون الإمكانات لسنوات عديدة، بسبب عوامل مثل البعد الجغرافي وعدم تبادل المعلومات.
وفي الآونة الأخيرة أنشأت تركيا مكاتب استشارية تجارية في الأرجنتين والإكوادور وكولومبيا وكوبا والمكسيك وبيرو وتشيلي وبنما وفنزويلا، إضافة لملحق تجاري في البرازيل، شكّلت كلها أهمية كبيرة في النهوض بالعلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية.
تعاون مع 24 دولة في المنطقة
وفي إطار الأعمال الثنائية، أبرمت تركيا اتفاقيات للتجارة الحرة مع تشيلي وفنزويلا، إضافة إلى مواصلة وزارة التجارة بإطلاق مبادرات بشأن التفاوض لتنظيم اتفاقيات للتجارة الحرة مع المكسيك وبيرو والإكوادور وكولومبيا.
وأولت الوزارة اهتمامًا خاصًا بالعلاقات مع المنظمات الإقليمية مثل الجماعة الكاريبية (CARICOM) والسوق الجنوبية المشتركة (MERCOSUR) وتحالف المحيط الهادئ بهدف التكامل الاقتصادي وإنشاء سوق مشتركة.
وأبرمت أنقرة اتفاقيات تعاون اقتصادي مع 24 دولة في منطقة أمريكا اللاتينية، وأتاحت الاجتماعات التي عقدها المسؤولون الأتراك مع نظرائهم في دول المنطقة فرصة مهمة لتأسيس “آلية اللجنة الاقتصادية المختلطة” ومناقشة فرص التعاون في جميع المجالات، من التجارة إلى الاستثمار، ومن الصحة إلى السياحة.
ومن ناحية أخرى، أطلقت وزارة التجارة أخيرًا مشروعًا يحمل اسم “استراتيجية البلدان البعيدة”، حددت من خلاله 18 دولة، بما في ذلك دول أمريكا اللاتينية، بهدف زيادة تصدير السلع والخدمات إلى هذه البلدان.
مسلسلات تركية في البرازيل
وعلى صعيد المسلسلات التركية، تم إطلاق 11 عملاً فنيًا ومسلسلًا تلفزيونيًا خاصًا بالبرازيل التي تعتبر أحد الاقتصادات الرائدة في أمريكا اللاتينية، والمشهورة بمسلسلاتها التلفزيونية.
وفي الإطار، تهدف وزارة التجارة من خلال هذه الأعمال الفنية إلى الترويج للمسلسلات التلفزيونية التركية في هذا البلد اللاتيني وتطوير التعاون بين شركات الإنتاج الرائدة في البلدين، وزيادة الدعم لتكاليف الدبلجة البرتغالية.
وفي مجال الصحة، تبذل السلطات التركية جهودا كبيرة لاستضافة أكبر عدد ممكن من مرضى البرازيل التي يزيد عدد سكانها عن 210 مليون نسمة، وهو أمر يخفف من الضغط عن القطاع الصحي فيها.
ووضعت تركيا 13 خطة عمل لدولة شيلي تشمل مجموعة واسعة من القطاعات، من السياحة الصحية إلى المسلسلات التلفزيونية، والتعاون في قطاع البناء وتطوير العقارات والاستشارات الفنية، والأنشطة اللوجستية والمعلوماتية.
كما جرى وضع 8 خطط عمل لتنشيط العلاقات التجارية والاقتصادية مع المكسيك، صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية بعد البرازيل، وتشمل الخطة مجموعة واسعة من القطاعات النشيطة في البلد اللاتيني، على رأسها العقارات والخدمات اللوجستية والغذاء والمعلوماتية والبرمجيات والألعاب الإلكترونية والرسوم المتحركة والنقل الجوي.
وتقوم وزارة التجارة بتنظيم زيارات للمعارض والوفود بغرض زيادة الصادرات في سوق أمريكا اللاتينية، والترويج لها وتوسيع حصتها وإحراز تقدم في مجال التعاون التجاري والاقتصادي.
نصيب وافر من الصادرات التركية
وتقوم وزارة التجارة التركية بإجراء مجموعة من الدراسات لتكثيف العلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية مع البرازيل والمكسيك وتشيلي، خلال الفترة 2022-2023.
وقدمت الحكومة دعما لـ 35 شركة تركية في أمريكا اللاتينية وتنشيط أنشطتها الترويجية، بما في ذلك الشركات العاملة في قطاع البناء والتطوير العقاري الذي يتمتع بأهمية خاصة في سوق الاستثمارات في تلك الدول.
وحققت تركيا مكاسب كبيرة في التجارة الثنائية مع دول أمريكا اللاتينية في العشرين عامًا الماضية، ففي عام 2003 بلغت الصادرات التركية إلى أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي 296.6 مليون دولار، أي نحو 0.6 بالمئة من إجمالي الصادرات التركية.
وبينما زادت صادرات تركيا إلى هذه المنطقة لـ 6 مليارات دولار عام 2021، بلغت حصتها من صادرات البلاد 2.7 بالمئة.
وفي الفترة من يناير/ كانون الثاني إلى أغسطس/ آب من العام الجاري، زادت الصادرات التركية إلى أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي بنسبة 14.1 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2021 لتصل إلى 4.3 مليار دولار، في حين زادت الواردات بنسبة 47.9 بالمئة لتصل إلى 8.4 مليار دولار، وفي هذه الفترة، بلغ إجمالي حجم التجارة الخارجية 12.7 مليار دولار.
وبلغت صادرات الخدمات بين تركيا ودول أمريكا اللاتينية باستثناء قطاع السياحة 3.3 مليارات دولار عام 2013، وبلغت 6 مليارات دولار عام 2021، واعتبارا من يوليو/ تموز من العام الجاري، بلغت القيمة المذكورة 3.8 مليارات دولار.
وزادت واردات الخدمات باستثناء السياحة من 5.6 مليارات دولار عام 2013 إلى 8.9 مليارات دولار عام 2021، وبلغت قيمة الواردات الخدمية 7.3 مليارات دولار حتى شهر يوليو، في حين بلغ حجم التجارة في الخدمات 8.8 مليارات دولار في 2013، و 14.9 مليار دولار في 2021، و11.1 مليار دولار في يوليو من العام الجاري.
دول في طليعة الصادرات
وحتى نهاية العام الماضي، بلغ عدد الشركات التركية العاملة في دول أمريكا اللاتينية 18 شركة، باستثمار نحو 72 مليون دولار في هذه البلدان، كما قامت الشركات التركية بإنجاز 33 مشروعًا في المنطقة بقيمة 1.5 مليار دولار.
وفي الاستثمارات في دول أمريكا اللاتينية، تبرز صناعة المنسوجات والملابس بقيمة 50 مليون دولار، والنقل والتخزين بقيمة 16 مليون دولار، والتعدين بقيمة 8 ملايين دولار.
وتحوّلت البرازيل والمكسيك وتشيلي وبيرو وكولومبيا على التوالي لأكبر 5 دول مستقبلة للصادرات التركية في أمريكا اللاتينية خلال السنوات الأخيرة.
وخلال العام الماضي، استقبلت البلدان المذكورة نحو 3.5 مليار دولار من الصادرات التركية، من أصل 6 مليارات دولار هي حجم الصادرات التركية إلى بلدان أمريكا اللاتينية.
من جانب آخر، بدأ الاهتمام بالمسلسلات والبرامج التلفزيونية التركية في منطقة أمريكا اللاتينية يتزايد منذ عام 2015، وتم تصدير نحو 30 بالمئة من المسلسلات التلفزيونية إلى هذه المنطقة وحدها.
وتبرز كل من تشيلي والبرازيل والمكسيك والأرجنتين في مقدمة دول أمريكا اللاتينية التي تحظى فيها المسلسلات والبرامج التلفزيونية التركية باهتمام الجمهور ومتابعته المكثفة.