أمريكا تفتح جبهة مناهضة لروسيا وتطلب من المعارضة الباكستانية الانقلاب على عمران خان
نشر موقع “المركز الروسي الاستراتيجي للثقافات”، تقريرًا تحدث فيه عن الأزمة السياسية التي تعيش على وقعها باكستان عقب محاولة الانقلاب العسكري.
وقال الموقع في تقريره، إن الزيارة التي أداها رئيس الوزراء عمران خان إلى موسكو في الرابع والعشرين من شباط/ فبراير الماضي، مباشرة بعد انطلاق العملية العسكرية الروسية داخل الأراضي الأوكرانية، هيأت الظروف لتنفيذ محاولة انقلاب بقيادة رئيس أركان الجيش الباكستاني الجنرال قمر جاويد باجوا.
وأضاف الموقع أنه عند عودته من روسيا كشف عمران خان عن اعتزام بلاده استيراد مليوني طن متري من القمح والغاز الطبيعي، وهي منتجات ضرورية لتلبية الاحتياجات المحلية والصناعية لباكستان، مشيرًا إلى أن عمليات الإمداد من روسيا ستتواصل رغم العقوبات المناهضة لروسيا.
في الوقت نفسه، شدد رئيس وزراء باكستان على أهمية بناء خط أنابيب “السيل الباكستاني”، الذي سيحدِث وفقًا لقوله نقلة نوعية في التعاون الاقتصادي الروسي الباكستاني.
ولفت الموقع إلى أنه عشية زيارة عمران خان لروسيا؛ فقد طلب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون جنوب ووسط آسيا دونالد لو من السفير الباكستاني في واشنطن إلغاء الزيارة المخططة إلى موسكو، غير أن الجانب الباكستاني تجاهل نداء واشنطن.
ونقل الموقع عن عمران خان أن مسؤولين أمريكيين قالوا إن استمرار وجوده على رأس السلطة يعرض بلاده إلى مشاكل خطيرة، بينما أشارت جملة من التقارير إلى تورط أجهزة المخابرات البريطانية في المؤامرة التي حيكت ضد رئيس وزراء باكستان.
وذكر الموقع أنه في الثامن من آذار/ مارس، انطلقت المعارضة البرلمانية في تنفيذ إجراءات عزل عمران خان بعد نجاح الأحزاب المعارضة وهي حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية بزعامة نواز شريف وحزب الشعب الباكستاني بعد مفاوضات مطولة من جمع 177 صوتًا، وقد لعب انضمام سبعة نواب من الحركة القومية المتحدة إلى جانب الأطراف التي بادرت بالمساءلة دورًا حاسمًا في ذلك. عقب ذلك وتحديدا في 21 آذار/ مارس طالب رئيس أركان الجيش الباكستاني الجنرال قمر جاويد باجوا، والمدير العام لوكالة المخابرات الباكستانية الجنرال نديم أحمد أنجوم، عمران خان بالاستقالة إثر اجتماع جمع بينهما.
وبحسب الموقع؛ فقد كشفت قناة نيودلهي التلفزيونية الهندية في وقت سابق عن لقاء جمع بين مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز مع الجنرال باجوا في إسلام أباد، وخلال المحادثات أعرب باجوا عن أهمية العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة مستغربًا عدم إدانة الحكومة لممارسات روسيا في أوكرانيا.
وأفاد الموقع بأن الجلسة المخصصة لحجب الثقة عن رئيس الوزراء الباكستاني نظمت في الثالث من الشهر الجاري برئاسة نائب رئيس مجلس النواب قاسم سوري؛ وبعد وقت قصير من انطلاق الجلسة، كشف وزير الإعلام والإذاعة الباكستاني تشودري فؤاد حسين للبرلمانيين عن اللقاءات التي جمعت عددا من السياسيين الباكستانيين في السابع من آذار/ مارس مع ممثلي جهات أجانب اقترحوا تسريع إجراءات عزل رئيس الوزراء.
وتعليقًا على ذلك، قال قاسم سوري: “لا ينبغي السماح لأي قوة أجنبية بإسقاط الحكومة المنتخبة عن طريق مؤامرة”، رافضًا التصويت بحجب الثقة عن رئيس الوزراء، معتبرًا ذلك مخالفًا للدستور.
وبعد فشل عملية حجب الثقة، ألقى عمران خان خطابًا دعا فيه الرئيس الباكستاني عارف علوي إلى حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة، وكان له ما أراد، وهو ما أثار استياء المعارضة، فمن جهته، وصف شهباز شريف زعيم المعارضة الباكستاني، ورئيس حزب الرابطة الإسلامية القرار بأنه “يوم أسود في التاريخ الدستوري لباكستان”.
وأفاد الموقع بأن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا خلقت شرخًا كبيرًا بين القادة الباكستانيين، فبينما انتقد الجنرال باجوا تصرفات موسكو، رفض عمران خان توجيه أي اتهام لروسيا مشيرًا إلى اتباع الغرب سياسة الازدواجية في العلاقات.
وأكد أن مناشدة سفراء الدول الأوروبية إسلام أباد في العديد من المناسبات إدانة العملية الروسية في أوكرانيا، بينما لم يدعموا جهود باكستان في أفغانستان؛ حيث تُقدَّر الخسائر التي تكبدتها إسلام أباد جراء دعم الناتو في أفغانستان بثمانين ألف شخصٍ و150 مليار دولار، وهو ما علق عليه عمران خان بقوله: “هل أخذ الناتو تضحياتنا بعين الاعتبار؟ هل أرسل سفراء الاتحاد الأوروبي ولو برسالة واحدة تعبيرا عن تقدير جهودنا في أفغانستان؟”.
ويؤكد الموقع أن الظروف الحالية لا تبشر بإمكانية حل الأزمة السياسية الباكستانية بعد تأكيد وزير الإعلام الباكستاني فؤاد تشودري، في بداية هذا الشهر إحباط الأجهزة الأمنية محاولة اغتيال عمران خان، وبينما احتشد الآلاف من المتظاهرين في إسلام أباد لدعم رئيس الوزراء، فقد قضت المحكمة العليا الباكستانية بأن وجود عمران خان على رأس السلطة وحل البرلمان هي إجراءات مخالفة للدستور محددة تاريخ تصويت جديد لحجب الثقة عن عمران خان.