تدريبات عسكرية صينية وأخرى تايوانية تحاكي الحرب
يواصل الجيش الصيني مناوراته العسكرية في بحر جنوب الصين، في المقابل تجري تايوان مناورات عسكرية بمشاركة القوات الجوية والبحرية قبالة سواحلها الشرقية.
وتشمل المناورات الصينية تدريبات بالذخيرة الحية بحسب وسائل إعلام حكومية، دون ذكر تفاصيل عن المدة المقررة لها.
وبهدف إجراء المناورات، سيتم إغلاق الحركة الملاحية قرب جزيرة بينجتان في فوتشو، عاصمة مقاطعة فوجيان شرقي الصين، من الساعة 8 صباحا حتى 9 مساء بالتوقيت المحلي اليوم السبت.
وتقع بينجتان على بعد 125 كلم من تايوان.
وتأتي هذه التدريبات في ظل ظروف حساسة تشهدها المنطقة، خاصة بعد دخول حاملة الطائرات الأميركية “رونالد ريغان” ومجموعة من السفن العسكرية الأميركية إلى منطقة بحر جنوب الصين.
كما تتزامن هذه المناورات مع الاحتجاجات الصينية على الزيارة المرتقبة لرئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان، والتي أثارت غضب الصين حيث هددت بما سمته الرد القاسي.
وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ حذر نظيره الأميركي جو بايدن -الخميس- مما أسماه “اللعب بالنار” بما يخص قضية تايوان، وذلك خلال اتصال هاتفي “صريح”، وفق بيان نشره الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الصينية.
وستبدأ بيلوسي جولتها الآسيوية الجمعة المقبل، وستزور خلالها اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة وماليزيا، والرحلة إلى تايوان “مؤقتة” في جدولها.
وتتبنى بكين مبدأ “الصين الواحدة”، وتؤكّد أن جمهورية الصين الشعبية هي الجهة الوحيدة المخولة تمثيل الصين في المحافل الدولية، وتلوّح بين الحين والآخر باستخدام القوة والتدخل عسكريًا إذا أعلنت تايوان الاستقلال.
وفي حال زيارة بيلوسي إلى تايوان، فستكون هذه أول زيارة يجريها رئيس مجلس نواب أميركي منذ 25 عاما، بعد رحلة الجمهوري نيوت غينغريتش عام 1997 للقاء الرئيس التايواني آنذاك لي تنغ هوي.
في المقابل، يجري الجيش التايواني مناورات عسكرية بالذخيرة الحية قبالة السواحل الشرقية للجزيرة، وذلك بمشاركة القوات الجوية والبحرية.
وقالت وزارة الدفاع التايوانية إن المناورات هي محاكات للتصدي لهجوم قد يأتي من جهة الشرق، في إشارة إلى الصين.
وتحاكي مناورات “هان كوانغ” (مجد هان) حرب المدن في أوكرانيا، مع تدريبات على المخابئ تحت الأرض واستخدام لصواريخ ستينغر التي أثبتت جدارتها في التصدي للقوات الروسية.
وتعدّ هذه المناورات الكبرى منذ سنوات لتايوان التي تتمتع بحكم شبه ذاتي، وقد زادت مخاوفها من غزو صيني، بعد الحرب الروسية على أوكرانيا.
وتشهد العلاقات بين بكين وتايوان توترا منذ عام 1949، عندما سيطرت قوات يقودها “الحزب القومي” على تايوان بالقوة، عقب هزيمتها في الحرب الأهلية بالصين، وتدشين “الجمهورية الصينية” في الجزيرة.
ولا تعترف بكين باستقلال تايوان وتعتبرها جزءا من الأراضي الصينية وترفض أية محاولات لسلخها عنها، وفي المقابل لا تعترف تايوان بحكومة بكين المركزية.