قلق بالكيان إسرائيلي من تراجع دعم واشنطن رغم الحفاوة بزيارة بايدن
مع انتهاء التحضيرات الإسرائيلية لزيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، صدرت تحذيرات إسرائيلية من تراجع الدعم الأمريكي لدولة الاحتلال، ومطالبات موجهة لدوائر صنع القرار الإسرائيلي بأن تنظر إلى الواقع بعيون مفتوحة، ومفادها أن إسرائيل لا تتلقى دعمًا من الجدار إلى الجدار في الولايات المتحدة، بعكس ما اعتاد الإسرائيليون على اعتباره أمرًا مفروغًا منه، مما يجعل المهمة الأساسية تتمثل في بناء علاقات مع كلا الحزبين الأمريكيين، والحفاظ عليها، وخشية التفريط بها.
تصدر هذه التحذيرات فيما تبدو زيارة بايدن المتوقعة لإسرائيل أنها تمثل بيانا استراتيجيا هاما للعلاقات الثنائية بين الجانبين، وتعبر أكثر من أي شيء آخر عن التقارب الخاص بينهما، والتزام الولايات المتحدة بأمن دولة الاحتلال وسلامتها، خاصة أن الدعم الموجه للأخيرة على مر السنين كان مثار توافق من الحزبين، الديمقراطيين والجمهوريين، على حد سواء، بزعم وجود جملة من المصالح والقيم الأيديولوجية المشتركة بينهما.
وقالت شيرا رودرمان رئيسة رابطة تقوية العلاقات بين إسرائيل ويهود الشتات، في مقالها بصحيفة “إسرائيل اليوم”، ترجمته “عربي21” أن “الدعم الأمريكي الموجه لإسرائيل لم يعد محل إجماع شامل في واشنطن، ولم تعد تتلقى دعمًا من الجدار إلى الجدار كما اعتدنا أن نعتبره أمرًا مفروغًا منه في سنوات وعقود سابقة، مع العلم أن هذا التراجع سيضر بشدة بإسرائيل في ضوء تفاعل الديناميات والتغيرات الجارية في العلاقات الإسرائيلية الأمريكية”.
وأضافت أنه “من غير المعروف ما هي معدلات تراجع الدعم لإسرائيل في غضون عقد من الزمان، خاصة في ضوء تزايد الأصوات المعترضة على السياسة الإسرائيلية داخل الدوائر التقدمية المتطرفة في الحزب الديمقراطي الأمريكي تحديدا، ومع مرور الوقت تكتسب المزيد والمزيد من الدعم من قبل الشباب الأمريكيين، لكنها في حقيقة الوقت تثير ردود فعل مضادة لإسرائيل، مما قد يتسبب بحدوث انفصال لا رجعة فيه عن أقسام كبيرة من السكان الأمريكيين”.
رغم الحفاوة الإسرائيلية بزيارة بايدن، لكن الإسرائيليين في الوقت ذاته لا زالوا يتخوفون من تزايد الأصوات المعارضة لهم في الدوائر التقدمية داخل الحزب الديمقراطي، رغم أن هناك مشرعين معتدلين بارزين تربطهم علاقات وثيقة مع الجالية اليهودية ومع إسرائيل، الأمر الذي من شأنه ضرب العلاقة العميقة مع إسرائيل على مر السنين، رغم أن ذلك سيتبعه ضرر كبير سيشمل الطيف السياسي الأمريكي كله، وستأتي نتائجه السلبية على دولة الاحتلال، وعلاقتها مع يهود أمريكا.
في الوقت ذاته، فإن تراجع الدعم الأمريكي لدولة الاحتلال يشمل أيضاً يهود الشتات، في ضوء تفاقم أزماتهم المستجدة معها، وفي كونها لم تعد تتقبل انتقاداتهم تجاه سياستها الخارجية، فباتوا يشعرون بتجاهلها لهم، رغم أنهم يوفرون لها منصة لاستخدام نفوذهم السياسي كأمريكيين لدفع سياسات مؤيدة لها، لتجنيبها الاستمرار في الانحدار إلى واقع الدولة ثنائية القومية، لأنها في هذه الحالة ستكون كارثية على “مشروع الصهيونية” برمته.
أكثر من ذلك، فإن القلق الإسرائيلي المتنامي من تراجع الدعم الأمريكي يتزامن مع ما يشعر به ملايين اليهود حول العالم، خاصة الملايين الستة المتواجدين في الولايات المتحدة وشمال أمريكا، ممن يشعر بعضهم أن إسرائيل تتنكر لهم، ولم يعودوا يعيشون في البيئة اليهودية الدينية والاجتماعية، ولا يتعلمون في مدارس دينية، وما يعرفونه عن إسرائيل فقط هو ما يشاهدونه عبر شاشات التلفزة وشبكات التواصل الاجتماعي وأماكن العمل.