المظاهرات في إيران تصل للجامعات.. ومقتل ضابط ثان بالحرس الثوري
دخلت الاحتجاجات في إيران، السبت، أسبوعها الثالث على التوالي، التي اندلعت إثر وفاة الفتاة مهسا أميني، بعد اعتقالها من “شرطة الأخلاق”، في حين تركزت المظاهرات اليوم في الجامعات الإيرانية، في الوقت الذي تشتد فيه اشتباكات في مقاطعات مع الأمن قتل فيها ضابطين من الحرس الثوري.
مظاهرات الطلاب
تظاهر طلاب إيرانيون، السبت، للتنديد بالأوضاع السياسية في البلاد، للمطالبة بوقف قمع الاحتجاجات، وإطلاق المعتقلين على خلفية مقتل الشابة مهسا أميني.
وبحسب ما نشر موقع “إيران إنترناشونال” فقد تظاهر طلاب من جامعة شيراز، جنوب غرب إيران، في حرم الجامعة.
وانضم طلاب الجامعات في “مشهد”، شمال شرق إيران، وجامعة زنجان، إلى الاحتجاجات.
وفي طهران، تظاهر طلاب كلية الطب في جامعة طهران صباح السبت، مؤكدين على استمرارهم في التظاهر إلى حين تحقيق مطالبهم.
وتفرض السلطات الإيرانية حضرا شديدا على الإنترنت، وشبكات التواصل الاجتماعي، ما يصعب على الإيرانيين نشر تظاهراتهم التي تصفها السلطات الإيرانية بأنها فوضى يجب على قوات الأمن وقفها.
ودعا أحد رجال الدين النافذين في إيران، الجمعة، إلى التعامل بحزم مع المحتجين الغاضبين لوفاة أميني.
وقال محمد جواد حاج علي أكبري، الذي صلى الجمعة في طهران: أمننا هو سمتنا المميزة. الشعب الإيراني يطالب بأقسى عقوبة لمثيري الشغب الهمجيين هؤلاء.
وأضاف: الشعب يريد توضيح ملابسات مقتل مهسا أميني… حتى لا يستغل الأعداء هذا الحادث.
مقتل ضابط ثان من الحرس الثوري
وقتل ضابط ثان كبير في الحرس الثوري الإيراني، متأثرا بجروح أصيب بها في اشتباكات جنوب شرق البلاد.
وجاء في بيان رسمي، أن العقيد حميد رضا هاشمي، وهو عضو آخر في جهاز استخبارات الحرس الثوري، توفي متأثرا بجروح أصيب بها في اشتباكات الجمعة مع إرهابيين.
وبذلك يرتفع عدد الذين قتلوا الجمعة في سيستان بلوشستان (جنوب شرق) إلى عشرين، بينهم عقيدان من الحرس الثوري، في اشتباكات وصفها محافظ سيستان بلوشستان حسين مدرس خيباني بأنها “حوادث”.
وقال خيباني إن عشرين شخصا جرحوا في الاشتباكات أيضا.
وأضاف أنّ العديد من المحلات التجارية تعرّضت للنهب والحرق، كما تضرّرت بنوك ومقار حكومية.
ولم يعرف ما إذا كانت هذه الاشتباكات مرتبطة بالتظاهرات التي اندلعت في جميع أنحاء البلاد أم لا.
وكانت وسائل إعلام إيرانية رسمية ذكرت الجمعة أن قوات الأمن أطلقت النار على مسلحين هاجموا مركزا للشرطة في عاصمة المحافظة زاهدان.
وأشار قائد شرطة سيستان بلوشستان في حديث للتلفزيون الرسمي، إلى تعرّض ثلاثة مراكز للشرطة في هذه المحافظة لهجمات، من دون ذكر أي إصابات.
وأصدر فيلق “سلمان” بالحرس الثوري الإيراني بمحافظة سيستان وبلوشستان الإيرانية بيانا، عقب الهجوم الذي نفذه مسلحون على مركز للشرطة بمدينة زاهدان.
وفي بيانه، قال فيلق “سلمان”: “إن أهالي زاهدان الشرفاء والمنجبين للشهداء شهدوا ظهر اليوم (أمس) بعد انتهاء صلاة الجمعة في زاهدان، حادثا مريرا ومؤسفا، وهو هجوم شنه أشرار وإرهابيون مسلحون، عملاء الاستكبار العالمي ومرتزقة زمرة جيش الظلم (تسمي نفسها جيش العدل)، على عدة مقار لقوات عسكرية وأمن داخلي، وبعد ذلك أطلقوا النار بصورة عمياء وإجرامية في الشوارع والطرق العامة بالمدينة، أعقبه اشتباك أدى إلى مقتل عدد من الانفصاليين وإصابة عدد من العناصر الأمنية والعسكرية والشرطية وعدد من المواطنين بجروح”.
وأكد فيلق “سلمان” أن الحرس الثوري وسائر قوى الاستخبارات والأمن والشرطة سترد بحزم على الأعمال المثيرة للتفرقة وجرائم المرتزقة.
وأفادت وكالة تسنيم للأنباء السبت، بأنّ جماعة “جيش العدل” السنيّة المتمرّدة أعلنت مسؤوليتها عن هجوم على مركز للشرطة.
وكانت هذه المجموعة أكثر حركات التمرّد نشاطا في السنوات الأخيرة في سيستان بلوشستان، حيث نفّذت تفجيرات وعمليات خطف عدّة. وفي شباط/ فبراير 2019، قتل 27 عنصرا في الحرس الثوري في هجوم انتحاري على حافلتهم.
وسيستان بلوشستان منطقة فقيرة على الحدود مع باكستان وأفغانستان. وهي تشهد هجمات أو اشتباكات متكررة بين قوات الأمن ومجموعات مسلحة.
أدى قمع التظاهرات التي تهز إيران منذ 16 أيلول/سبتمبر إلى مقتل عشرات المتظاهرين. كما قتل خلالها عدد من أفراد قوات الأمن. واعتقل أكثر من ألف شخص في جميع أنحاء البلاد.
مسيرات تضامن حول العالم
وانطلقت مسيرات السبت، في مدن عدة حول العالم، تضامنا مع حركة الاحتجاج في إيران.
وتنظّم تظاهرات التضامن التي يشارك فيها إيرانيون في الخارج السبت في أكثر من 150 مدينة حول العالم، من طوكيو إلى سان فرانسيسكو مروراً بلندن وباريس، وفق المنظّمين.
وفي روما، سار حوالى ألف شخص على قرع الطبول. ونقلت وكالة الصحافة الإيطالية (AGI) عن سيمونا فيولا زعيمة حزب الوسط الصغير “+أوروبا” قولها، أثناء مشاركتها في المسيرة: “نطالب بالعدالة لمهسا أميني، وجميع ضحايا العنف الوحشي والأعمى للسلطات، فضلا عن حرية الاختيار لأخواتنا الإيرانيات”.
وفي طوكيو، رفع المتظاهرون صورة مهسا أميني، ولافتات كتب عليها “لن نتوقّف” إضافة إلى صور لنساء يحرقن حجابهن ويقصصن شعرهن.
من جهته، حثّ رئيس الوزراء الإيراني السابق المعارض حالياً مير حسين موسوي، قوات الأمن على وقف العنف، في رسالة نُشرت على حساب موقع “كلمة” المقرّب منه على “إنستغرام”.
وقال المسؤول السابق الذي يخضع للإقامة الجبرية “أحبّ أن أذكّر قوات الأمن بقسمها على حماية أرضنا وإيران وحياة الناس، والممتلكات وحقوق الشعب”.
وأضاف أن دماء المظلومين أقوى من عنف الطغاة.
اعتقال أجانب
وقالت وزارة المخابرات الإيرانية الجمعة، إن السلطات اعتقلت تسعة أوروبيين لاتهامهم بالضلوع في اضطرابات واحتجاجات نشبت في البلاد.
ومن المرجح أن يتسبب اعتقال أوروبيين، من ألمانيا وبولندا وإيطاليا وفرنسا وهولندا والسويد ودول أخرى، في تصعيد التوتر بين إيران والغرب بشأن وفاة الشابة أميني.
وذكرت وزارة المخابرات في بيان نشرته وسائل إعلام إيرانية أن التسعة، الذين لم تعلن هوياتهم، اعتقلوا “خلال أعمال الشغب أو خلال التآمر في الخفاء”.
وقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الأربعاء الماضي، إن وفاة أميني “أحزنت” الجميع في الجمهورية الإسلامية، إلا أنه حذر من أنه لن يتم السماح بحدوث “فوضى”، في ظل انتشار الاحتجاجات.