بيداغوجيا اللعب ودوره في العملية التعليمية لدى الطفل
إن الطفل الصغير ليس من عادته الجلوس من غير حراك، أو البقاء هادئا، فاللعب يكتسي أهمية بالغة في حياة الطفل، إذ يتعدى كونه ملهاة او ترفيه عن النفس الى ضرورة حتمية قد تتعدى الضرورات اليومية الأخرى. وقد أثبتت الدراسات التربوية الأهمية الكبيرة للعب في اكتساب المعرفة ومهارات الوصول إليها. وهذا الأسلوب قد دعى إليه المفكرون منذ القدم وعلى رأسهم سقراط الذي انطلق من مسلمة التدريس لا ينبغي أن يقترن بالحزن والأسى، كما أنه يرى أن الطفل أثناء اللعب يستثمر الجهد والوقت والأحاسيس، ومن هنا يمكن اعتبار اللعب بيداغوجيا أساسية في التعليم وتلقي المعارف تستهدف تنمية قيم ومهارات الطفل وتنمية التنافس الايجابي والتسامح مع الغير.. ويعد اللعب البيداغوجي طريقة معتمدة في التدريس تدعو لاستخدام الطرق الفعالة التي تعتمد على فاعلية المتعلم ونشاطه حيث يقرب مبادئ العلم للأطفال وتوسيع أفاقهم المعرفية. وان الكثير من النظريات تتفق على أن اللعب دافع للاكتساب والتعلم وإشباع الحاجات، ونظرا لأهميته في التعلم نجد الكثير من أنواع اللعب البيداغوجي، وهي تتنوع من حيث الشكل والمضمون والطريقة، وهذا التنوع يعود الى الاختلاف في مستويات نمو الأطفال وخصائصه في المراحل العمرية من جهة والى الظروف الثقافية والاجتماعية المحيطة بالطفل من جهة أخرى. ومن هذا المنطلق نذكر بعض النماذج من هذه الألعاب:
1- الألعاب التلقائية: وهنا يكون الطفل حرا في لعبه وبصورة تلقائية من غير الخضوع او الالتزام بقواعد اللعبة ،وهذا النوع يمارس في أغلب الأحيان فرديا.
2- الألعاب التمثيلية: يتجلى هذا النوع في تقمص شخصيات أخرى مقلدا سلوكياتها، وهي ألعاب تعتمد على الخيال الواسع والمقدرة الإبداعية للطفل، ويمكن اعتمادها في مسرحة أحداث النصوص مثلا.
3- الألعاب التركيبية: يقوم الطفل بالتركيب دون تخطيط مسبق فيكتشف نموذجا معينا مثل تركيب بطاقات حروف لتشكيل كلمة أو تركيب بطاقات كلمات لتكوين جملة أو ربط بطاقة كلمة بصورة.
4- الألعاب الفنية: تدخل ضمن نطاق الألعاب التركيبية، وتتميز بأنها نشاط تعبيري فني ينبع من الوجدان والتذوق الجمالي، ويظهر أثرها جليا من خلال خربشات ورسومات الأطفال وأشغالهم اليدوية والتي لكل منها دلالتها وتعابيرها.
5- الألعاب الثقافية: وهي أساليب فعالة في تثقيف الطفل حيث يكتسب من خلالها خبرات ومهارات ومعلومات، ونجد من بين هذه الألعاب القراءة والبرامج الإذاعية والتلفزية الموجهة للأطفال، ولعبة سؤال وجواب والسينما والمسرح والألغاز التعليمية والمسابقات الثقافية وغيرها.. ومن هنا نخلص إلى أن اللعب البيداغوجي يساهم في نمو الطفل من جميع النواحي الجسمية والمعرفية والاجتماعية والسلوكية، ويساعده أيضا على الاندماج المجتمعي والتكيف مع العالم المحيط به وتنمية شخصيته واكتساب سلوكيات تواصليه تفيده في مراحل حياته.
عفاف بايزيد – تبسة – الجزائر
* البيداغوجيا هو مصطلح شامل لكل ما يفعله المعلم للتأثير على تعلم الآخرين. وقد أصبح لهذا المصطلح أهمية في مجال التعليم خاصة في مرحلة الطفولة المبكرة، حيث تظهر تعريفات مختلفة حول هذا المفهوم، والتي تتناول كل ما يفعله المعلم وكيف يفعل ذلك.