عصيان مدني في السودان رفضا للانقلاب… واعتقال عشرات المعلمين
أغُلقت محال تجارية وشركات ومؤسسات أبوابها في الخرطوم، أمس الأحد، استجابة للعصيان المدني، الذي دعا له تجمع المهنيين، عقب مرور أسبوعين على الانقلاب الذي نفذه الجيش مطيحا بالمدنيين من السلطة، وفيما اعتقل87 معلما، جرى ترحيلهم سريعاً ” إلى سجن “سوبا” دون أي محاكمات، التقى وفد جامعة الدول العربية قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، ورئيس الحكومة المعزول عبد الله حمدوك.
وفرقت الشرطة أمس موكبا لمئات المعلمين من أمام مباني وزارة التربية والتعليم في ولاية الخرطوم، مستخدمة الغاز المسيل للدموع، بينما اعتقلت العشرات منهم.
عضو لجنة المعلمين السودانيين” عمار يوسف” قال لـ”القدس العربي” إن الأجهزة الأمنية تعاملت مع موكب المعلمين بشكل عنيف، مؤكدا إصابة عدد من المحتجين واعتقال الشرطة لحوالى 87 معلما.
ولاحقا أعلنت لجنة المعلمين السودانيين ترحيل “87 معلما معتقلا” من مركز شرطة “المقرن” إلى سجن “سوبا” جنوبي العاصمة الخرطوم دون أي محاكمات.
كما أفادت بتدهور الحالة الصحية للمعلم فيصل حسن بدر، دون أن يتلقى أي عناية طبية حتى الآن، وهو من المصابين بمرض السكري.
ورفع المعلمون المحتجون شعارات رافضة للانقلاب العسكري، وعودة من أسموها “كوادر الإسلاميين”. وأكد يوسف أن المعلمين يرفضون كل الاجراءات والتغييرات التي قام بها الجيش من فصل للمدير العام للتعليم في العاصمة الخرطوم والمدراء في إدارات التعليم الأربع عشرة، واستبدالهم بكوادر من النظام السابق.
وشهدت العاصمة الخرطوم حركة محدودة للمواصلات، بينما أغلقت محال تجارية وشركات ومؤسسات أبوابها، في استجابة جزئية لعصيان مدني أعلنه تجمع المهنيين السودانيين.
في السياق، التقى وفد جامعة الدول العربية، برئاسة الأمين العام المساعد السفير حسام زكي، بالبرهان، حيث أكد الأخير التزام القوات المسلحة التام بالتحول الديمقراطي وحرصها على حماية مكتسبات الثورة السودانية وتحقيق تطلعات الشعب.
أما زكي فأكد أن الوفد “نقل رسالة شفهية من الأمين العام تؤكد دعم جامعة الدول العربية للتحول الديمقراطي في السودان”، مبيناً أهمية الحوار واعتماده كوسيلة لأساسية للتعامل مع الأزمات التي تطرأ خلال عملية الانتقال الديمقراطي.
كما قالت الجامعة العربية في بيان إن وفدا منها التقى رئيس الوزراء السوداني المعزول عبد الله حمدوك وأجرى “حديثا مطولا” بشأن التحديات التي تواجه العملية الانتقالية والجهود المبذولة لدعم الحوار.
في الموازاة، نقل تلفزيون الجزيرة عن البرهان قوله إنه لن يشارك في أي حكومة تتشكل بعد الفترة الانتقالية.
ونفى البرهان مسؤولية الجيش عن قتل محتجين، قائلا: الجيش السوداني لا يقتل المواطنين، وهناك لجان تحقيق لكشف ما حدث.
وأصدر البرهان أمس قراراً بإعفاء وتكليف عدد من مديري البنوك الحكومية.
وتم بموجب هذا القرار إعفاء مدير بنك العمال صلاح الدين الحسن عبد الله من منصبه وتكليف فاروق محمد الأمين عثمان، وإعفاء مدير بنك التنمية الصناعية صديق أحمد محمد من منصبه وتكليف محمد صديق الحسن، وإعفاء مدير بنك النيلين الفاتح محمد حامد وتكليف الفاضل حسين حسن.
وشمل القرار أيضا إعفاء مدير بنك النيل محجوب محمد محجوب من منصبه وتكليف محمد المهدي عجبنا، وإعفاء محمد المقبول محمد توم مدير بنك الادخار من منصبه وتكليف الطيب محمد أحمد.
إلى ذلك، نددت فصائل متمردة رئيسية في السودان كانت قد وقعت على اتفاق سلام العام الماضي بالانقلاب، ودعت إلى إطلاق سراح المعتقلين.
وأصدر البيان الجبهة الثورية السودانية، التي تشمل جماعات يقودها ثلاثة أعضاء في مجلس السيادة الذي حله الجيش خلال الانقلاب، وهم الهادي إدريس والطاهر حجر ومالك عقار من الحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال.
وقالت الجبهة في البيان الجبهة الثورية تجدد موقفها الثابت ضد الانقلاب، وهي مع احترام إرادة الشعب السوداني والتحول الديمقراطي وبناء الدولة المدنية. تجدد الجبهة الثورية التزامها بالوثيقة الدستورية وتنفيذ اتفاق جوبا لسلام السودان. تطالب الجبهة الثورية بإطلاق سراح جميع المعتقلين دون أي شرط وعلى رأسهم رئيس الوزراء عبد الله حمدوك والرفيق ياسر عرمان عضو المجلس القيادي للجبهة الثورية ونائب الأمين العام للجبهة الثورية.