مصادر إسرائيلية: عباس أبلغ غانتس استمرار التنسيق الأمني
استقبلت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة وفي مقدمتها حركة حماس، لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع وزير جيش الاحتلال بيني غانتس بالإدانة والرفض المطلق، فيما أعلنت قوى اليمين الإسرائيلي هي الأخرى عن رفضها للقاء الذي تم في منزل غانتس في مدينة روش هاعين المقامة على أنقاض القرية الفلسطينية راس العين، وتبادلا أثناءه الهدايا.
وحذر عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، ورئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية، الوزير حسين الشيخ الذي شارك في اللقاء، من أن الاجتماع يمثل الفرصة الأخيرة قبل الانفجار والدخول في طريق مسدود، ومحاولة جديه جريئة لفتح مسار سياسي يرتكز على الشرعية الدولية، ويضع حدا للممارسات التصعيدية ضد الشعب الفلسطيني.
وقالت مصادر إسرائيلية إن الرئيس عباس أنذر غانتس أنه لا يستطيع وقف التصعيد في الأقصى، وإنه لن يسحب الدعوى ضد إسرائيل في محكمة الجنايات الدولية دون تقدم في المسيرة السياسية.
واعتبر موقع “واينت” العبري أنه رغم الأجواء الحميمية داخل بيت غانتس ليل أول أمس الثلاثاء وتبادل الهدايا بينهما عبّر عباس عن جملة مخاوف، وخاطب غانتس بالقول “لا تدخلوا مركبات دينية للصراع” ، ودعا لمعالجة سريعة لعنف المستوطنين.
ونقل الموقع عن مقربين من غانتس قولهم إن اللقاء كان ناجحا وتم في أجواء إيجابية طيلة ساعتين ونصف، تخللها زيارة أبو مازن لحديقة بيت غانتس وتناول القهوة والفواكه والأجبان وأقرأ السلام زوجة غانتس وابنهما.
وفي المستوى العملي وطبقا للموقع العبري، أشار أبو مازن لثبات تعليماته حول المضي في التنسيق الأمني مع إسرائيل ومكافحة الفوضى والسلاح غير المرخّص داخل الضفة الغربية.
وتابع: لن أجرّ الشعب الفلسطيني للتصعيد. وفي الوقت نفسه أعرب عن خشيته من تديين الصراع ومن أحداث من شأنها أن تنشب في القدس تصعب مواجهتها كالاحتكاكات داخل الحرم القدسي الشريف. وأضاف: لا أستطيع وقف تصعيد داخل الأقصى. كما عبّر عن خشيته من أن اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين باتت منظمة ودموية.
وقال إنه يرغب بوصول اجتماعات منظمة التحرير خلال الشهور القريبة وهو قوي وحكمه ثابت وبيده ما يقدمه للشعب الفلسطيني. وتابع: أنا بالسادسة والثمانين واحتاج لأن أصل لاجتماعات مؤسسات المنظمة وبيدي فواتير وإلا سيقولون لي: ما الذي أتيت به؟ لم تؤمّن البضاعة.
ومع ذلك قال عباس لغانتس إنه يفهم الوضع المركب وأن اسرائيل لا تستطيع فتح مفاوضات سياسية في المنظور القريب، ولذا طالب بـ “خطوات تعزيز الثقة”.
وقال مصدر إسرائيلي إن عباس أشار الى خطوات بناءة كإطلاق أسرى واستعادة مراقبين فلسطينيين في المعابر بين الضفة والأردن.
وكان بيان صادر عن مكتب غانتس قد أفاد بأن اللقاء بحث في قضايا أمنية ومدنية فحسب.
وأثار الاجتماع حفيظة الفصائل الفلسطينية، فقالت حركة حماس إن هذا اللقاء “الحميمي” الذي جاء في ذكرى الحرب الأولى على غزة عام 2008 يكشف مجدّداً الانحدار الكبير الذي وصلت إليه هذه السلطة ورئاستها، من التعاون مع العدو، وملاحقة المقاومين والأحرار من أبناء شعبنا. وحذرت من الانزلاق الخطير في مراعاة مصالح العدو واحتياجاته مقابل محافظة الاحتلال على بقاء سلطة التنسيق الأمني كياناً وظيفياً بلا أيّ مضمون.
واعتبرت اللقاء استفزازا للشعب الفلسطيني الذي يتعرّض يومياً لحصار ظالم في قطاع غزّة، وتصعيد عدواني يستهدف أرضه وحقوقه الوطنية ومقدساته في الضفة او القدس، كما يمثّل استهتاراً بمعاناة الأسيرات والأسرى في سجون العدو الذي يُمارس ضدّهم أبشع أنواع الانتهاكات.
وأدانت حركة الجهاد الإسلامي ما وصفته بـ “لقاء التنسيق الأمني”. وقالت في بيان لها: لقد جاء هذا اللقاء تكريساً للدور الوظيفي للسلطة التي تبحث عن حلول للخروج من أزماتها وعجزها وفشلها، على حساب مصالح شعبنا وحقوقه وقضيته الوطنية.
أما الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فقالت إنه يمثل إمعانا في الرهان على السراب.