الشرطة البلجيكية توقف الإمام المغربي حسن إيكويسن الذي تلاحقه فرنسا
أوقفت السلطات البلجيكية أمس الجمعة الإمام المغربي حسن إيكويسن الذي صدرت بحقه مذكرة توقيف أوروبية، حيث تلاحقه فرنسا بسبب تصريحات تعدّها “مخالفة لقيم الجمهورية”.
وقال وزير العدل البلجيكي فينسينت فان كويكنبورن “يمكنني أن أؤكد أن الشرطة اعتقلته” الجمعة.
وقال مصدر في الشرطة الفرنسية إن الشرطة البلجيكية اعتقلت إيكويسن “من دون حوادث”. وقد أودع في السجن عند المساء في مدينة تورناي البلجيكية القريبة من الحدود الفرنسية.
وقالت لجنة دعم إيكويسن، في بيان نُشر مساء الجمعة على صفحتها بفيسبوك، إن أعضاءها “في حالة تعبئة للتوصل إلى الإفراج عنه”.
ونشرت اللجنة آخر تسجيل فيديو للداعية قبل توقيفه، ينتقد فيه وزارة الداخلية الفرنسية، لكنه يؤكد “ثقته بالقضاء”.
قرار الطرد
وتوارى الإمام عن الأنظار منذ قرار مجلس الدولة الفرنسي السماح بطرده في نهاية أغسطس/آب الماضي، ثم صدرت مذكرة توقيف أوروبية بحقه بتهمة “التهرب من تنفيذ قرار الترحيل”.
وقال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان إنه “سعيد باعتقال” الإمام المغربي، مؤكدا أن “التهرب من قرار الطرد من الأراضي الوطنية جريمة يدينها قانون العقوبات”.
وكان دارمانان أعلن في نهاية يوليو/تموز الماضي طرد هذا الداعية لأسباب تتعلق “بأمن الدولة”.
وتتهم السلطات الفرنسية الإمام المغربي باعتماد “خطاب دعوي تتخلله تصريحات تحرض على الكراهية والتمييز وتحمل رؤية إسلامية تتعارض مع قيم الجمهورية”.
وتشكك محاميته مي لوسي سيمون خصوصا في صلاحية مذكرة التوقيف بحقه، مؤكدة أنها تعتمد على “مخالفة” ترى أنها “غير مثبتة”. وقد تساءلت في بداية سبتمبر/أيلول: “لماذا يجري البحث عنه؟ لماذا السعي إلى إعادته؟”.
وتقول وزارة الداخلية الفرنسية إن الأمر يعود الآن إلى القضاء البلجيكي لتسليمه إلى السلطات الفرنسية بموجب مذكرة التوقيف، وقد تستغرق إجراءات تسليم الإمام إلى فرنسا أسابيع إذا اعترض عليها.
بداية القصة
يذكر أن الإمام إيكويسن أثار جدلا أول مرة في 2004 بسبب تصريحات عُدّت معادية للسامية في خطاب ألقاه عن فلسطين، واعترف لاحقًا بأن “تعليقاته غير لائقة” واعتذر.
وظهر اسمه مجددا بانتظام في الصحافة والمناظرات العامة.
ويتابع 178 ألف مشارك قناته على منصة يوتيوب التي يلقي عبرها دروسًا وخطبًا عن الإسلام في الحياة اليومية، ويتناول فيها مواضيع الفقر والعنف وغيرها.
وإيكويسن وُلد في فرنسا وقرر عندما بلغ سن الرشد ألا يطلب الجنسية الفرنسية، ويقول إنه تخلى عنها في سن الـ17 تحت تأثير والده ، ثم حاول استعادتها ولكن من دون جدوى، أما أولاده الخمسة وأحفاده الـ15 فهم فرنسيون ويقيمون في شمال فرنسا.