الروس غاضبون من بوتين بسبب تأثير الحرب على الاقتصاد
ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز”، أن الكرملين يخفي حقيقة الهجوم على أوكرانيا عن شعبه، ويقمع المنافذ الإخبارية التي تسمي ما يجري “حربا”، لكن الآثار الاقتصادية والاضطرابات الاجتماعية التي سببها الغزو يصعب طمسها.
وأضافت الصحيفة أن شركات الطيران الروسية ألغت رحلاتها إلى أغلب دول أوروبا، وسارع البنك المركزي إلى تسليم سندات العملية المحلية مع ارتفاع الطلب على السيولة بمقدار 58 ضعفا.
وحذر الاقتصاديون من زيادة التضخم وهروب رؤوس الأموال وتباطؤ النمو، فيما خفضت وكالة التصنيف الائتماني “ستاندرد آند بورز” تصنيف روسيا إلى “غير مرغوب فيها”.
وكان التركيز على إخفاء المدى الحقيقي للحرب علامة على أن الكرملين يخشى من أن الروس قد لا يوافقون على غزو عنيف وواسع النطاق لأوكرانيا، البلد الذي يوجد فيه الملايين من أقاربهم وأصدقائهم الروس.
وقالت الصحيفة، إن شخصيات عامة لها صلات بالدولة تحدثت ضد الحرب، بما في ذلك نائب في البرلمان الروسي، وحاول أصحاب الأعمال تقييم عواقب أزمة اقتصادية بدت وكأنها بدأت بالفعل حتى قبل سريان مفعول العقوبات الغربية.
لقد ذهل الروس من سعرة الشعور بالتأثير الاقتصادي للحرب، ووصل الروبل إلى أدنى مستوى له على الإطلاق مقابل الدولار، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الواردات، في حين تسببت العقوبات المفروضة على أكبر البنوك الروسية في إحداث فوضى في الأسواق المالية.
وقالت لاليا ساديكوفا، صاحبة سلسلة من صالونات التجميل في سانت بطرسبرغ: “أولئك الذين يصرخون بأن بوتين عظيم وبارع لم يعودوا يصرخون بصوت عالٍ.. إنهم في حالة صدمة مما يحدث، من مدى سرعة تغير الأسعار وكيف يتوقف الموردون عن التسليم”.
وقال الرئيس التنفيذي لأحد أكبر شركات بيع الإلكترونيات بالتجزئة في روسيا “DNS”، ديمتري ألكسييف، إن أزمة الإمداد أجبرت سلسلته على رفع الأسعار بنحو 30 بالمئة قبل أيام، وتابع بأنه لا يستطيع تفهم “لماذا تحتاج روسيا إلى الحرب”.
وأضاف ألكسييف: “أفهم أن ارتفاع الأسعار في المتاجر يثير الإحباط. لكن هذا هو الواقع”.
وأوقفت ثاني أكبر شركة طيران في روسيا “S7″، جميع رحلاتها إلى أوروبا بسبب إغلاق المجال الجوي أمام الشركات الروسية، وهي إشارة مبكرة على أن السفر الرخيص والسهل إلى الغرب الذي اعتاد عليه الروس من الطبقة المتوسطة قد يصبح شيئا من الماضي.
وانتشرت صور تجار التجزئة الذين يغيرون أو يزيلون بطاقات الأسعار الخاصة بهم على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقالت أناستاسيا بارانوفا وهي مديرة فندق في سانت بطرسبرغ: “نحن جميعا ننتظر ما سيحدث بعد ذلك.. يبدو الأمر كما لو أن البلد بأكمله في حالة توقف”.
وسارع الكرملين إلى الحفاظ على روايته، ما يشير إلى بداية مرحلة جديدة وأكثر وحشية في حملته طويلة الأمد ضد المعارضة.
وأبطأ منظم الاتصالات الحكومي الوصول إلى “فيسبوك” وحذر 10 منافذ إخبارية روسية من إمكانية حظر مواقعهم على الويب.
ويقول المحللون إنه على الرغم من الألم الاقتصادي، فمن غير المرجح أن تغير العقوبات مسار روسيا على المدى القريب. وأكدوا أن روسيا تمتلك من الاحتياطيات ما يلزم لدعم الروبل.