تَعرّف على سفينة الاستخبارات التركية التي تستعد لدخول الخدمة
تستعدّ البحرية التركية في 14 يناير/كانون الثاني الجاري لتسلُّم أول سفينة استخبارات تركية تحمل اسم “أفق” (Ufuk)، والتي أُنتِجَت بوسائل وقدرات وطنية خالصة ضمن مشروع “ملغم” (MİLGEM) الذي تديره البحرية التركية، وتنفذه رئاسة الصناعات الدفاعية التركية بالتعاون مع شركة (STM) التركية.
وستُوكَل إلى سفينة “أفق” الاستخباراتية، المتوقَّع دخولها الخدمة نهاية الأسبوع الجاري بعد حفل التسليم المتوقَّع أن يحضره الرئيس التركي في حوض السفن البحري بإسطنبول، مهامّ جمع المعلومات وكشف التهديدات التي تمسّ الأمن القومي التركي من خلال إبحارها في المياه الإقليمية والدولية لمدة 45 يومياً بلا انقطاع، في ظل الظروف المناخية والبحرية القاسية.
وبالتزامن مع الطفرة التي تشهدها صناعة الدفاع التركية في المجالات البرية والجوية والإلكترونية، حظي القطاع البحري بنصيب جيد من الإنجازات الدفاعية الوطنية، وباتت تركيا واحدة من بين دول قليلة قادرة على بناء وتسليح سفنها وقطعها البحرية الخاصة ضمن مشاريعها الوطنية الرامية إلى جعل البحرية التركية الأقوى في المنطقة والإقليم.
أول سفينة استخبارات تركية
في عالم اليوم حيث يكتسب الذكاء الوقائي وبالأخصّ ذكاء الإشارة وكشف التهديدات مبكّراً أهمية قصوى، ستملأ سفينة “أفق” الاستخباراتية فجوة كبيرة في قطاع الاستخبارات البحرية، وستكون السفينة الجديدة المجهزة بأحدث تقنيات التجسس وجمع المعلومات عين تركيا التي ترى وأذنها التي تسمع في أعماق البحار.
وبفضل فرقاطة “أفق” التي وضعت فيها تركيا كل خبراتها البحرية والإلكترونية، ستتمكن البحرية التركية من الكشف الفوري عن التهديدات التي قد تمسّ الأمن القومي من خلال التنقل بلا انقطاع لمدة 45 يوماً، بما في ذلك المياه الدولية، في ظلّ الظروف المناخية والبحرية القاسية.
ولتلبية الاحتياجات العاجلة الناشئة عن التطورات في البحر الأبيض المتوسط وبحر إيجة والبحر الأسود، طوّرَت تركيا فرقاطة “أفق” المجهزة بحمولات استخباراتية لتقصِّي الإشارة من طراز (SIGINT). وتماماً مثل نظيراتها، لا تمتلك السفينة أي نظام أسلحة واسع النطاق، حتى لا يُنظَر إليها على أنها تهديد. ومع ذلك فإنها مجهَّزة بمدافع رشاشة منخفضة العيار للدفاع عن النفس.
وتشير التوقعات إلى أن سفينة “أفق” الاستخباراتية ستُستخدم بالاشتراك بين قيادة القوات البحرية ووكالة الاستخبارات الوطنية (MIT)، يدعم هذه التوقعات مشاركة رئيس وكالة الاستخبارات الوطنية هاكان فيدان في حفل إطلاق السفينة ووجود صور السفينة على موقع الوكالة الرسمي.
مواصفات السفينة
سفينة “أفق” الاستخباراتية . (Others)
طُوّرت سفينة “أفق” الاستخباراتية بموارد وخبرات وطنية خالصة، من خلال الخبرة المكتسبة من طرادات فئة “أدا” المنتجة عبر مشروع “ملغم” الوطني. وهي السفينة الخامسة بعد أول 4 سفن في مشروع “ملغم”، فقد بُنيَت على نفس شكل الهيكل الذي بُنيَت عليه فرقاطات طراز “أدا”.
وأُنزلَت السفينة إلى المياه في 9 فبراير/شباط 2019 في حفل حضره الرئيس أردوغان ورئيس جهاز المخابرات التركي هاكان فيدان، من أجل بدء تجهيزها بأنظمة التحكم والأنظمة الإلكترونية والاستخباراتية الأخرى التي طوّرَتها شركة “أسيلسان” وأشرفت على تنفيذها شركة (STM).
ويبلغ طول سفينة “أفق” 99.5 متر، وعرضها 14.4 متر، ولديها قدرة إزاحة تبلغ نحو ألفين و400 طن، فيما ستبلغ سرعتها القصوى 18+ عقدة في الساعة، وبها مهبط مروحيات لاستقبال مروحيات الخدمة التي تزن 10 أطنان.
مشروع “ملغم”
أطلقت تركيا مشروع “ملغم (MİLGEM)”، الذي تديره البحرية التركية، وتنفّذه رئاسة الصناعات الدفاعية التركية بالتعاون مع شركة (STM) التركية، بهدف تطوير طرادات وفرقاطات متعددة الأغراض بإمكانات محلية ووطنية يمكن استخدامها في مجموعة من المهامّ، بما في ذلك الاستطلاع والمراقبة والإنذار المبكّر والحرب المضادَّة للغواصات والقتال البحري والبري والجوي والعمليات البرمائية.
واعتباراً من عام 2018 شمل مشروع “ملغم” إنتاج 16 سفينة حربية للبحرية التركية، وهي موزعة على النحو التالي: 4 طرادات حربية مضادة للغواصات من فئة “أدا” سُلّمت للقوات البحرية التركية، وطراد خاص بالعمليات الاستخباراتية، و4 فرقاطات متعددة الأغراض من فئة “إسطنبول”، و7 مدمرات حربية مضادة للطائرات من فئة “TF2000″، وحاملة الطائرات التركية “TCG Anadolu” المتوقَّع تسليمها قريباً، بالإضافة إلى 4 طرادات من فئة “بابور” خاصة بالبحرية الباكستانية.
فيما تستعدّ البحرية التركية لتسلُّم أول حاملة طائرات مُصنَّعة بقدرات محلّية تحمل اسم “تي سي جي أناضول”، التي سيبلغ طولها 232 متراً وعرضها 32 متراً، فيما سيبلغ وزنها قرابة 27 ألف طن، وارتفاعها 58 متراً، إذ تحتوي على 11 طابقاً بأحجام مختلفة، وسيكون بإمكانها حمل 30 طائرة بين مروحيات ومقاتلات وطائرات مُسيَّرة، إذ تضمّ ستة مهابط، ومدرج طيران، فضلاً عن نقل الآليات العسكرية البرية.