صواريخ صينية تحلق فوق تايوان للمرة الأولى وتايبيه تطالب بإدانة دولية
طالبت تايوان المجتمع الدولي بإدانة جماعية للتهديد العسكري الصيني، في ظل توتر بين الجانبين تفاقم بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي للعاصمة التايوانية تايبيه، وإجراء بكين تدريبات عسكرية حلقت فيها صواريخ فوق تايوان للمرة الأولى.
وقال وزير خارجية تايوان إن إطلاق الصين عددا من الصواريخ يشكل تهديدا للأمن القومي وتصعيدا للعنف في المنطقة، داعيا لمواصلة تقديم الدعم لبلاده.
وجاء موقف تايوان على خلفية التدريبات العسكرية التي تجريها الصين، حيث تحلق الصواريخ الصينية فوق تايوان للمرة الأولى.
وقالت قيادة منطقة العمليات الشرقية في الجيش الصيني إنها استكملت عدة عمليات إطلاق صواريخ تقليدية في المياه قبالة الساحل الشرقي لتايوان اليوم الخميس في إطار تدريبات مقررة.
وقال متحدث باسم القيادة -في بيان- إنه تم رفع الضوابط ذات الصلة على المجالين البحري والجوي بعد اكتمال عمليات الإطلاق.
وأرسلت القوات الجوية والطيران البحري للمسرح الشرقي مئات الطائرات المقاتلة وقاذفات القنابل وغيرها من المقاتلات متعددة الأنواع إلى المجال الجوي الشمالي والجنوب الغربي والجنوب الشرقي لجزيرة تايوان، لإجراء استطلاعات جوية مشتركة وتدريبات هجومية وأخرى للدعم والتغطية.
ونشرت بكين أكثر من 10 مدمرات وفرقاطات بشكل مستمر في المياه المحيطة بجزيرة تايوان لتنفيذ عمليات إحكام وسيطرة مشتركة.
وحسب ما قاله المتحدث باسم وزارة الدفاع الوطني الصينية تان كه في، فإن التدريبات المشتركة لقيادة المسرح الشرقي لجيش التحرير الشعبي الصيني -التي تطوق جزيرة تايوان- تهدف إلى ردع التواطؤ بين الولايات المتحدة والجزيرة.
وفور بدء المناورات الصينية أكد الجيش التايواني أنه يستعد للحرب من دون السعي إليها.
ونقلت وكالة رويترز عن مصدر تايواني أن طائرات حربية وقطعا بحرية صينية اخترقت لوقت قصير الخط الأوسط قرب مضيق تايوان.
وكشفت وزارة الدفاع التايوانية عن إطلاق الصين 11 صاروخا باليستيا في المياه المقابلة للجزيرة، وقالت إنها لا تسعى للتصعيد لكنها لا تتراجع عندما يتعلق الأمر بأمن وسيادة بلادها.
كما أكدت الوزارة أنها تراقب محيط الجزيرة بالتزامن مع الأنشطة غير المنطقية من الصين التي تهدف إلى زعزعة استقرار أمن المنطقة، بحسب قولها.
وقد حذر المتحدث باسم مجلس الوزراء التايواني من خطورة التدريبات العسكرية الصينية في محيط بلاده.
وفي السياق ذاته، قالت وزارة الدفاع التايوانية اليوم الخميس إن موقعها الإلكتروني تعرض لهجمات وتوقف عن العمل مؤقتا، مضيفة أنها تعمل عن كثب مع السلطات الأخرى لتعزيز الأمن السيبراني مع تصاعد التوتر مع الصين.
وتعرضت عدة مواقع إلكترونية حكومية في تايوان -بما في ذلك موقع المكتب الرئاسي- لهجمات إلكترونية من الخارج في وقت سابق من الأسبوع، وقالت السلطات إن بعضها أطلقته الصين وروسيا.
صواريخ على اليابان
من جهة أخرى، رجح وزير الدفاع الياباني نوبو كيشي -اليوم الخميس- سقوط صواريخ صينية في منطقة اليابان الاقتصادية الخالصة للمرة الأولى.
وقال كيشي لصحفيين إنه بينما تجري الصين تدريبات عسكرية مكثفة في المياه المحيطة بتايوان يعتقد أن 5 من أصل 9 صواريخ باليستية أطلقتها الصين قد سقطت ضمن المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان.
ولفت إلى أن اليابان تقدمت باحتجاج إلى الصين عبر قنوات دبلوماسية، واصفا الأمر بأنه مشكلة خطيرة تؤثر على أمننا القومي وسلامة مواطنينا.
وفي السياق ذاته، ألغت الصين لقاء وزير الخارجية مع نظيره الياباني في اجتماعات آسيان بسبب موقف اليابان بشأن تايوان.
من ناحيتها، أعلنت البحرية الأميركية أن حاملة الطائرات “يو إس إس رونالد ريغان” (USS Ronald Reagan) تجري عمليات دورية في بحر الفلبين الذي يشمل مياه جنوب شرق تايوان.
وأعلنت القيادة العسكرية الأميركية نشر سفن حربية -بينها حاملة “رونالد ريغان” ومدمرات- في بحر جنوب الصين وبحر الفلبين لإجراء دوريات روتينية.
وبشأن الموقف الأميركي، قالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية هوا تشونينغ إن الولايات المتحدة إذا واصلت السلوك في المسار الخاطئ فستتحمل المسؤولية، وعندها لا يمكنها القول إن أحدا لم يحذرها، وفق تعبيرها.
وأضافت أن الولايات المتحدة قد استفزت الصين، وأن بكين اضطرت إلى التصرف من باب الدفاع عن نفسها.
بدوره، وصف وزير الخارجية الصيني وانغ يي زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان بأنها تصرف مهووس وغير مسؤول وغير عقلاني، حسبما ذكرت قناة “سي سي تي في” (CCTV) الحكومية.
وقال وانغ -خلال كلمته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) المنعقد في كمبوديا- إن الصين بذلت أقصى جهودها الدبلوماسية لتفادي الأزمة، لكنها لن تسمح بتضرر مصالحها الأساسية.
ووفق ما أوردته قناة “سي سي تي في”، فقد قال وانغ إن الإجراءات الصينية الحالية والمستقبلية هي إجراءات دفاعية ضرورية درست وقيّمت بعناية، وتهدف إلى حماية السيادة والأمن الوطنيين بما يتماشى مع القانون الدولي والمحلي.
وزارت بيلوسي تايوان ضمن جولة آسيوية بدأت الاثنين الماضي، وتشمل سنغافورة وماليزيا وكوريا الجنوبية واليابان، وتعد زيارتها إلى تايوان الأولى التي يجريها رئيس مجلس نواب أميركي منذ 25 عاما.
بدوره، جدد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن التزام بلاده بسياسة الصين الواحدة، وأمل بلينكن -خلال اجتماع وزراء خارجية مجموعة آسيان في كمبوديا- ألا تبحث بكين عن حجج لتعزيز عملياتها العسكرية تجاه تايوان.
وأعرب وزراء خارجية آسيان عن قلقهم بشأن التطورات الأخيرة في المنطقة والتي قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار، وطالب الوزراء في بيان بضبط النفس، كما أبدوا استعدادهم للعب دور بناء في تسهيل الحوار السلمي.
من جهة أخرى، ندد ممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بما سماها المناورات العسكرية “العدائية” للصين بشأن تايوان.
وقال بوريل في تصريحات إنه لا يوجد مبرر لاستخدام زيارة بيلوسي ذريعة لنشاط عسكري عدائي في مضيق تايوان، واصفا الزيارة بالروتينية والطبيعية.