أضخم مشروع دفاعي بتاريخ تركيا.. تعرّف على التفاصيل
في حدث تاريخي مهم في مجال الصناعات الدفاعية التركية، وبالأخص الجوية، شارك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في فاعليات افتتاح المنشأة المخصصة لإنتاج المقاتلة الشبحية التركية من الجيل الخامس، التي بُنيت على مساحة 65 ألف كيلومتر مربع، باستثمار بلغت قيمته الإجمالية نحو 17 مليون دولار.
بهذا الإنجاز، يتسارع العد التنازلي لإكمال مشروع المقاتلة الوطنية (MMU) الذي يُنفَّذ بتنسيق من رئاسة الصناعات الدفاعية مع شركة صناعات الفضاء التركية “توساش”، الذي يُعَدّ من أهم مشاريع الصناعات الدفاعية التركية وإحدى أبرز ركائز الأمن القومي التركي التي ستجعل تركيا رقماً صعباً في صناعة الطيران الحربي.
وخلال حديثه عن مشروع المقاتلة الوطنية التي يُتوقع أن تحلق في السماء التركية بحلول عام 2025، أشار رئيس شركة “توساش” التركية تمل كوتيل، إلى أن شركته لا تمنح تركيا مقاتلة شبحية من الجيل الخامس وحسب، بل تزودها أيضاً بأكثر من 6 آلاف مهندس طيران حربي من ذوي الخبرة في مشاريع المقاتلات والمروحيات والطائرات بجانب المسيّرات طبعاً.
تفاصيل المنشأة الجديدة
تضمّ المنشأة الجديدة التي بُنيت على مساحة 65 ألف كيلومتر مربع، مباني مخصصة لإنتاج المقاتلة الوطنية، وأخرى لتركيب وتجميع قطعها المصنعة. ومن المقرر أيضاً توظيف ألفين و300 عامل في المنشأة المزودة بأحدث أنواع التكنولوجيا المستخدمة في مجال صناعة المقاتلات الحربية.
ومن إجمالي استثمار 220 مليون ليرة تركية (17 مليون دولار)، استُثمرت 412 مليون ليرة تركية لمبنى الإنتاج المركب الذي يتميز المبنى بكونه أكبر منشأة مركبة في تركيا ورابع أكبر منشأة مركبة في العالم تحت سقف واحد. ويتكون مبنى الإنتاج المركب من 19 كتلة، منها مبنى الإنتاج الرئيسي وورشة الطلاء والمباني الملحقة.
وبينما سيعمل 150 مهندساً و 850 فنياً في مبنى الإنتاج المركب، الذي سيكون لديه القدرة على تلبية نحو 2% من سوق المركبات الهوائية الهيكلية في العالم، من المتوقع أن يصل عدد العاملين في المنشأة المجهزة بأحدث الأجهزة والتقنيات إلى نحو ألفين و300 شخص.
مبنى خاصّ لصناعة الفضاء
اكتملت أعمال بناء مركز هندسة أنظمة الفضاء (USM) داخل المنشأة الجديدة خلال 390 يوماً فقط، بإجمالي استثمار بلغ نحو 31 مليون ليرة تركية.
وأُنشئ المركز خصوصاً لتصميم وتطوير وتصنيع الأجهزة والمعدات الخاصة اللازمة في مجال الفضاء. ويضمّ المركز مناطق خاصة بالتطوير والاختبار والإنتاج، بالإضافة إلى مكاتب مفتوحة وقاعات اجتماعات ومختبرات أجهزة وبرامج وقاعة مؤتمرات.
ومن المتوقع أن يعمل في مركز الفضاء الجديد 718 شخصاً بين مهندس وتقني وعامل، وستكون مهمتهم الأساسية تصميم الأنظمة والبرامج والأجهزة، ثم إنتاجها وإدماجها بعد اختبارها.
حلول محلية ووطنية
وضمن المساعي الحكومية الرامية إلى النهوض بصناعة الطيران والفضاء بإمكانيات وخبرات محلية بنسبة 100%، ضمت المنشأة أيضاً مركز التحكم الذي كلف إنشاؤه نحو 53 مليون ليرة، فيما يتوقع أن يعمل به نحو 510 أشخاص.
وسيجري داخل مركز التحكم إصلاح وصيانة الأجهزة والمعدات المستخدمة في المصنع، إلى جانب تصميم وإنتاج جميع أنواع الأنظمة والمعدات المستخدمة في تشغيل الطائرات التي ستنتجها المنشأة الجديدة.
ومن خلال توظيف كامل أجزاء المنشأة بالشكل المثالي، ستمتلك تركيا القدرة على إجراء الدراسات الهندسية الخاصة بمجال الفضاء والطيران وتحويلها إلى تصميم صالح للتطبيق على أرض الواقع بقدرات محلية خالصة، بهدف القضاء الكامل على التبعية الأجنبية.
المقاتلة التركية “MMU”
مشروع المقاتلة الوطنية ليس وليد المرحلة ولا وليد الأزمة مع الولايات المتحدة الأمريكية بخصوص مقاتلة “إف-35″، بل هو هدف تركي من ضمن الأهداف العديدة التي تسعى أنقرة فيها لتصنيع كل ما تحتاج إليه قواتها العسكرية والأمنية من أسلحة ومعدات وأنظمة دفاعية بإمكانات وطنية خالصة.
وتحقيقاً لهذه الغاية أطلقت تركيا في نهاية عام 2010 أكبر مشروع وطني في تاريخها، بتكلفة قد تصل إلى نحو 20 مليار دولار أمريكي، من أجل تطوير وتصنيع طائرة قتالية شبحية من الجيل الخامس بإمكانيات وطنية خالصة، إذ تهدف أنقرة إلى أن تكون جميع أجزاء المقاتلة بالإضافة إلى المحرك صناعة محلية بالكامل.
وعقب اكتمال هذا المشروع وإجراء أولى تجارب الطيران عام 2025، ستكون تركيا من بين 4 دول حول العالم تمتلك البنية التحتية والتكنولوجية اللازمة لإنتاج طائرات حربية من الجيل الخامس بعد الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين.
وحسب أردوغان، فإن مشروع الطائرة الشبحية التركية (MMU)، أو ما يُعرف عالمياً باختصار “TF-X”، هو أفضل ردّ على أولئك الذين أنهوا مشاركة تركيا في برنامج مقاتلات “إف-35” الشبحية.