العالم يحترق وإليك الدليل على أن أزمة المناخ هي السبب
يفيد تقرير نشرته صحيفة “إندبندنت” (The Independent) البريطانية بأن حرائق الغابات الخطرة تمتد إلى جميع أنحاء العالم، وأن اجتماع الحرارة والجفاف يهيئ الظروف الملائمة لهذه الحرائق.
ويوضح التقرير أن حرائق الغابات اندلعت في أجزاء واسعة من أوروبا وسط موجات حر شديدة هذا الأسبوع؛ في بريطانيا، وفرنسا، وإسبانيا، والبرتغال. ونقل عن عمدة لندن قوله إن يوم الثلاثاء الماضي كان أكثر الأيام إرهاقا لرجال الإطفاء في المدينة منذ الحرب العالمية الثانية.
وأضاف أن الحرائق التهمت حتى الآن من هذا العام أكثر من 1.1 مليون فدان في جميع أنحاء أوروبا، وذلك أكثر بكثير من المتوسط على مدار 15 عاما الماضية البالغ 270 ألف فدان فقط.
أكثر حدّة وشيوعا
وقال إن أزمة المناخ يمكنها جعل سنوات الحرائق تبدو طبيعية، وكذلك الجفاف وموجات الحرارة أكثر حدة وأكثر شيوعا، وإن هذا ينطبق بشكل خاص على جميع أنحاء منطقة البحر الأبيض المتوسط، التي ترتفع درجة حرارتها بنسبة 20% مقارنة ببقية العالم.
وذكّر التقرير بالحرائق غير المسبوقة في إندونيسيا وأستراليا وأميركا الشمالية في السنوات القليلة الماضية.
وقال إن حرائق الغابات كانت سمة لبعض المناطق منذ آلاف السنين، لكنها تندلع الآن بحجم وشراسة غير مسبوقين في أجزاء جديدة من العالم مع تفاقم أزمة المناخ.
موجات الحر والجفاف
ونقل عن الإدارة الوطنية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي قولها إن استمرار ارتفاع درجة حرارة الكوكب يتسبب في مزيد من موجات الحر والجفاف المتكررة والشديدة، وهو وضع مثالي لاشتعال حرائق الغابات.
واستمر التقرير يوضح أن الجفاف الطويل خطر بشكل خاص في التسبب بالحرائق؛ فالنباتات الجافة مثل الأعشاب والأوراق المتساقطة تحترق بسرعة وبكثافة، وتعمل مثل شعلة يمكن أن تحوّل الشرر أو اللهب الصغير إلى حرائق هائلة.
وقال إن درجة حرارة العالم ارتفعت بمقدار 1.1-1.2 درجة مئوية على مدار 150 عاما الماضية، وذلك ما جعل العالم أكثر سخونة وجفافا، وفقا لتقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، وهي السلطة الرائدة في العالم في علم المناخ.
تكرار وتيرة موجات الحر مع ارتفاع درجة الحرارة
وأوضح أن الحرارة في العالم إذا ارتفعت درجتين مئويتين، فإن موجات الحر التي تحدث مرة واحدة كل 10 سنوات ستحدث كل عامين تقريبا. وتضيف اللجنة أن موجات الجفاف التي تحدث مرة كل 10 سنوات ستحدث أكثر من الضعف في كثير من الأحيان.
وأضاف أن بعض المناطق ستكون أكثر عرضة للحرائق المدمرة، ونقل عن تقرير للأمم المتحدة لعام 2022 أن من المتوقع حدوث نمو هائل في نشاط الحرائق في جميع أنحاء أفريقيا جنوب الصحراء والبرازيل وغرب أستراليا مع تنامي أزمة المناخ.
وأشار التقرير إلى أن الغرب الأميركي يثبت أنه بؤرة لحرائق الغابات، وأن زيادة المخاطر تمثلت في عقدين من الزمن، ولم يكن ممكنا تحقيقها لولا أزمة المناخ. ووجدت دراسة حديثة أن السنوات الـ22 الماضية كانت الأكثر جفافا في المنطقة على امتداد ما لا يقل عن 1200 عام.
ونقل عن الأمم المتحدة تحذيرها من أن حرائق الغابات الكبيرة والمتكررة ستخلق حلقات ردود فعل خطيرة.