المعارك تتكثف شرقي أوكرانيا وماريوبول على وشك السقوط في أيدي الروس
بعد نحو شهرين من الحصار يبدو أن ميناء ماريوبول الاستراتيجي الأوكراني، على وشك السقوط في أيدي الروس الذين يكثفون هجومهم على شرق وجنوب البلاد.
وفي هذه الأجواء أكد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، الذي وصل إلى كييف صباح الأربعاء لإبداء الدعم الأوروبي، أن “التاريخ لن ينسى جرائم الحرب المرتكبة في أوكرانيا” التي يزورها بعد 12 يوماً على زيارة أجراها مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.
وتأتي زيارة ميشال فيما تلقت أوكرانيا طائرات مقاتلة لمساعدتها في مواجهة الهجوم الروسي، إذ وجّه آخر المقاتلين الأوكرانيين المتحصنين في ماريوبول نداءً يائساً إلى المجتمع الدولي لإنقاذهم.
وقال قائدٌ للعسكريين الأوكرانيين المحاصرين في ماريوبول: “ربما نعيش أيامنا الأخيرة إن لم تكن ساعاتنا الأخيرة”، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.
وفي وقت سابق الأربعاء، أوضحت وزارة الدفاع الأوكرانية أن الجيش الروسي يركز الجزء الأكبر من جهوده على الاستيلاء على مدينة ماريوبول ومواصلة محاولاته الهجومية بالقرب من مصنع آزوفستال للصلب.
وفيما أحجمت روسيا عن التعليق، أعلن الانفصاليون الموالون لها في منطقة دونيتسك، حيث تقع ماريوبول، أن خمسة جنود أوكرانيين يدافعون عن مصنع الصلب ألقوا أسلحتهم، وأنه 140 مدنياً جُلوا.
وكانت روسيا أعلنت أنها فتحت ممراً يفترض أن يسمح للقوات الأوكرانية التي تقرر الاستسلام بمغادرة ماريوبول.
وتخشى السلطات الأوكرانية أن يكون نحو 22 ألف مدني قُتلوا في ماريوبول، وقال مجلس بلدية المدينة إن المقاتلين الأوكرانيين متحصنون في الموقع لكن “ألف مدني على الأقل معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، في ملاجئ تحت الأرض” في المجمع الصناعي.
فيما أعلنت كييف أنها توصّلت إلى اتفاق مع روسيا حول ممرّ إنساني لإجلاء مدنيين من مرفأ ماريوبول، ويُجلى المدنيون عبر هذا الممرّ إلى مدينة زابوريجيا الواقعة في الجنوب.
وكانت روسيا دعت المدافعين عن ماريوبول إلى وقف مقاومتهم بعد إنذار أول وجهته الأحد.
وستسمح لها السيطرة على المدينة بربط شبه جزيرة القرم التي ضمتها في 2014، بالجمهوريتين الانفصاليتين المواليتين لها في دونباس.
وأمس الثلاثاء، تحدث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن بدء “مرحلة جديدة من العملية العسكرية الروسية”، فيما قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إنه يتابع تنفيذ “خطة تحرير جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك” الانفصاليتين، التي وضعها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد اعترافه باستقلالهما.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن القوات الجوية الروسية أطلقت “صواريخ عالية الدقة” وحيّدت 13 موقعاً محصناً للجيش الأوكراني، داعية الأوكرانيين إلى الاستسلام، وأضافت في بيان “لا تعاندوا القدر واتخذوا القرار الصحيح الوحيد بوقف العمليات العسكرية وإلقاء السلاح”.
ومن المقرر أن توافق واشنطن على حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا تصل إلى 800 مليون دولار، بعد أقل من أسبوع على إعلان سابق عن مساعدة بالقيمة نفسها حسبما أفادت عدة وسائل إعلام أمريكية الثلاثاء.
ومنذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، تبدو الدول الأوروبية غير الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) مستعدة لاتخاذ خطوة باتجاه الانضمام إليه.
لذلك يبدأ البرلمان الفنلندي الأربعاء مناقشة هذه المسألة لتأمين حماية أفضل للبلاد من أي عدوان محتمل من جارتها الروسية.
ويبدو أن تقديم طلب الانضمام بات “مرجحاً جداً” في الأسابيع المقبلة، على الرغم من رسائل الردع التي صدرت عن موسكو، فيما تتابع السويد المجاورة من كثب النقاش وتفكر أيضاً في الانضمام إلى الناتو.
فيما قرر كل من الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وبولندا وإيطاليا وكندا ورومانيا واليابان “تعزيز الضغط على الكرملين، عبر تبني عقوبات جديدة”.