تبادل لإطلاق النار في دونباس.. أوكرانيا أعدت خطة لمواجهة غزو روسي محتمل
قالت أوكرانيا إنها أعدت خطة شاملة لمواجهة غزو روسي محتمل، ويأتي ذلك بوقت تبادلت فيه قواتها إطلاق النار مع الانفصاليين شرقي البلاد، في حين أكدت روسيا تدهور علاقاتها مع حلف شمال الأطلسي (الناتو).
فقد كشف سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني أليكسي دانيلوف أن بلاده أعدت خطة عمل مفصلة تشارك فيها جميع الوكالات وقطاعات الجيش، لأول مرة في تاريخ البلاد، تحسبا لأي غزو من قبل روسيا، على حد تعبيره.
وقال دانيلوف -في مقابلة مع قناة “أبوستروف تي في” (Apostorov TV)- إنه لا توجد خطط بعد لنشر قوات عسكرية من أي دولة أجنبية في أوكرانيا.
إلا أن المسؤول الأوكراني أشار إلى أن هناك ممثلين للولايات المتحدة وبولندا وليتوانيا والمملكة المتحدة ودولا أخرى يقومون بتدريب الجيش الأوكراني حاليا.
وقال دانيلوف إن هؤلاء العسكريين يقيمون بشكل دائم على الأراضي الأوكرانية، وإن بلاده ممتنة لهم.
وكانت أوكرانيا اتهمت روسيا بأنها حشدت ما يصل إلى 100 ألف جندي قرب حدودها تمهيدا لمهاجمتها بحلول نهاية يناير/كانون الثاني المقبل، كما تواترت تصريحات غربية عن حشود عسكرية روسية غير عادية على الحدود مع أوكرانيا.
بيد أن روسيا نفت أنها تخطط لغزو أوكرانيا، ووصفت التقارير عن غزو محتمل لأوكرانيا بأنها دعاية كاذبة، متهمة كييف بالتخطيط للتصعيد عسكريا في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا، وتشهد هذه المنطقة منذ 2014 صراعا عسكريا بين القوات الأوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا.
مدينة ماريوبول
وأفادت تقارير استخباراتية أوكرانية وأجنبية بأن مدينة ماريوبول قد تكون محور هجوم من جانب القوات الروسية في حال اتخذت موسكو قرارا بهذا الشأن.
ورغم حالة الهدوء التي تسود المدينة والحياة الطبيعية فيها؛ فإن بلدية المدينة تجري استعدادات أيضا لأية حالة طوارئ قد تنتج عن وقوع هجوم.
تبادل لإطلاق النار
ميدانيا، قال الانفصاليون الموالون لروسيا إن مسلحا من مليشيات محلية قتل أمس السبت في قصف للقوات الأوكرانية على بلدة كالينوفا شمال غربي إقليم دونباس.
وأضاف الانفصاليون أن جنديين أوكرانيين قتلا وأصيب آخر في رد الميليشيا على مصادر النيران الأوكرانية، متهمين الجيش الأوكراني بخرق وقف إطلاق النار.
في المقابل، قال الجيش الأوكراني إن أحد عناصره أصيب في إطلاق نار من قبل الانفصاليين الموالين لروسيا على موقع له في دونباس.
وقال تقرير لوزارة الدفاع الأوكرانية إن الانفصاليين انتهكوا وقف إطلاق النار 7 مرات أمس السبت.
مستوى خطير
وفي موسكو، قالت الخارجية الروسية اليوم الأحد إن علاقات روسيا مع الحلف الأطلسي وصلت إلى مستوى خطير، وإن لحظة الحقيقة حانت.
وقال ألكسندر غروشكو نائب وزير الخارجية الروسي إنه إذا رفض الحلف تقديم ضمانات أمنية لبلاده فإنها ستلجأ في المقابل لتوجيه تهديدات مضادة.
وكان سيرغي ريابكوف النائب الآخر لوزير الخارجية الروسي قال أمس إن بلاده تقترح على واشنطن إجراء محادثات ثنائية بشأن الضمانات الأمنية.
وتثير روسيا موضوع الضمانات الأمنية ردا على سعي أوكرانيا للانضمام للحلف الأطلسي، وكانت موسكو قدمت مقترحات للحد من النفوذ العسكري للحلف الأطلسي في الجمهوريات السوفياتية السابقة.
وحذرت الولايات المتحدة ودول غربية أخرى روسيا من أنها ستواجه عواقب وخيمة -تشمل عقوبات اقتصادية قاسية- في حال هاجمت أوكرانيا.
في الأثناء، وفي مؤشر على حجم التوترات الراهنة، قالت وزارة الدفاع في بيلاروسيا أمس السبت إن روسيا أرسلت قاذفات قنابل إستراتيجية بعيدة المدى من طراز “تو-22 إم 3” (Tu-22M3) للانضمام إلى دوريات حراسة المجال الجوي على طول الحدود الغربية للبلاد.
بدوره، قال وزير خارجية بيلاروسيا إن بلاده تدرس نشر أسلحة نووية روسية على أراضيها حال تعرضها لتهديد من الناتو.
أما مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان فقال أول أمس الجمعة إن بلاده تواصل إمداد أوكرانيا بالمساعدات العسكرية، وتقيّم بشكل مستمر حاجاتها الدفاعية، وكانت واشنطن أمدت كييف بالفعل بعتاد عسكري.