تقدم جبهة تيغراي بأمهرة الأثيوبية وآبي أحمد يدعو الجميع للقتال
أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، في أول تعليق له على توسع القتال في إقليم أمهرة، أنه تم إحباط كافة محاولات توغل مسلحي جبهة تحرير تيغراي، في وقت عبرت فيه الخارجية الأميركية عن قلقها من هذه التطورات.
وطالب آبي أحمد المواطنين بالوقوف إلى جانب قوات الأمن، قائلا إن الدفاع هو مسؤولية الجميع.
وأعلن برلمان إقليم أمهرة حالة الطوارئ وتعليق العمل في كافة المؤسسات الحكومية في الإقليم.
وقال بيان صادر عن البرلمان إن “الهجمات الإرهابية التي يقوم بها مسلحو جبهة تيغراي على المواطنين والتي تستهدف وجودهم، لا يمكن مواجهتها وفقا لنظام إنفاذ القانون العادي وحده، لذلك تم إصدار القرارات الطارئة”.
ويعتبر إقليم أمهرة ثاني أكبر إقليم في إثيوبيا من حيث عدد السكان، ولديه حدود مع عدة أقاليم إثيوبية من بينها إقليم تيغراي، وأيضا حدود مع السودان بمنطقة الفشقة، وينبع من الإقليم نهر النيل الأزرق، حيث بحيرة تانا.
قلق أميركي
وأعربت الخارجية الأميركية أمس الاثنين عن قلقها إزاء تقارير استيلاء الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي على مدينتي ديسي وكومبولتشا في إقليم أمهرة الإثيوبي.
وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن في تغريدة على تويتر إن “الولايات المتحدة قلقة إزاء تقارير استيلاء الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي على ديسي وكومبولتشا”.
وأضاف أن “استمرار القتال يطيل أمد الأزمة الإنسانية الأليمة في شمال إثيوبيا. يجب على جميع الأطراف وقف العمليات العسكرية والبدء في مفاوضات وقف إطلاق النار دون شروط مسبقة”.
وأعلنت جبهة تحرير شعب تيغراي أمس الأحد سيطرتها على مدينة كومبولشا الإستراتيجية في شمالي البلاد بعد إعلانها بسط سيطرتها على مدينة ديسي، في حين كذبت الحكومة الإثيوبية هذه المزاعم، مشيرة إلى أن قواتها ما زالت تخوض “معارك عنيفة” مع المسلحين.
وكتب المتحدث باسم الجبهة غيتاشيو رضا في تغريدة “السيطرة تماما على كومبولشا”.
وكانت جبهة تحرير شعب تيغراي استعادت القسم الأكبر من إقليم تيغراي في يونيو/حزيران الماضي قبل أن تتمدد إلى مناطق مجاورة.
لكن المتحدث باسم الحكومة ليغيسي تولو قال في مؤتمر صحفي أمس الأحد “ثمة معارك عنيفة حاليا على جبهتي ديسي وكومبولشا”.
والجزء الأكبر من شمالي إثيوبيا مغلق أمام الصحافة، مما يجعل من الصعب جدا التحقق من معلومات الطرفين بشكل مستقل.
وعززت المعارك في كومبولشا التكهنات حول احتمال وصول قوات جبهة تيغراي إلى العاصمة أديس أبابا.
وأمس صرح سكان مذعورون في كومبولشا لوكالة الصحافة الفرنسية بأنهم أمضوا اليوم الاثنين في منازلهم، في وقت دارت فيه معارك بين قوات جبهة تحرير تيغراي من جهة والجيش الإثيوبي ومليشيات محلية من جهة أخرى.
وأعلن الجيش الإثيوبي أنه شن غارة جوية على تيغراي أمس الأحد، بحسب بيان صادر عن الحكومة عبر تويتر، مشيرا إلى أن الغارة استهدفت “منشأة تدريب عسكرية (كانت) بمثابة مركز للتجنيد والتدريب” لجبهة تحرير تيغراي.
وكان جيش تحرير أورومو والجبهة الشعبية لتحرير تيغراي قد أعلنا في أغسطس/آب الماضي تحالفا عسكريا، مما زاد الضغط على الحكومة المركزية.
وتأتي التطورات في تيغراي بعد نحو عام من اندلاع اشتباكات في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني 2020 بين الجيش الإثيوبي والجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، بعدما دخلت القوات الحكومية الإقليم ردا على هجوم استهدف قاعدة للجيش.
وفي الـ28 من الشهر نفسه، أعلنت إثيوبيا انتهاء عملية “إنفاذ للقانون” بالسيطرة على الإقليم بالكامل، رغم ورود تقارير عن استمرار انتهاكات حقوقية في المنطقة منذ وقتها حيث قُتل آلاف المدنيين.