في ذكرى مرور 50 عاماً على “الأحد الدامي”.. أيرلندا تدعو إلى العدالة
تجمع آلاف الأشخاص، الأحد، في مدينة “لندنديري” شمال غربي إيرلندا الشمالية لإحياء ذكرى مذبحة “الأحد الدامي”، التي قُتل فيها 14 شخصاً على يد الجنود البريطانيين قبل 50 عاماً.
وسار المشاركون من أفراد عائلات وأصدقاء الضحايا من منطقة “كريقان” إلى النصب التذكاري في “بوجسايد”، حيث وقعت الحادثة، ووضعوا أكاليل الزهور.
واعتذرت الحكومة البريطانية في عام 2010 عن القتل “غير المبرر” لثلاثة عشر من محتجّى الحقوق المدنية الكاثوليك على يد جنود بريطانيين في مدينة لندنديري بأيرلندا الشمالية، في 30 يناير/كانون الثاني 1972، ولشخص توفي لاحقاً متأثراً بجروحه.
وحضر المراسم رئيس الوزراء الأيرلندي ميشيل مارتن، ووزير الخارجية سيمون كوفيني، ورئيسة حزب “شين فين” ماري لو ماكدونالد، ونائبة الوزير الأول لأيرلندا الشمالية ميشيل أونيل، الذين وضعوا أكاليل الزهور أمام النصب التذكاري.
وفي تعليقها على الفعالية، قالت ماكدونالد: إنه يوم حزين للغاية هنا في ديري، ولا يسعك إلا أن تُدهش بكرامة وصلابة العائلات والمجتمع بأسره.
وأكدت أنه يتعين على الحكومة البريطانية التخلي عن خططها لإنهاء جميع الملاحقات القضائية المتعلقة بـ”المتاعب” قبل عام 1998.
وأضافت: هناك رسالة كبيرة من ديري حول السلام والتقدم والحاجة إلى الحقيقة والعدالة، ويجب على بوريس جونسون، رئيس الوزراء البريطاني، الاستماع بعناية والتخلي عن أي خطة لديه بخصوص العفو.
وبهذا الخصوص، قال تشارلي ناش، شقيق ويليام ناش الذي قُتل برصاص “فوج المظلات” البريطاني يوم “الأحد الدامي”، إنه يجب نشر تفاصيل الحادث الشنيع، وأضاف: عليهم أن يخرجوا ويقولوا ما حدث وأن يتوقفوا عن الكذب.
ورغم اعتذار بريطانيا، لم يُدن أي من المسؤولين عن إطلاق النار، وقال المدَّعون البريطانيون في يوليو/تموز الماضي، إن الجندي البريطاني الوحيد المتهم بالقتل لن يواجه المحاكمة، وهو قرار تعترض عليه عائلات الضحايا.
ووضع “اتفاق بلفاست” للسلام عام 1998، والذي أطلق عليه اسم “اتفاقية الجمعة العظيمة”، إلى حد كبير نهاية أعمال العنف المعروفة باسم “المتاعب” والتي قُتل فيها أكثر من 3 آلاف و500 شخص.
وسيجري إحياء الذكرى الخمسين لـ”الأحد الدامي” في لندنديري وأماكن أخرى من أيرلندا الشمالية والمملكة المتحدة بفعاليات خاصة على مدار الأسبوع.
ووصف جونسون في تغريدة على تويتر أمس السبت “الأحد الدامي” بأنه “أحد أحلك أيام الاضطرابات” وقال إن بريطانيا يجب أن تتعلم من الماضي.
وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية إنها ملتزمة تماماً بمعالجة القضايا الموروثة معالجة شاملة وعادلة.
