هكذا تستعد تركيا لـ “الإعصار الإستراتيجي” والغموض العالمي
سلّط تقرير نشرته صحيفة تركية، الضوء على استعدادات تركيا لمواجهة لما سمته “الإعصار الإستراتيجي” والغموض الذي يكتنف العالم، وذلك عبر العديد من الخطوات والإجراءات على مختلف الأصعدة، أبرزها إجراء إصلاحات في جهاز الاستخبارات والبنية الأمنية.
وبحسب تقرير صحيفة “ستار” التركية فإن أنقرة جاهزة بالديمقراطية والإصلاحات والبنية الأمنية القوية، لهذه الحقبة التي يسودها الغموض والصراعات والتجاذبات بين القوى العالمية.
وقال التقرير إن عمليات الجيش والاستخبارات في العراق وسوريا وليبيا وإقليم ناغورني قره باغ وشرق البحر الأبيض المتوسط، والصناعات الدفاعية، وإصلاحات الأمن الداخلي؛ نتجت عن قوة وطنية من شأنها أن تخلق التآزر الوطني الذاتي، بحسب ما نقله “الجزيرة نت.”
وأشار التقرير إلى أن تركيا قد دخلت مرحلة أصبحت فيها مناقشة التهديدات الأمنية والسياسات والإصلاحات الأمنية أولوية في جميع أنحاء العالم، وهو نقاش بلغ ذروته مع حرب أوكرانيا وأثّر تأثيرا حاسما على مواقف الدول والتحالفات فيما بينها في قضايا مختلفة، من السياسة الخارجية إلى الطاقة، ومن التعليم إلى السياحة.
لماذا الانتقاد للسياسات الأمنية التركية؟
وذكر التقرير أن تركيا تعرضت منذ مدة لانتقادات من الداخل والخارج تزعم أنها تخلّت عن التحول الديمقراطي والإصلاح، والتحول إلى سياسة أمنية معاكسة.
وأشار إلى أن هذه المزاعم تهدف بوضوح إلى انتقاد سياسة تركيا الخارجية، وسياستها الدفاعية، وسياستها في مكافحة “الإرهاب”، وتظهر أن المنظرين المحليين والأجانب الذين يطرحون هذه الادعاءات يغضون النظر عن التهديدات الأمنية الكبيرة التي تواجهها تركيا، من “الإرهاب” إلى الانقلاب.
وقال التقرير إن كل هذه التهديدات لم تكن إلا من قبل منظمات “إرهابية” انقلابية مدعومة من القوى والدول الأجنبية، وفق تعبيره.
ويرى الكاتب أن تسمية المنتقدين محاولة الانقلاب الدموية في 15 يوليو/تموز 2016 بأنها “مسرحية” تُظهر أنهم يشتركون في المنظور السياسي نفسه مع أولئك الذين يشكلون التهديدات الأمنية، وأنهم بعيدون كل البعد عن حقائق العالم وتركيا.
لتركيا القدرة على التعامل مع التهديدات الأمنية
وأشار التقرير إلى أن تركيا لديها القدرة الفعالة للتعامل مع تهديدات الأمن القومي والسيادة الوطنية والهوية الوطنية المشتركة التي تتطور ضد البلاد من خلال إصلاحاتها السابقة والإدارة الديمقراطية.
ولفت إلى أن أنقرة اتخذت تدابير ضد المخاطر الجيوسياسية والقومية والتهديدات الدولية، لكن بعض الجماعات في تركيا تزعم أن كل هذا لم يتحقق على نطاق وطني وديمقراطي، وأن على تركيا إما الانصياع التام للنظام الغربي أو الانفصال عن العالم بطريقة استبدادية.
واستمر التقرير يقول إنه بفضل تصميم الإرادة السياسية والاستقرار السياسي الذي نشأ في العقد الأول من هذا القرن، تحولت تركيا، منذ عام 2007، إلى تنفيذ مشاريع صناعات دفاعية كبرى، من شأنها أن تنقذ تركيا من الاعتماد على الغرب، وسرعان ما أدت نتائج الاستقرار السياسي إلى سلسلة من التغييرات المفاجئة والمتسارعة في المنتجات والفكر السياسي.
وبفضل هذا، وفقا للصحيفة، تمكنت تركيا من تقليل اعتمادها على الخارج في صناعة الدفاع بنسبة 30%، وبدأت أسس الاستقلال الذاتي الإستراتيجي بالظهور.
إصلاح المخابرات
وذكر التقرير أن تركيا بدأت عملية الوحدة الوطنية والأخوة في الشرق الأوسط من أجل الاستعداد للتغيير في السياسة الخارجية من خلال ترتيب الأوضاع الداخلية على يد المخابرات الوطنية.
ولفت إلى أن الاستخبارات التركية نجحت بالقضاء على مراكز الوصاية المحلية، وعزل التنظيمات “الإرهابية”، وإبقاء القضايا داخل الحدود الوطنية، وتوقع الاضطرابات التي يمكن أن تواجهها قبل الإعصار الإستراتيجي الذي يمكن أن يعصف بالعالم.
يُذكر أن تركيا شهدت تحولاً جذرياً في العديد من مؤسساتها الحساسة مثل الجيش والأمن والاستخبارات، بشكل خاص عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها البلاد صيف 2016، واتهمت تنظيم “غولن” الإرهابي بالوقوف وراءها.
ومؤخراً، عززت الصناعات الدفاعية التركية قدرة الجيش وقوات الأمن بالعديد من الأسلحة والمعدات المحلية، فيما نجحت البلاد في كسر التبعية للخارج في الصناعات العسكرية وتحولت من مستورد إلى مصدر.