الحرائق تجتاح أوروبا ومئات القتلى في إسبانيا والحرائق تحيط بأثينا
تكافح سلطات دول عدة لاحتواء تداعيات موجة الحر مع تسجيل درجات حرارة قياسية في أوروبا وشمال أفريقيا، إذ ارتفع عدد القتلى في إسبانيا وحدها إلى أكثر من 500 شخص، فيما اقتربت الحرائق من أثينا.
وخلال رحلة إلى منطقة أراغون شمالي إسبانيا المتضررة من الحرائق، قال رئيس الوزراء بيدرو سانشيز اليوم الأربعاء إن موجة الحر التي ضربت إسبانيا لنحو 10 أيام تسببت بمقتل “أكثر من 500 شخص”.
وفي اليونان، اندلع حريق غابات أججته رياح عاتية في الجبال بالقرب من أثينا اليوم الأربعاء، مما أجبر المئات -بمن فيهم مرضى المستشفيات- على الإجلاء.
وغطت سحب كثيفة من الدخان السماء فوق جبل بينتيلي، إذ يحاول نحو 500 من رجال الإطفاء و120 عربة إطفاء و15 طائرة محملة بالمياه إخماد الحريق.
وبث ناشطون وصحفيون عبر منصات التواصل لقطات لاندلاع حرائق كبيرة في جبال وغابات المنطقة المحيطة بالعاصمة، مع محاولات فرق الإطفاء إخماد الحرائق.
كما أظهرت لقطات أخرى لاندلاع النيران بالقرب من المنازل، ومحاولة الأهالي إخمادها عبر أغصان الأشجار.
فرنسا وبريطانيا
وفي فرنسا، حيث يكافح رجال الإطفاء في منطقة لاجيروند الجنوبية الغربية منذ أسبوع لاحتواء حرائق الغابات الضخمة، قال وزير الزراعة مارك فيسنو إن هناك حاجة لاستثمار المزيد من الأموال لمواجهة مثل هذه التهديدات.
وقال: علينا أن نواجه وضعا استثنائيا للغاية، في إشارة إلى الأضرار التي لحقت ببريتاني وجنوب فرنسا.
وزار الرئيس إيمانويل ماكرون منطقة لاجيروند اليوم الأربعاء، لدعم جهود عناصر الإطفاء وبقية المشاركين في مكافحة النيران.
وفد تم احتواء معظم الحرائق في لاجيروند، لكن فرق الإطفاء ما زالت في حالة تأهب.
والحرائق هي الأكبر في تاريخ فرنسا، إذ تم إجلاء 37 ألف شخص حتى الآن.
وأعلنت الأرصاد الجوية عن احتمال حدوث عواصف جافة من دون أمطار في منطقة لاجيروند، مما قد يزيد احتمالات انتشار النيران أو اشتعالها في مناطق جديدة.
كما أعلن مرصد جودة الهواء أن الدخان وصل إلى باريس على بعد 500 كيلومتر مؤثرا على نقاء الهواء.
وفي بريطانيا، عمل رجال الإطفاء طوال الليل على إخماد حرائق الغابات، وسارع المهندسون اليوم الأربعاء لإصلاح قضبان القطارات التي تأثرت بسبب الحرارة، فيما استيقظت المملكة المتحدة على تداعيات اليوم الأكثر حرا في تاريخها مع تجاوز درجات الحرارة الـ40 مئوية للمرة الأولى.
والثلاثاء، كان أكثر الأيام التي عملت فيها خدمة إطفاء لندن منذ الحرب العالمية الثانية، إذ دمرت حرائق عشرات المباني في العاصمة، كما وصلت ألسنة اللهب إلى أراض عشبية جافة على جانبي خطوط السكك الحديد والطرق.
وألغيت رحلات قطارات كانت تسير من لندن إلى الساحل الشرقي لإنجلترا حتى عصر اليوم الأربعاء على أقل تقدير بعدما أدى حريق شب بالقرب من مدينة بيتربورو بوسط إنجلترا إلى إتلاف معدات الإشارات.
ألمانيا وإيطاليا
من جهة أخرى، قالت سلطات الملاحة اليوم الأربعاء إن الطقس تسبب أيضا في إحداث فوضى بشبكات النقل في ألمانيا، إذ انخفض منسوب المياه على نهر الراين بشكل كبير، مما أجبر سفن الشحن على الإبحار بأحمال أقل وعرقل الشحن على النهر بأكمله في ألمانيا جنوبي دويسبورغ.
في الأثناء، كافحت فرق الإطفاء في إقليم توسكانا الإيطالي حريق غابات أجبر مئات السكان على ترك منازلهم وتسبب في اشتعال خزانات غاز، فيما اضطرت شركة بناء السفن “فينكانتييري” (Fincantieri) لإغلاق مصنع يعمل فيه 3 آلاف شخص بسبب حريق في شمال شرق البلاد.
في غضون ذلك، دعت الأمم المتحدة قادة العالم إلى أن “يعوا” المشكلة خلف موجات الحر مثل تلك التي تجتاح أوروبا حاليا، والتي قد تصبح أكثر تواترا بسبب تغير المناخ حتى العام 2060 على الأقل.
وقال الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية بيتيري تالاس في مؤتمر صحفي بجنيف إن “موجات الحر هذه تصبح أكثر تواترا بسبب تغير المناخ” وستزداد في العقود المقبلة.
وأضاف تالاس عن موجة الحر الحالية “آمل أن يؤدي هذا النوع من الظروف المناخية إلى زيادة الوعي لدى الكثير من الحكومات”.
شمال أفريقيا
بدورها، قالت السلطات التونسية إن الوضع صعب في حريق جبل بوقرنين بالضاحية الجنوبية للعاصمة، لكن انخفاض سرعة الريح نسبيا قد يساعد على محاصرة النيران في وقت أقل.
وأشار الناطق باسم الحكومة نصر الدين النصيبي إلى صعوبة الوصول إلى الحريق بسبب التضاريس المعقدة، وأن الجيش سينفذ طلعات جوية خلال الساعات القادمة لاحتواء النيران، مضيفا أن الأولوية هي إخماد النيران القريبة من الأماكن المأهولة.
وفي المغرب، يعمل سكان مناطق العرائش وشفشاون التي تعرضت للحرائق على ترميم منازلهم وإصلاح ما يمكن من ممتلكاتهم.
وينتظر الأهالي المساعدات التي وعدت بها السلطات المغربية لعودة الحياة إلى تلك المناطق، خصوصا الواقعة في المرتفعات الجبلية والوعرة.