ربع سكان أوكرانيا فروا من الحرب وتفاؤل تركي باتفاق
هاجم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأحد، إسرائيل على خلفية موقفها إزاء الغزو الروسي على بلاده، كما أبدى استعداده للتفاوض مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، محذرا من اندلاع حرب عالمية ثالثة إذا فشل التفاوض مع الروس، لكن أنقرة أبدت تفاؤلاً بقرب التوصل لاتفاق بين كييف وموسكو، وتزامن ذلك مع اتهامات وجهتها كييف لموسكو بترحيل الآلاف من ماريوبول، التي شهدت مقتل جنرال روسي. وفيما تحدثت روسيا عن إصابة عدة أهداف بصواريخ “خنجر” التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، قللت واشنطن من قيمة هذه الصواريخ في “إحداث فرق” في الميدان، وذلك كله وسط تفاقم الأزمة الإنسانية، حيث وصل عدد الفارين من منازلهم إلى 10 ملايين.
وفي خطاب أدلى به زيلينسكي أمام “الكنيست” (البرلمان) الإسرائيلي عبر تقنية “زووم”، قال إن إسرائيل لديها القبة الحديدية، أفضل نظام دفاعي. لماذا لم تعطنا سلاحا؟
وطالب تل أبيب باتخاذ موقف الآن، مساند لأوكرانيا في مواجهة روسيا.
وحسب الصحف العبرية، انتقد زيلينسكي بشدة سلوك إسرائيل في سياق الحرب، ورفضها دعم أوكرانيا بشكل فعّال.
وأضاف: يمكن التوسط بين الدول ولكن ليس بين الخير والشر.
في السياق، أبدى زيلينسكي، في تصريحات موازية، استعداده للتفاوض مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، محذرا من اندلاع حرب عالمية ثالثة إذا فشل التفاوض مع الروس، في حين قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في مقابلة إن روسيا وأوكرانيا تقتربان من التوصل إلى اتفاق بشأن قضايا “حساسة”، وإنه يأمل في وقف لإطلاق النار إذا لم يتراجع الجانبان عن التقدم الذي حققاه إلى الآن.
ميدانياً، شهدت مدينة ماريوبول أمس قتال شوارع بين القوات الأوكرانية والقوات الروسية، فيما أعلن ميخائيل رازفوجاييف حاكم سيفاستوبول أن القبطان أندريه بالي نائب قائد الأسطول لقي حتفه أثناء القتال في ماريوبول.
واعتبر زيلينسكي أن الحصار الذي تضربه روسيا على ماريوبول إرهاب سيبقى في الذاكرة لقرون قادمة، فيما أكد مجلس المدينة أنه تم ترحيل عدة آلاف من سكان ماريوبول إلى الأراضي الروسية خلال الأسبوع الماضي.
وقالت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد إن التقارير التي تفيد بترحيل آلاف من سكان ماريوبول قسرا إلى روسيا مزعجة وغير معقولة.
وبين مجلس المدينة أيضا أن القوات الروسية قصفت مدرسة للفنون في ماريوبول السبت كان 400 من السكان يحتمون فيها، لكن عدد الضحايا لم يعرف بعد.
في الموازاة، قالت وزارة الدفاع الروسية أمس إن صواريخ كروز من طراز كاليبر أطلقت من مياه البحر الأسود على مصنع نيجين الذي يقوم بإصلاح العربات المدرعة الأوكرانية التي تضررت خلال القتال.
وبينت أن روسيا أطلقت صواريخ كروز من طراز كاليبر من بحر قزوين وصواريخ كينجال، التي تعني “الخنجر” وتفوق سرعتها سرعة الصوت، من المجال الجوي لشبه جزيرة القرم لتدمير منشأة لتخزين الوقود يستخدمها الجيش الأوكراني. كما قصفت القوات الروسية مركزا للاستعداد العسكري حيث يتمركز مقاتلون أجانب انضموا إلى قوات أوكرانيا. وذكرت تقارير روسية أن مجموعة مكونة من 100 جندي أوكراني ومقاتل أجنبي لقوا حتفهم، بعد هجوم روسي على مركز تدريب، وسط أوكرانيا.
والصواريخ الأسرع من الصوت تفوق سرعتها سرعة الصوت بخمس مرات ويحول ارتفاعها وقدرتها على المناورة دون رصدها واعتراضها.
لكن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن اعتبر أن الصواريخ الفرط صوتية “لا تحدث فارقا” في مواجهة مقاومة الجيش الأوكراني.
إنسانياً، غادر عشرة ملايين شخص، أي نحو ربع سكان أوكرانيا، منازلهم هربا من الحرب “المدمّرة” التي تشنّها روسيا، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة، أمس الأحد، فيما أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف”، أن 1.5 مليون طفل على الأقل أصبحوا لاجئين.