الحرائق تلتهم ليسيتشانسك بسبب القصف الروسي وانفجارات عنيفة تهزّ ميكولايف
أفاد المصادر في إقليم دونباس شرق أوكرانيا باستمرار اشتعال عدة حرائق داخل مدينة ليسيتشانسك وعدد من القرى القريبة منها، بسبب القصف الروسي العنيف المستمر على المدينة ومحيطها منذ عدة أيام. وفيما هزّت انفجارات قوية مدينة ميكولايف.
وباتت أطقم الدفاع المدني عاجزة عن إخماد الحرائق. وكانت مصادر عسكرية أوكرانية قد أكدت أن القوات الروسية استقدمت تعزيزات عسكرية إلى محيط ليسيتشانسك، وأضافت المصادر أن القوات الأوكرانية ما تزال تمنع القوات الروسية من التقدم.
ويستمر القتال حول ليسيتشانسك آخر مدينة رئيسية لم يحتلها الروس بعد في منطقة لوغانسك، وهي إحدى مقاطعتين في حوض دونباس الصناعي تسعى موسكو للسيطرة عليهما بالكامل.
وكتبت وزارة الدفاع الروسية -في بيان الجمعة- أن القوات الروسية وصلت إلى بوابات ليسيتشانسك، والجيش الأوكراني يتكبد خسائر فادحة.
صعوبات وضغوط
وأكّد سيرغي غايداي حاكم منطقة لوغانسك أن الروس “يحاولون تطويق جيشنا من الجنوب والغرب” بالقرب من هذه المدينة.
من جهته، اعترف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن الوضع ما زال “صعبا جدا” في ليسيتشانسك.
يأتي ذلك بينما، ذكرت وزارة الدفاع البريطانية أن القوات الروسية “تؤكد أنها استولت على قرية بريفيليا” الواقعة شمال غرب هذه المدينة، وأضافت أن “القتال العنيف مستمر للاستيلاء على المرتفعات المحيطة بمصفاة النفط على الأرجح”.
وهذه القراءة للوضع كررها المعهد الأميركي لدراسة الحرب “آي إس دبليو” (ISW)، ومقره في واشنطن، وقال إن “القوات الروسية تحاول على الأرجح عبور الركن الشمالي الشرقي من المصفاة للتقدم باتجاه ليسيتشانسك”.
ورأت هيئة أركان الجيوش الفرنسية أنه حتى إذا “مارست القوات الروسية ضغوطا شديدة على ليسيتشانسك”، فإنها لا تهدد “في هذه المرحلة التماسك العام للنظام الدفاعي الأوكراني في دونباس”، لكنه تحدث أيضا عن “تعزيز للقدرات المدرعة الروسية وتكثيف للدعم الجوي وضربات على الصفوف الخلفية للقوات الأوكرانية”.
موضع نزاع
أما منطقة خيرسون (جنوب) التي يحتلها الروس وحلفاؤهم الانفصاليون، فهي لا تزال -بحسب المصدر نفسه- “موضع نزاع عسكري وسياسي، وتواصل القوات المسلحة الأوكرانية استهداف المواقع العسكرية الروسية فيها”.
وأكد الجيش الأوكراني أنه ضرب “حشدا لقوات العدو والمعدات العسكرية” بالقرب من بلدة بيلوزيركا، وأعلن سقوط 35 قتيلا بين الجنود الروس وتدمير ما أسماه دروع العدو.
وفي تطورات ميدانية أخرى، قال رئيس بلدية مدينة ميكولايف الأوكرانية أولكسندر سينكيفيتش -في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي- إن دوي انفجارات قوية سُمع في المدينة في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت.
وكتب على تطبيق تلغرام للتراسل الفوري “هناك انفجارات قوية في المدينة.. التزموا البقاء في الملاجئ”، فيما لم يعرف بعد سبب الانفجارات، ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة النبأ بشكل مستقل.
ودوّت صفارات الإنذار في جميع أنحاء منطقة ميكولايف قبل الانفجارات.
غارات ودعم
وفي وقت سابق، قال الجيش الأوكراني إن طائرتين روسيتين من نوع “سوخوي 30” نفذتا غارتين جويتين بقنابل الفوسفور على جزيرة الثعبان في البحر الأسود.
ويأتي هذا القصف بعد يومين من إعلان القوات الأوكرانية استعادة الجزيرة من القوات الروسية التي قالت إنها انسحبت منها لإثبات أنها لا تعوق خروج سفن الحبوب من موانئ أوكرانيا.
وفي تطورات أخرى، تعهدت الحكومة الأميركية بتقديم حزمة مساعدات عسكرية جديدة إلى أوكرانيا بقيمة 820 مليون دولار؛ لتعزيز دفاعها ضد الغزو الروسي، بحسب تعبيرها.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن حزمة المساعدات ستشمل المزيد من الذخيرة لنظام صواريخ المدفعية السريعة الحركة (هايمارس)، وقاذفات صواريخ، واثنين من أنظمة الدفاع الصاروخي أرض جو من طراز “ناسماس”، وذخيرة مدفعية، وأنظمة رادار للدفاع المدفعي.
وأوضحت الوزارة أن الكثير من المساعدات الجديدة لن يأتي من المخزونات الأميركية، وإنما من خلال اتفاق مع شركات الأسلحة الأميركية.
ووفقا لواشنطن، فإنها قد تعهدت أو قدمت بالفعل أسلحة لأوكرانيا بقيمة 7 مليارات دولار تقريبا، منذ بداية الحرب في نهاية فبراير/شباط الماضي.