قنابل صغيرة قد تحول أوكرانيا إلى ساحة حرب نووية
رغم أن الأسلحة النووية التي تمتلكها الآن كل من الولايات المتحدة وروسيا تعتبر أقل تدميراً بكثير من قوة القنبلة النووية التي أطلقت على هيروشيما وناجازاكي،فإن الخطر ما زال قائماً.
لوّح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتحويل هجومه على أوكرانيا إلى هجوم نووي، ما أثار مخاوف عالمية عبّر عنها تقرير في صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.
ففي اليوم الأول للهجوم، سيطرت القوات الروسية على محطة تشيرنوبل للطاقة النووية، واحتجزت العمال بداخلها رهائن، بعدها بأيام ومع فرض الغرب عقوبات مشددة على روسيا، أمر بوتين بوضع قوات الردع النووي في حالة “تأهب قصوى”، فهل يلجأ في لحظة ما إلى تفجير أحد أذرعه النووية المحدودة، وكسر أحد المحرمات المستمرة منذ أكثر من 70 عاماً؟
يرى محللون، حسب التقرير، أن روسيا طورت منذ فترة طويلة اللجوء إلى خيار الحرب النووية المحدودة، وهي دولة تملك أكبر ترسانة نووية في العالم، وقد لجأت إلى خيارات تصعيدية متعددة كخطط محتملة في حالة خسارة الحرب الميدانية.
يقول أولريتش كون، الخبير النووي في مركز كارنيغي للسلام الدولي: “فرص لجوء روسيا إلى أحد خياراتها النووية ما زالت منخفضة، لكنها تتزايد مع الوقت”.
وأوضح أن “الحرب لا تسير كما خطط لها الروس والضغط يتزايد عليها من الغرب”.
يرجح الدكتور كون أن يلجأ بوتين إلى إطلاق سلاح نووي محدود التأثير في منطقة غير مأهولة كنوع من التحذير شديد اللهجة، ويستند في توقعه ذلك إلى دراسة أجريت عام 2018 لاختبار سيناريوهات شبيهة، فجرت فيها موسكو قنبلة نووية محدودة في بحر الشمال، كخيار محتمل.
يتابع الدكتور كون: “شعور مرعب أن نتحدث عن ذلك، لكن في رأيي أن هذا الاحتمال أصبح وارداً”.
تتوقع واشنطن أن يبدأ بوتين في التحرك نحو خيارات نووية مماثلة خلال الفترة المقبلة، كمحاولة لترجيح كفة المعركة لصالحها أمام الغرب عبر الترهيب بتحويل الحرب إلى نووية.
يعتزم بايدن حضور قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في بروكسل هذا الأسبوع، لبحث الهجوم على أوكرانيا، ويتضمن جدول القمة مناقشة خيارات الحلف في حال ما اتجهت روسيا إلى استخدام أسلحة كيميائية أو بيولوجية أو نووية.
فهل يمكن أن تتجه الحرب إلى خيار نووي فعلاً؟ هذا ما تتجهز له الدول الغربية، وتثبته الأيام القادمة.