زوجة ناشط إيغوري معتقل في المغرب تحذر من ترحيله للصين
قالت زينور أوبول، زوجة الناشط الإيغوري إدريس حسن، المُعتقل في المغرب، والذي تطالب السلطات الصينية بتسليمه، إن “الرباط تواجه ضغوطا كبيرة من الحكومة الصينية من أجل ترحيل زوجها”.
وأوضحت أن ذلك السبب الحقيقي الذي يحول دون إطلاق سراحه حتى الآن، خاصة أن الإنتربول ألغى النشرة الحمراء الصادرة في قضيته، والتي كانت السبب في اعتقاله.
واستنكرت، في مقابلة خاصة مع جريدة “عربي21″، موقف السلطات المغربية من قضية زوجها، قائلة: الحكومة المغربية فشلت في الامتثال لالتزاماتها الدولية بموجب القانون الدولي، وهي تقوم بأمور تتعارض مع حقوق الإنسان بصورة فجة عن طريق إبقاء زوجي معتقلا حتى بعد أن ألغى الإنتربول الإخطار الأحمر.
لكنها عبّرت عن أملها في ألا تقوم السلطات المغربية بترحيل زوجها إلى الصين، وتجعلنا جميعا نعاني مثل هذا النوع المؤلم من العذاب، معتبرة أن الموت أفضل له من الترحيل إلى معسكرات الاعتقال في إقليم شينجيانغ (تركستان الشرقية) حيث سيتم سجنه وتعذيبه حتى الموت، ودون أن نعرف عنه أي شيء.
وهذه هي نص المقابلة
إلى أين وصلت قضية زوجك “إدريس حسن” حتى الآن؟
لقد مرّ أكثر من ستة أشهر منذ أن اُعتقل زوجي، وقد أحالته الحكومة المغربية للمحاكمة 6 مرات، وخلال المحاكمتين الأوليتين ألغى الإنتربول النشرة الحمراء الصادرة في قضيته، بناءً على معلومات جديدة تلقتها أمانته العامة.
وبعد ذلك توقعنا أن تُفرج الحكومة المغربية عنه في أقرب وقت، حيث قالوا إنهم اعتقلوا زوجي بسبب هذه النشرة الحمراء -والتي أُلغيت لاحقا- ولكن السلطات المغربية ألغت أمر الإفراج عنه، وفتحت تحقيقا جديدا.
وانعقدت آخر جلسة محاكمة في 21 تشرين الأول/ نوفمبر الماضي، وصدر الحكم في 15 كانون الأول/ ديسمبر بترحيله إلى الصين، وكان ذلك القرار مروعا ومُخزيا جدا. ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن، لم تحدث أي تطورات في القضية، ونحن ننتظر أن تأخذ العدالة مجراها.
لو تحدثونا عن ظروف احتجاز زوجكِ في المغرب؟ وهل هناك أي تواصل بينكم وبينه؟
يقول زوجي إنه يقبع وحيدا في الزنزانة، ولا يوجد أحد يتحدث إليه، ولا يوجد كتابا ليقرأه، واستولت الشرطة على هاتفه منذ أن صعد على متن الطائرة في الدار البيضاء، حتى لا يتمكن من استخدام الهاتف أو الإنترنت للتحدث إلينا بحرية.
لكن في السجن، سُمح له بالاتصال بي مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع لبضع دقائق. لذلك يمكن لزوجي استخدام هاتف السجن للتواصل معي، لكن لفترة وجيزة، حتى أنه في بعض الأحيان يُغلق الهاتف بينما لم ننه بعد حديثنا، ولا يتمكن والديه من الحديث معه، ونشعر باستياء جراء ذلك.
ما رؤيتكم لموقف السلطات المغربية من قضية “إدريس حسن”؟
زوجي مُعتقل في المغرب بغرض ترحيله، حتى بعد أن ألغى الإنتربول مذكرة التوقيف المُتمثلة في النشرة الحمراء، وهذا يعني أن الحكومة المغربية فشلت في الامتثال لالتزاماتها الدولية بموجب القانون الدولي.
وأرى أن السلطات المغربية تقوم بأمور تتعارض مع حقوق الإنسان وغير إنسانية، وبصورة فجة، عن طريق إبقاء زوجي معتقلا، حتى بعد أن ألغى الإنتربول الإخطار الأحمر.
هل لمستم أي تجاوب محتمل من السلطات المغربية بشأن الإفراج عنه قريبا أم لا؟
لا، لم نتلقِ أي رد محتمل من السلطات المغربية بخصوص إطلاق سراحه، بل إنهم لم يردوا علينا أبدا على الرغم من إرسال الكثير من الالتماسات والطعون.
وكنّا نذهب إلى السفارة المغربية في مدينة إسطنبول التركية كل يوم، لكن بعد صدور القرار الأخير لم يعدّ بإمكاننا ذلك، وقالت السفارة المغربية إنها لم ترد علينا لأن الحكومة المغربية بدورها لم تستجيب لهم، لذلك لا يمكنهم فعل أي شيء، وبالتالي فلم نحصل على أي رد منهم.
وحينما ذهبنا الأسبوع قبل الماضي إلى السفارة المغربية، حذّرتنا الشرطة بأن ذلك بات مُخالفا للقانون، ومنذ ذلك الوقت لم نتمكن من الذهاب إلى هناك مرة أخرى.
برأيكم، لماذا لم يقم المغرب بالإفراج عنه حتى الآن؟ وهل هناك ضغوط صينية من أجل ترحيله؟
لأن المغرب يواجه ضغوطا كبيرة من الحكومة الصينية لترحيله إلى هناك، رغم أن زوجي لم يرتكب أية جرائم على الإطلاق، خاصة أن الإنتربول ألغى مذكرة الاعتقال، والتي تثبت أن زوجي بريء، وليس هناك سببا من إبقاء الحكومة المغربية زوجي في السجن باستثناء الضغط الصيني الكبير.
إلا أننا نأمل ألا تقوم السلطات المغربية بترحيله إلى الصين، وتجعلنا نعاني مثل هذا النوع المؤلم من العذاب، والذي يجعل زوجي يتألم ويُعذب ونُترك جميعا نعاني من ألم عظيم جدا. الموت أرحم من ترحيله.
وقد علمنا من زوجي أن الصين تضغط على الإنتربول لاعتقال جميع نشطاء الإيغور وإساءة معاملتهم في مجتمع الشتات، خاصة أولئك الصادر بحقهم نشرات حمراء من الإنتربول، وهم كثيرون في مختلف دول العالم، ولا تزال بكين تواصل تلك الضغوط الكبيرة.
ماذا لو قامت السلطات المغربية بتسليم “إدريس حسن” إلى الصين؟
ستقوم الحكومة الصينية بوضع زوجي في السجن أو إرساله إلى معسكرات الاعتقال في إقليم شينجيانغ (تركستان الشرقية) وتعذيبه حتى الموت. ولن أتمكن أنا وأطفالي من سماع صوته أو رؤية وجهه بعد الآن، لأن هذا النوع من الممارسات طال العديد من العائلات الصينية، ناهيك عن عائلات الإيغور الذين وقع ترحيل أزواجهم إلى الصين من بلدان أخرى، ولم تتمكن زوجاتهم وأطفالهم وأي أقارب أو أصدقاء آخرين لهم من رؤيتهم لمدة ثلاث أو خمس سنوات، ولا أحد يعرف منهم إن كانوا مازالوا على قيد الحياة أم لا؛ فلا أحد يعرف مصيرهم على الإطلاق.
وإذا سلمت السلطات المغربية زوجي إلى الصين، فسيلقى المصير ذاته، وهذا ما أخافه وأخشاه حقا؛ فأسوأ شعور على وجه الأرض أن تكون غير قادر على معرفة مصير والد أطفالك هل هو حي أم ميت؟ لذا آمل ألا تُسلّم الحكومة المغربية زوجي إلى الصين وتزيد من حجم معاناتنا لدرجة غير متصورة.
ما تقييمكم لردود الفعل التي أثارتها هذه القضية؟
زوجي طيب القلب وحسن النوايا، وهو شخص ذكي جدا ومثقّف لم يؤذ أي شخص أو أي منظمات أبدا، بل حاول جاهدا ليحافظ على لغة الإيغور وثقافتهم، وعمل أيضا على تقديم الإضافة للمجتمع والإنسانية. الجميع يعلم أنه شخص جيّد ولا أحد يرى أنه ذو سمعة سيئة، وبالتالي جاءت ردود الأفعال الجيدة هذه من طرف أناس طيبين من حول العالم.
وأعتقد أنه من الجيد رؤية هذا العدد من ردود الأفعال الجيدة التي تقول الحقيقة بشأن شخص بريء مثل زوجي. وأعتقد أن ردود الأفعال هذه تكشف لنا أن هناك العديد من الناس حول العالم الذين لم تمت إنسانيتهم، ولا يبقون صامتين أمام الظلم، لذلك تستطيع ردود الأفعال أن تلقن الحكومات القاسية مثل الصين درسا لتعلم أنه لن يكون من السهل أن تواصل أفعالها السيئة.
إلى أي دولة سيسافر زوجكِ في حال الإفراج عنه؟
في حال إطلاق سراحه، فإن التحرّك بحرية يعني الذهاب لفرنسا أو هولندا أو بلجيكا أو أي دولة أخرى يستطيع العيش فيها بشكل آمن وسالم، وأين يستطيع تسخير معرفته للمساهمة في المجتمع والحفاظ على لغة الإيغور وثقافتهم. لقد غادر الصين وتركيا، لأنه لم يتمكن من عيش حياة آمنة، ولم يتمكن من توظيف معرفته كما يجب بسبب ضغط كل من الحكومة الصينية والتركية.
والحكومة التركية أخضعته لاختبار الترحيل، لأن الصين تريد هذا الاختبار، لأن الحكومة الصينية كانت تريد من السلطات التركية أن تقوم بترحيله إليها. مررنا بهذا الوضع أيضا في المغرب، ولا يريد زوجي سوى عيش حياة آمنة وسالمة، وليذهب لبلدان أخرى ليعيش تلك الحياة هناك.