منظمة شانغهاي.. عملة موحدة وتكتُّل لنصف سكان العالم لمجابهة هيمنة الغرب
في الذكرى العشرين لتأسيسها، دعا وزير الخارجية الصيني وانغ يي، الدول الأعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون إلى المضي قدماً بـ”روح شانغهاي” والدفع نحو بناء مجتمع مصير مشترك بين أعضاء منظمة شانغهاي للتعاون. وكان ذلك خلال قمَّة المنظمة يوم الأربعاء إذ أضاف أن بلاده مستعدة للعمل مع أعضاء المنظمة من أجل تحقيق هذه الأهداف.
وفي ذات السياق، أتت مطالب قادتْها الدبلوماسية الإيرانية، المنضمة حديثاً إلى المنظمة، تصبو إلى توحيد العملة بين جميع أعضائها. في خطوة، إذا تحققت، ستصبح من خلالها المنظمة التي تضم نصف سكان الأرض، أداة لدحر هيمنة الدولار على الاقتصاد العالمي.
دعوات لتوحيد العملة
وسابقاً، مطلع شهر يونيو/حزيران الجاري، أعلن مساعد وزير الخارجية الإيرانية لشؤون الدبلوماسية والاقتصادية مهدي صفري، أن بلاده اقترحت رسمياً على المنظمة اعتماد عملة موحدة لتسهيل التبادل التجاري بين الدول الأعضاء.
وقال صفري: نحن بصفتنا عضواً مراقباً اقترحنا قبل شهر ونصف في إطار رسالة وجهناها إلى منظمة شانغهاي للتعاون اعتماد عملة موحدة بين الدول الأعضاء. مضيفاً: نحن نتابع الاقتراح وفيما لو نُفذ بإمكانه حل القضايا التجارية بين الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي.
وحسب موقع معهد “ماكدونالد لورييه” الكندي، في مقال بقلم الباحث ماثيو نيابول، فإن المقترح الإيراني ليس سوى الأحدث في سلسلة طويلة من المبادرات الاقتصادية لمنظمة شانغهاي للتعاون، بين الجهود الأوسع التي تبذلها روسيا والصين وغيرهما من أعضاء منظمة شانغهاي للتعاون، لخلق بدائل للمؤسسات الغربية.
ويضيف الباحث أنه بالنسبة لمنظمة شانغهاي للتعاون، يمكن أن تكون هذه خطوة طبيعية وعملية. (لكن) بالنسبة إلى الغرب، وخاصة الولايات المتحدة، قد تكون هذه هزة اقتصادية هائلة. وبالنسبة إلى العالم والنظام الاقتصادي في فترة ما بعد الحرب، يمكن أن تكون هذه لحظة محورية.
في ذات السياق، أفاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي بأن روسيا والصين تسعيان لتطوير عملة احتياطية جديدة مع دول “بريكس” الأخرى، ضمن جهودها لخلق توازن دولي في النظام الاقتصادي العالمي الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة بسياساتها المالية والنقدية.
ووفقاً لتقرير نشره موقع Business Insider الأمريكي الاثنين شرع بنك الشعب الصيني في بناء احتياطي باليوان مع خمس دول أخرى بالتعاون مع بنك التسويات الدولية، ضمن المساعي الصينية لبديل فعال يحلّ محلّ صندوق النقد الدولي الذي يهيمن عليه الدولار.
ما قوة منظمة شانغهاي؟
تأسست منظمة شانغهاي سنة 2001، على يد قادة ست دول هي: الصين، روسيا، كازاخستان، قرغيزستان، طاجيكستان وأوزباكستان. وانضم إليها لاحقاً كل من الهند وباكستان وإيران سنة 2021.
وتكمن قوة المنظمة في كونها تمتد جغرافياً تمتد من الشمال إلى الجنوب من القطب الشمالي إلى المحيط الهندي، ومن الشرق إلى الغرب من ليانيونجانج في الصين إلى كالينينجراد في الاتحاد الروسي. كما يعيش فيها ما يقرب من 44% من سكان العالم.
من الناحية العسكرية، تضم المنظمة في عضويتها أربع قوى نووية، وثاني وثالث ورابع أقوى الجيوش في العالم، وهي تباعاً الصين وروسيا والهند. ومن الناحية الاقتصادية، تضم المنظمة ثلاثاً من أكبر القوى الصناعية في الكوكب. وثاني أقوى اقتصاد في العالم، الاقتصاد الصيني، الذي بلغ ناتجه المحلي سنة 2021 ما يقارب 20 تريليون دولار.